مجتبى السادة
اليهود يعرفون ومنذ أمد بعيد أن المهدي عليه السلام سيقضي عليهم عندما يظهر، وسيحاربهم في يوم من الأيام، وإن ساحة الحرب ستكون منطقة الشرق الأوسط: فمن إيران ستخرج رايات سود لنصرة المهدي، والعراق سيكون مركزاً لدولته وسيتخذ من الكوفة عاصمة له ومنها سينطلق لتحرير القدس والقضاء على اليهود، أما الجزيرة العربية (مكة) فإن أول ظهوره سيكون منها، أما بلاد الشام فإن السفياني (ألد أعداء الإمام وحليف اليهود والغرب) سيظهر منها، ومصر سيتخذها المهدي منبراً إعلامياً له.
إن أخطر ما فعله اليهود، أنهم خلقوا لدى نصارى الغرب عقائد جديدة مرتبكة ومشوهة وخاطئة فيما يتعلق بمنقذ البشرية (القضية المهدوية) وبشكل خاص بالقائد العظيم المنتظر، ودوره القادم في دمار الحضارة الغربية، مما خلق لديهم حالة من الرعب والقلق من كل ماله علاقة بالمهدي عليه السلام، ويعلم اليهود علم اليقين، أن المبعوثين عليهم في المرة الثانية (كما في القرآن الكريم) بقيادة المهدي عليه السلام سيخرجون من أرض بابل (وسط العراق)، وهذا ما يفسر مساعيهم الدائمة لتدمير العراق، وشن الحروب عليه بلا هوادة، لهذا فاليهود والغرب والصهيونية _بمقتضى الحسابات السياسية والإستراتيجية_ خططوا ومنذ أمد بعيد لتدمير كل ما يمكن أن يمثل قوة قد يستغلها القائد العظيم في حربه القادمة ضدهم. وقد قاموا بشن حرب شاملة ضد العراق وإيران، حتى عندما يظهر المهدي عليه السلام لا يجد إلا شعباً أنهكته الحروب والحصار ولا يستطيع مساعدة إمامه، ومن ثم سهولة القضاء عليه.. ومن هنا نعرف الحقيقة وتتضح لنا الإجابة على: لماذا هذا الهجوم الشرس على المنطقة وبالخصوص أتباع أهل البيت عليهم السلام؟.. ولماذا حصلت الحرب العراقية الإيرانية واستمرت ثمان سنوات وقتل فيها أعداد كبيرة من الشعبين (موالين لأهل البيت)؟. ثم بعد انتهاء الحرب بفترة قصيرة، تجددت الحرب في المنطقة وتكررت (غزو الكويت-احتلال العراق).
والعجيب كأن هناك من لا يريد للمنطقة أن تخلو من الحروب، والأهم في نظرهم هو جعل العراق ساحة حرب لمدة طويلة وبلداً غير آمن، وإيجاد المبررات لبقاء القوات الغربية فيه، ويزول العجب فيما إذا علمنا أنهم يمهدون للمعركة الكبرى (هرمجدون) والتي يتوقعون أن تكون حرباً نووية واسعة النطاق، يتم القضاء فيها على المؤيدين للقائد العظيم (روحي فداه).
إقرأ أيضا:ما هي الخطط التي يتبعها الصهيونية والغرب في حربهم ضد الإمام المهدي(ع)حالياً؟