السيد السيستاني..يكشف عن معنى"روح الله" في قوله تعالى(وَلا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللَّه)

الجمعة 14 سبتمبر 2018 - 06:56 بتوقيت غرينتش
السيد السيستاني..يكشف عن معنى"روح الله" في قوله تعالى(وَلا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللَّه)

هناك سؤال يطرح: ما معنى مصطلح (روح الله) في قوله تعالى{وَلا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الكَافِرُونَ } (يوسف: 87)؟

وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني.

الجواب: ورد في القرآن كلمة روح الله في قوله تعالى: (( وَلا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الكَافِرُونَ )) (يوسف: 87).

ويقول صاحب الميزان عن الروح بانه "لنفس أو النفس الطيب ويكنى به عن الحالة التي هي ضد التعب وهي الراحة وذلك أن الشدة التي فيها انقطاع الأسباب وانسداد طرق النجاة تتصور اختناقاً وكظماً للإنسان، وبالمقابلة الخروج إلى فسحه الفرج والظفر بالعافية تنفساً وروحاً لقولهم يفرج الهم وينفس الكرب فالروح المنسوب إليه تعالى هو الفرج بعد الشدة بإذن الله ومشيته وعلى من يؤمن بالله أن يعتقد ان الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا قاهر لمشيته ولا معقب لحكمه وليس له أن ييأس من روح الله ويقنط من رحمته....".

وكذلك ورد في القرآن عن عيسى بانه (( وَكَلِمَتُهُ أَلقَاهَا إِلَى مَريَمَ وَرُوحٌ مِنهُ )) (النساء:171) يقول صاحب تفسير الأمثل ان عيسى هو روح مخلوقة من قبل الله.. على الرغم من ان البعض أساء الاستفادة من هذه العبارة (وروح منه) وفسرها بان المسيح عليه السلام هو جزء من الله سبحانه وتعالى مستنداً إلى عبارة منه ولكن الواضح في مثل هذه الحالات ان كلمة (من) ليست للتبعيض بل تدل على مصدر ومنشأ واصل وجود الشيء.

ويقول صاحب الميزان (وروح منه) الروح من الأمر قال تعالى قل الروح من امر ربي ولما كان عيسى عليه السلام كلمة (كن) التكوينية وهي امر فهو روح.

وقال في مكان آخر: فعد الروح كلمة دالة على المراد فمن الجائز ان يعد الروح وحياً كما عد كلمة، وإنما سماه (كلمة منه) لأنه انما كان عن كلمة الإيجاد من غير أن يتوسط فيه السبب العادي من كينونه الناس بدليل قوله: (( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )) (آل عمران:59)، وقد زاد سبحانه في ايضاح حقيقة الروح حيث قال (( قل الروح من أمر ربي )) وظاهر (من) أنها لتبيين الجنس كما في نظائرها من الآيات (( يُلقِي الرُّوحَ مِن أَمرِهِ )) (غافر:15) (( يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِن أَمرِهِ )) (النحل:2)، (( أَوحَينَا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنَا )) (الشورى:52)، (( تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ )) (القدر:4) فالروح من سنخ الأمر.

ثم عرف امره في قوله: (( إِنَّمَا أَمرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )) (يس:82)، فبين أولاً ان امره هو قوله للشيء كن وهو كلمة الإيجاد التي هي الإيجاد والإيجاد هو وجود الشيء لا من كل جهة بل من جهة استناده إليه تعالى وقيامه به فقوله فعله.

ثم ان كلمة روح الله تحولت من هذا المعنى الذي تحمله الى تسمية سميت بها بعض الافراد والتسمية قد لا يقصد منها ما تحمله من معنى لان الأسماء المرتجلة لا يلاحظ فيها المناسبة بين الإسم والمسمى.

المصدر:وكالة أنباء الحوزة