بسم الله الرحمن الرحيم
ولادتـــــــــــــــــــــــه :
ولد الامام علي الرضا بن موسى بن جعفر (عليه السلام ) في المدينة المنورة سنة (148هـ)
نشأ في ظل أبيه الامام الكاظم عليه السلام وتلقى على يديه معارفه وعلومه وأخلاقه وأدبه الذي ورثه عن آبائه .
فكان حرياً به أن يكون الامام والعالم والمرشد ,,, ويغذيها بالعلم والمعرفة ويحتل موقع القيادة والزعامة في نفوس المسلمين
ملامــــــــــــح شخصـــــــــــية للامام عليه السلام
كانت حياته مناراً للمهتدين ودليلاً للسائرين في طريق التقوى والعبادة ,, ومثلاً أعلــــــــــــــى في الاخلاق والسلوك المستقيم ولكم بعض منها :
وصف رجاء بن الضحاك الذي رافق الامام عليه السلام طوال سفره من المدينة الى مرو ,عبادة الامام وتقواه فقال :
فكنت معه من المدينة الى مرو فو الله ما رأيت رجلاً كان أتقى الله تعالى منه ولا اكثر ذكراً لله في جميع أوقاته منه ,,,
ولا أشد خوفاً لله عز وجل منه ,,فكان أذا اصبح صلى غداه , واذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره
ويصلى على النبي حتى طلوع الشمس ,,
ثم يسجد سجدة يبقى فيها حتى يتعالى النهار ثم أقبل على الناس يحدثهم ويعظم حتى الزوال
كان الامام عليه السلام إذا خلا جمع حشمه كلهم عنده الصغير والكبير
فيحدثهم ويأنس بهم ويؤنسهم
وكان عليه السلام اذا جلس على المائدة الطعام لا يدع صغيراً ولا كبيراً حتى السائس والحجام إلا أقعده على المائدة
وها هو أبراهيم بن العباسي الصولي يصف لنا جانباً من أدب الإمام عليه السلام وحسن خلقه وجميل
معاشرته
وسمو إنسانية وأدب محادثته وحسن استماعه , قال: (ما رأيت أبا الحسن جفاً أحداً بكلمة قط ,, ولا رأيته قطع على أحد كلامه , حتى يفرغ منه ,, وما رد أحداً عن حاجة يقدر عليها ,, ولامد رجله بين يدي الجليس له قط , ولا اتكى بين يدي جليس له قط و
ولا رأيته يقهقة في ضحكة قط بل كان ضحكه التبسم
عبادتـــــــــــــــــــه:
إن جوهر العبادة هو الاخلاص لله تعالى وتوجيه النفس إليه وفناء (الأنا ) وما فيها من رغبة وحب وشهوة ونوازع في ذات الله
فالمتعبد المخلص لا تنازعه نفسه في المعصية ولاتكون في موقف مواجه للأرادة والمشيئة الألهية فهي تختار
دائماً إرادة الله ,,, وتسعى للقرب منه .
واهل البيت (عليهم السلام ) بما من الله عليهم من علم ومعرفة بالله سبحانه وبعظمته كانوا اكثر الناس حباً لله
وشوقا أليه واخلاصاً له وسعياً لمرضاته وسائرين في ذلك على نهج رسول (صلى الله عليه وال وسلم
المدارس الفكــــــــــرية أيام الرضا عليه السلام :
ولد الامام الرضا(عليه السلام ) ايام ابي جعفر المنصور وعاصر من خلفاء بني العباس المهدي الهادي والرشيد والأمين والمأمون ,
وقد كانت هذه الفترة من اكثر فترات الفكر والثقافة الاسلامية توسيعاً ونمواص وفيها عاش مؤسسو المذاهب الفقهية .
كان الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام مفزع العلماء وملجأ أهل الفكر والمعرفة يناظر علماء التفسير ويحاور أهل الفلسفة والكلام ويرد على الزنادقة والغلاة ويوجه اهل الفقة والتشريع ويثبت قواعد الشريعة الاسلامية واصول التوحيد
وقد شهد علماء عصرهه من فقهاء وحكماء ومتصوفة ومتكلمين اسلاميين من زنادقة وغلاة وملاحدة بغزارة علمه وقوة حجته
وتفوق بيانه على خصوم الاسلام في مجالس المناظرة والافتاء ومجالس الحوار والمحاججة حتى أن محمد بن عيسى اليقطيني قال:
لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام جمعت من مسائله مما سئل عنه وأجاب خمس عشرة الف مسألة
قد حاز الامام عليه السلام كل هذه الصفات
فأستحق أن يكون اماماً ومرجع العلماء الامة وقادة الفكر واساطين المعرفة
وفي اعلام الورى عن ابي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال : ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا عليه السلام
ولا رآه عالم إلا وشهد له بمثل شهادتي ولقد جمع المأمون في مجلس له عدداً من علماء الاديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم ,,حتى ما بقي منهم احد الا اقر له بالفضل واقر على نفسه بالقصور
ولقد سمعته يقول : كنت اجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون فأذا أعيي الواحد منهم عن مسألة أشاروا إلي بأجمعهم وبعثوا إلي
المسائل فأجبت عنها
قال أبو الصلت : ولقد حدثني محمد بن اسحاق بن موسى بن جعفر عن أبيه موسى بن جعفر عليه السلام كان يقول لبنيه :
هــــــــذا اخوكم علي بن موسى عالم آآآآآآآآآآل محمد(صلى الله عليه واااااااااال وسلم ) ,, فسلوه عن اديانكم واحفظوا ما يقول لكم
المصدر: كتاب نفحات من السيـــــــــــرة