وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة ديرقانون النهر الجنوبية، شدد السيد صفي الدين على “أننا حينما ندعو الناس إلى انتخاب مرشحينا واللوائح التي ننتمي إليها مع حلفائنا، فذلك لأننا مقتنعون أن هذه اللوائح تخدم مصالح شعبنا وأمتنا وأهلنا، ولا يعني ذلك أن هذه اللوائح قادرة على أن تحقق كل الآمال والطموحات، وعليه يجب أن نكون واقعيين وموضوعيين، وأن لا تأخذنا الانتخابات إلى شعارات وأوهام وخيالات لا مجال لتحقيقها”.
واعتبر “أن النظام اللبناني مهترىء وغير قابل للاصلاح بشكل جذري، وبالتالي من يعتقد أن بإمكانه أن يحدث تغييرا جذريا للتخلص من الفساد المستشري في لبنان، فهو مخطئ، ومن يعد الناس بذلك، فإنه يعدهم بما لا يقدر عليه طالما أن هناك نظاما لبنانيا طائفيا يقوم على المحاصصة وإنتاج زعامات فاسدة، تشرع الفساد وتصر عليه دائما، ولذا ينبغي أن نطرح أهدافا موضوعية، ونتحدث مع الناس بكل صراحة”.
واضاف “أن حل هذه الأمور في بلد يعاني من مشاكل كبيرة وكثيرة في الاقتصاد والمسائل الاجتماعية والإدارة، يحتاج إلى عقلية دولة التي لا نقول إنها غير موجودة تماما، ولكنها ضعيفة، والذي يضعفها هو هذا النظام الخاطئ”.
وأشار إلى “أننا حينما ذهبنا إلى القانون النسبي وكنا مصرين عليه، كان ذلك من أجل أن نتقدم خطوة إلى الأمام في معالجة هذه الأمراض الفتاكة والمستشرية في طبيعة النظام اللبناني، وصحيح أننا حصلنا على قانون نسبي جزئي، إلا أن طموحنا وهدفنا الدائم كان وما يزال هو أن يكون لبنان دائرة انتخابية واحدة، تجري الانتخابات فيه على أساس النسبية، فهذا الذي عملنا عليه في الماضي، وسنعمل عليه في المرحلة المقبلة بكل قناعة وقدرة، ولكن بالتفاهم والتعاون مع الآخرين”.
ورأى السيد صفي الدين “أن أخذ 16 مليار ديون إضافية على لبنان، فضلا عن إقرار الموازنات التي يجب أن تقر، لا يحل المشكلة الاقتصادية فيه، وإنما الذي يحل المشكلة، هو الدخول إلى بنية هذا النظام ومناشئ هذا الفساد، وعليه فإن كل الذين يتحدثون عن معالجة الفساد في المرحلة الآتية، فإننا نقول لهم إننا جاهزون، ولكن هل هم جاهزون أن يتخلوا عن كثير من المحاصصة التي تفرض بسبب أو دون سبب، وبالتالي حينما يصمم اللبنانيون ويكونوا جاهزين لمعالجة الفساد، سيجدون حزب الله بلا شك أول من يقتحم ساحة القضاء الكامل والمبرم على الفساد”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام