المهدي المنتظر ودجاجلة آخر الزمان.. اليماني المزعوم!!

الأحد 29 إبريل 2018 - 11:46 بتوقيت غرينتش
المهدي المنتظر ودجاجلة آخر الزمان.. اليماني المزعوم!!

أفكار ورؤى – الكوثر: اليماني الحقيقي وليس ذلك المزيف قد يكون أحد أبناء اليمن وقد يكون (يمين الإمام) حسب تفسير البعض ولكنه قطعا ليس ذلك الدجال مقطوع الصلة تماما بالصراع المحتدم الآن مع السفياني وأشياعه.

 

زارني (المسكين) قبل بضعة أعوام محاولا ترويج بضاعته الفاسدة طالبا مني البيعة (لإمامه الدجال) مستعينا بكل فنون الجدل الفارغ التي تعلمها من مدرسة التكفير التي نشأ فيها وترعرع وإليها يعود!!.

سألته: ما تقول عن الصراع الذي يجري الآن في المنطقة ومحوره الأساس حسب قراءتي، محاولة القضاء على الشيعة والتشيع، وأين إمامكم المزعوم من هذه الأحداث الجسام؟!، وما هو رأيكم فيمن يقودون جبهة المقاومة للمشروع التكفيري الوهابي، بينما إمامكم المزعوم يحشد الأتباع، ويطالب بالإعراض عمن يقودون المواجهة وإعطائه البيعة التي لا ندري إلى أي يد ستنتهي، إلى مبز أو مبس أو إلى نتن ياهو؟!.

رد البائس: ليتهم يبايعون إمامنا!!.قلت له ثم ماذا؟!.

قال سيقرهم على ما هم عليه!!!.

هههههه!!

عليهم أن يقدموا له دماء عشرات آلاف الشهداء هدية مجانية لأن (رواية ما في كتاب ما) تتحدث عن شيء يتشابه (وليس يشبه) ما يزعمون، فضلا عن أنه (حفظه الله) مول إنشاء عدة مشاريع تحمل اسم (أهل البيت)!!!!.

طالت الجلسة وتجاوزت منتصف الليل (كعادة التكفيريين الأولين) ولم أجد حلا للتخلص منه سوى طلب مهلة لدراسة (النصوص) المزعومة قبل إعطائه الرد النهائي.

أيام قليلة واتصل (المسكين) وقلت له (صاحبك دجال) وأنت مثله....

الآن يعيد بعض (المساكين) تلك المزحة السمجة دون وجل ولا خجل ونكرر نفس السؤال.

من يكون هذا الدجال الذي يريد بجرأة ووقاحة أن يصادر دماء آلاف الشهداء وتضحياتهم لصالحه أو لصالح من يقوم بتشغيله بدعوى أنه (اليماني المنتظر).

الذين قرأوا الروايات يعرفون جيدا أن (اليماني) ليس إماما ولا يعدو كونه أحد الممهدين الكبار لظهور المهدي وهناك غيره (في الأرض مجهولون وفي السماء معروفون)، وهو جزء من حالة تغيير يمر بها العالم الإسلامي.

اليماني الحقيقي وليس ذلك المزيف قد يكون أحد أبناء اليمن وقد يكون (يمين الإمام) حسب تفسير البعض ولكنه قطعا ليس ذلك الدجال مقطوع الصلة تماما بالصراع المحتدم الآن مع السفياني وأشياعه ودعك من أولئك (المساكين) خريجي مدارس التكفير الذين جاءوا ومعهم أمراضهم وعاهاتهم إلى ساحة التشيع.

 

بضدها تتميز الأشياء!!

يقول تعالى (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ)؟!.

لم يعرف النهار إلا ينقضه الليل ولولا هذا ما عرفنا ذاك والعكس!.

الذين يريدون معرفة أين الحق يتعين عليهم معرفة الباطل، ولن نقول من خلال مقولات وروايات بل من خلال الواقع والعلامات.

هل هناك عربي أو مسلم لا يعرف أن أساس الظلم الراهن في عالمنا هو ذلك التحالف الصهيوهابي الذي تدعمه فلول الصليبية العالمية؟!.

هل هناك عربي أو مسلم يرضى بالظلم الواقع على شعب اليمن رغم أن أغلبه ليس شيعيا إماميا؟!.

لا يحتاج الأمر إذا أن تكون متعمقا في الروايات المهدوية ولا قارئا للجفر حتى توقن أن الناس تبحث عمن يخلصها من الظلم أو لتتعاطف مع من يقومون بالتصدي للظالم ثم لتسأل هؤلاء: أين صاحبكم من كل ما يجري؟!.

ولو افترضنا (جدلا) أليس هناك مهدي ولا مهدوية ولا أنبياء ولا نبوة!، فهذا لا يعفي من مسؤولية الوقوف مع المظلوم ضد الظالم ولو بأضعف الإيمان كأن تدعو الله بالانتصار منهم.

 

حمولة زائدة!!

لا أرى شخصيا مبررا للإنزعاج من هذه الظاهرة الفقاعية إذ أن كثيرا من هؤلاء يحملون صفات التلبك العقلي والنفسي التي اكتسبوها من مجتمعاتهم وزادها سوءا تلك الألعاب المخابراتية التي لا يعرف بدقة من يحركها من وراء ستار.

أما الذين يحركونهم ويدعمونهم من الجهة الأخرى فهم أكثر بؤسا وتعاسة حيث يتصور هؤلاء أن هذا يسبب ضررا بالغا للتشيع المهدوي الحقيقي (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون)!!.

دكتور أحمد راسم النفيس