هل يغيّرنا الحسين(ع)؟ وبماذا سنتغيّر؟ وكيف سنتغيّر؟
هذه الأسئلة لا بدَّ من أن نطرحها على أنفسنا في كلّ موسم لعاشوراء؛ لأنّ حضورنا للمجالس في عاشوراء لا بدّ من أن يتحوّل إلى شُحنة طاقة تغيّر فينا شيئًا على الصّورة التي كان عليها الحسين (ع).
سنطرح في هذه اللّيلة مفردة العلاقة مع الله، لنقيس على تلك الصورة مستوى علاقتنا بالله، ولنحدّد حجم التغيير الذي نحتاجه لترسيخ هذه العلاقة.
لو وضعنا أنفسنا أمامنا وساءلناها عن الصّلاة: كيف هي صلاتُكِ يا نفسُ؟ هل نحن نصلّي فعلًا، بحيث نكون في حقل تواصل حقيقيّ نعيش فيه الخشوع بين يدي الله؟ الخشوع هو اللّحظة التي يتحقّق فيها هذا الاتصال.. هذه الرّعشة الإيمانية.. هذه السكينة.. يشعر معها الإنسان بشيء من الطاقة تغمر كلّ خلية من خلاياه.. هل فعلًا ندخل في هذا الحقل، أم أنّنا نقتصر في تأدية أفعال الصلاة، لنكون فقط في مقام تأدية الواجب الذي يُسقط التكليف بالمعنى الفقهي؟!
الصلاة الحقيقية تحتاج إلى تدريب على تخلية الذّهن من كلّ شيء سوى الله في الصلاة.. غالبًا، نحن لا نتدرب على ذلك!
إذا تغيّر فينا شيءٌ من طريقة أدائنا لصلاتنا، وأخذنا من عاشوراء هذا المستوى العميق لمعنى صلاة الحسين(ع)، التي حرص عليها في أحلك الظروف، حيث في ليلة العاشر، استمهل الأعداء لكي لا يبدأوا بالحرب، حتى يختلي بالله في ذوبان العشق، ولم يترك الصلاة والسّهام تتطاير نحوه من معسكر الأعداء.. إذا تغيّر فينا شيء من ذلك، يكون للدّموع معناها، ولحبّ الحسين(ع) جوهره!
بينات
110