أحمد سلام الفتلاوي
العراق عادة ما يتأثر ويؤثر بمحيطة الخارجي وبالتحديد دول الجوار وبشكل كبير، وحجم هذا التأثير يختلف من دولة لأخرى ، فالعراق هو البوابة الشرقية لإيران على الوطن العربي، وهي الرابط الاستراتيجي الذي يربط الوطن العربي بآسيا، بالإضافة إلى المثلث العراقي – التركي – الإيراني.
إن موقع العراق بمثابة أمن قومي بالنسبة لإيران والعكس صحيح، فضلًا عن مشاريع إيران الاستراتيجية والسعي لتحقيق جيرة مباشرة مع أوروبا عبر محور يمر بكل من أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان. وهو محور له أهمية كبيرة بالنسبة لإيران، فيحد من النفوذ الإسرائيلي من جهة، وسيتيح لها إمكانية احتواء تركيا من جوارها الجنوبي، الذي سيسمح لإيران بالتدخل عبر الأكراد والعلويين، اضافة الى التأثير الكبير بينهما على الاخر.
نتيجة الترابط الجغرافي والمشتركات الكثيره بين الشعبين، سيما بعد التغيير الذي حصل بعد ٢٠٠٣ وحجم المساعدة والدعم المقدم من قبل الجاره ايران، وهذه حقائق أفرزها الواقع العراقي وما طفي على سطح الاحداث من خلال استقرار الغاطس منها، بشكل واضح هدفه لتقوية النظام السياسي القائم، ورفد الحكومة العراقية بالاستشارة والخبره الإيرانية في بناء الدولة وصيانة نظامها، اضافة الى وقوفها الكبير مع القاده السياسين ( الحاكمين ) في العراق ومن خلالها استطاعوا الانتصار على اعدائهم، وتحقق النصر وتحررت الاراضي العراقية كاملة، في وقت بخل جيران العراق على تقديم ابسط انواع الدعم .
مع ملاحظة ان ايران نجحت في كسب ود الشارع العراقي، من خلال ما تقدّمه من خدمات وامدادات، ومن خلال خطاب ديني – مذهبي يكرّس شرعيتها وانتماءها، فضمنت ولاء غالبية مريحة في وسط وجنوب العراق، ويعتبر هذا التحليل تعاطف بعض العراقيين مع الفريق الايراني في تصفيات كأس العالم الاخيره مؤشرا على ذلك.
في كتابه (العراق في أزمة) أشار الأمريكي توني كوردسمان، المفكر الاستراتيجي المهتم بالشأن العراقي الإيراني والخليجي، إن كلًا من الولايات المتحدة وإيران كانتا تتنافسان على النفوذ العراقي، وقد كان لإيران النصيب الأكبر نظرًا لولاء الشيعة وأحزابهم السياسية التي حظيت به، فيما لم يعد للولايات المتحدة نصيب في العراق إلا في عدد محدود من الليبراليين والوطنين، وهو ماجعل البعض يرى أن العراق قد وقعت - حسم زعمه - تحت الاحتلال الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي، وحتى اليوم، أتاح الغزو الأمريكي فرصة تمكين الأحزاب السياسية والشيعية من ادارة البلاد، ومما أثر على النفوذ الإيراني في العراق، فكان محمود أحمدي نجاد أول رئيس إيراني يزور العراق منذ قيام الثورة الإسلامية.
فيما صار لإيران سفارة في بغداد وثلاث قنصليات عامة في السليمانية وأربيل، وكربلاء، كما صار للعراق سفارة في طهران.
إن مستقبل الإستراتيجية الإيرانية في العراق، مرتبط بمتغيرات داخلية ومؤثرات خارجية، وإن الإستراتيجية الإيرانية في العراق تعيش حالة من التفاعل الشديد ضد مشروع العالمية الأمريكي، وخصوصًا أن العراق اليوم يمثل نقطة ارتكاز لكل من المشروع الإقليمي لإيران ولهدفها في سيادة –نؤكد على كلمة سيادة و ليس احتلال كما يقول البعض-المنطقة الإقليمية المحيط بها مما سيعزز سيادة العراق ، ولمشروع الولايات المتحدة - الذي يتمثل في الهيمنة العالمية لها والذي يعتبر تأمين مصالحها في ما يعرف بقوس المصالح الأمريكية الممتد من منطقة الخليج إلى حوض بحر قزوين - أمرا حيويا وأساسيا لتحقيق هيمنتها العالمية أو ما يسمى الآن القيادة الأمريكية للعالم.
فايران القويه تمثل العراق القوي. وان العراق القوي يمثل ايران القوية.
و قوة إيران في قوة العراق ...و قوة العراق في قوة إيران...
المصدر:موقع انباء براثا