مع المجالس الحسينية المكتوبة..المجلس الرابع من يوم عاشوراء..هكذا قتلوا عبد الله الرضيع(ع)!

الخميس 20 سبتمبر 2018 - 10:44 بتوقيت غرينتش
مع المجالس الحسينية المكتوبة..المجلس الرابع من يوم عاشوراء..هكذا قتلوا عبد الله الرضيع(ع)!

إذ رماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فذبحه في حجر الحسين (عليه السلام) ، فتلقَّى الحسين دمه حتى امتلأت كفُّه ، ثمَّ رمى به إلى السماء...

الشيخ عبد الله ابن الحاج حسن آل درويش

قال الراوي : ولمَّا فُجع الحسين(عليه السلام) بأهل بيته وولده ، ولم يبق غيره وغير النساء والذراري نادى : هل من ذابٍّ يذبُّ عن حُرم رسول الله؟ هل من موحِّد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟ وارتفعت أصوات النساء بالعويل ، فتقدَّم(عليه السلام) إلى باب الخيمة ، فقال : ناولوني عليّاً ابني الطفل حتى أودِّعه ، فناولوه الصبيَّ .

وقال الشيخ المفيد عليه الرحمة : دعا ابنه عبدالله ، قالوا : فجعل يقبِّله وهو يقول : ويل لهؤلاء القوم إذا كان جدُّك محمد المصطفى خصمهم ، والصبيُّ في حجره ، إذ رماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فذبحه في حجر الحسين (عليه السلام) ، فتلقَّى الحسين دمه حتى امتلأت كفُّه ، ثمَّ رمى به إلى السماء .

وقال السيِّد عليه الرحمة : ثمَّ قال : هوَّن عليَّ ما نزل بي أنه بعين الله ، قال الباقر(عليه السلام) : فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض .

قالوا : ثمَّ قال(عليه السلام) : لا يكون أهون عليك من فصيل ، اللهم إن كنت حبست عنّا النصر فاجعل ذلك لما هو خير لنا .

وقال أبو الفرج : عبدالله بن الحسين (عليه السلام) ، وأمُّه الرباب بنت امرىء القيس قال : وحدَّثني محمد بن الحسين الأشناني بإسناده عمَّن شهد الحسين (عليه السلام) ، قال : كان معه ابن له صغير ، فجاء سهم فوقع في نحره ، قال : فجعل الحسين يمسح الدم من نحر لبّته فيرمي به إلى السماء فما يرجع منه شيء ، ويقول : اللهم لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح.

وفي بعض الروايات الشريفة قال (عليه السلام) : اللهم أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الناس برسولك محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وسمع (عليه السلام) قائلا يقول : دعه يا حسين فإن له مُرضِعاً في الجنة ، ثم نزل (عليه السلام) عن فرسه ، وحفر له بجفن سيفه ودفنه مرملا بدمه وصلى عليه ، ويقال : وضعه مع قتلى أهل بيته(عليهم السلام).

ولله درّ الشيخ محمد رضا الخزاعي عليه الرحمة إذ يقول :

وَلَوْ تَرَاهُ حَامِلا طِفْلَهُ                رَأَيْتَ بدراً يَحْمِلُ الْفَرْقَدا

مُخَضَّباً مِنْ فَيْضِ أَوْدَاجِهِ           أَلْبَسَهُ سَهْمُ الرَّدَى مِجْسَدَا

تَحْسَبُ أنَّ السَّهْمَ في نَحْرِهِ          طَوْقٌ يُحَلِّي جِيْدَه عَسْجَدا

وَمُذْ رَنَت لَيْلَى إليه غَدَتْ             تدعو بصوت يَصْدَعُ الْجَلْمَدَا

تقولُ عَبْدُ اللهِ مَا ذَنْبُهُ                مُنْفَطِماً آبَ بِسَهْمِ الرَّدَى

قد كنتُ أرجو فيه لي سلوةً         فَخَيَّبوا ما كنتُ أَرْجُو العِدَى

لَمْ يَمْنَحُوه الْوِرْدَ إِذْ صَيَّروا          فَيْضَ وَرِيْدَيْهِ لَهُ مَوْرِدا

أَفْدِيهِ مِنْ مُرْتَضِع ظامياً              بِمُهْجَتي لو أَنَّهُ يُفْتَدَى

المصدر:المجالس العاشورية في المآتم الحسينية