السياسة الخارجية لنيجيريا والمصالح الدولية

الخميس 12 إبريل 2018 - 17:34 بتوقيت غرينتش
السياسة الخارجية لنيجيريا والمصالح الدولية

نيجيريا - الكوثر: تحكم نيجيريا علاقات خارجية معقدة تمتد تاريخياً إلى حقبة الاستعمار، وهو أمر أطلق حكم العسكر لتلبية مصالح الدول الاستعمارية، وهو مايفسر أن كل رؤساء نيجيريا لديهم خلفية عسكرية، وبالتالي بسط نفوذ الجيش في السلطة السياسية، بمن فيهم الرئيس الحالي لنيجيريا محمد بخاري الذي حكم بانقلاب عسكري سابقاً 1983-1985 وأوباسانجو وأوجوكوو.

المنظمات الدولية

نيجيريا هي عضو في منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي ودول الكومونولث ومنظمة أوبك والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، والنبك الأفريقي للتنمية ومؤسسة التمويل الدولية، ووكالة ضمان الاستثمار المتعدد الأطراف، والمركز الدولي لتسوية النزاعات، وهي عضو في العملية المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور، ومجموعة دول أفريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ.

العلاقة مع الكيان الإسرائيلي

كانت المطامع الإسرائيلية في ازدياد إبان الاحتلال البريطاني وهو ما دفعها إلى بناء مصالحها في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين وقبل الاستقلال، فأرسل الكيان الإسرائيلي المئات من خبرائه ومتطوعيه في مختلف المجالات التعليمية والاقتصادية، وقد قُطعت العلاقات الدبلوماسية بين نيجيريا والكيان الإسرائيلي في أعقاب حرب أكتوبر 1973م؛ مما يُشير إلى النفوذ العربي والإسلامي في إفريقيا وقتها، ثم أُعيدت العلاقات في سبتمبر 1992م.

ومن ذلك الوقت تنامت العلاقات الاقتصادية بين نيجيريا والكيان الإسرائيلي عبر دور "المركز الإسرائيلي للتعاون الدولي" الفعال في نيجيريا مع تراجع الدور العربي، والذي هدف إلى التبادل المكثف لما يُسمّيه الإسرائليون "المعارف التقنية والمهنية"، تبع ذلك توقيع مذكرة تفاهم حول القضايا الثنائية و"الإقليمية" ذات الاهتمام المشترك بين وزارتي الخارجية النيجيرية والإسرائيلية في عام 2006م، وتُعد العلاقات العسكرية عاملاً مؤثراً في هذا الصدد، حيث تُعد نيجيريا سوقاً مهماً للكيان الإسرائيلي، ومن الصفقات العسكرية التي أُعلن عنها في إطار ذلك، صفقة بين شركة "مسبنوت يسرائيل" ووزارة الأمن في نيجيريا، وقيمتها 25 مليون دولار، لإنتاج وتزويد سفينتي دورية من طراز "شلداج"، لدعم قدرات السلطات ضد متمردي دلتا النيجر.

وتحافظ نيجيريا على علاقات دبلوماسية جيدة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وله سفارة في العاصمة أبوجا.

العلاقة مع الولايات المتحدة

العلاقة بين الولايات المتحدة ونيجيرا تقوم على الجانب الاقتصادي انطلاقاً من أهمية نيجيريا كبلد أفريقي هو الأكبر من حيث حجم الاقتصاد واحتياطي النفط والغاز والثروة على مستوى القارة الأفريقية، وقد بدأت هذه العلاقة مباشرة بعد اعلان الاستقلال عن بريطانيا عام 1960، ومرت بتوتر نتيجة الأوضاع الأمنية غير المستقرة خلال فترة الانقلابات العسكرية وحتى إعلان الجمهورية الرابعة عام 1999.

وهناك لجنة ترعى اتفاقية للتجارة والاستثمار بين نيجيريا والولايات المتحدة (TIFA) وتعقد اجتماعاتها بشكل دوري، وبلغ حجم التبادل التجاري بما فيه النفطي بين البلدين 18.2 مليار دولار عام 2013.

وفي حديث لصحيفة وول ستريت جرنال عام 2007 قال الجنرال شارلز واد  قائد القوات العسكرية الأمريكية في أوروبا: " تقع على عاتق قواتنا المسلٌحة في افريقيا، مهمٌة أساسية، تتلخٌص في ضمان السٌيطرة الكاملة على المناطق النفطية في نيجيريا وما حولها، لأن 25% من حجم الواردات الأمريكية للنفط ستأتي من هناك في المستقبل القريب".

وقد توقعت أمريكا أن تتفكك نيجيريا وتتقسم في غضون 15 عاما كما في عدة تصريحات وأبحاث لمراكز استخباراتها تكراراً للسيناريو السوداني.

والتواجد العسكري الأمريكي في نيجيريا غير معلن عنه، لكن واشنطن تقول إن لديها عدد من المستشارين والمدربين العسكريين في نيجيريا لمواجهة جماعة بوكوحرام، وهو ما تؤكده صحيفة الواشنطن بوست أن نيجيريا من بين 12 بلدا أفريقياً يضم قواعد أو جنود أميركيين، لكنها تذكر أرقاماً غير مؤكدة عن أعداد جنودها. وقد صرح الرئيس الحالي لنيجيريا محمد بخاري أنه يريد إقامة علاقة أفضل بين أبوجا وواشنطن، خاصة بالمجال الأمني، وطالب مراراً الولايات المتحدة بزيادة عدد جنودها في بلاده وقال وفي مقال له في افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز يوم 14 أبريل الماضي “إن إدارتي ترحب باستئناف اتفاقية التدريب العسكري مع الولايات المتحدة، التي توقفت خلال حكم (جوناثان)، فالآن هو الوقت المناسب للولايات المتحدة إلى التحرك".

وقد رفضت واشنطن مطلباً سابقاً للرئيس النيجيري السابق غودلاك جوناثان بإرسال واشنطن جنودها إلى بلاده ومحاربة بوكو حرام انطلاقاً من أن الإدارة الأمريكية تحارب داعش في سوريا والعراق على حد قوله، وقد أثار ذلك استياءً في الداخل النيجيري لكونه إذعاناً بعجز السلطات والجيش النيجيري في مواجهة الجماعة الإرهابية.

واتهمت السلطات النيجيرية في عهد الرئيس السابق غودلاك جوناثان عدم تزويد واشنطن لها بالمعلومات الاستخباراتية التي قد توثر بالإيجاب في مواجهة بوكو حرام، فضلًا عن عدم تزويدها بالمعدات وتدريب الجيش، بالإضافة إلى قرار أوباما بعدم زيارة نيجيريا خلال جولته الإفريقية يوليو 2013 الماضي.

النيجيريون في الخارج

هاجر الملايين من النيجيريين في أوقات المصاعب الاقتصادية، في المقام الأول إلى أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا. تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون نيجيري قد هاجروا إلى الولايات المتحدة و شكلوا الجالية النيجيرية في أمريكا. وقد انضم العديد من أفراد هذا الشتات إلى مجتمعات محلية مثل "أومو اليوروبا"، وهي جمعية وطنية من أحفاد اليوروبا في أمريكا الشمالية.