في غضون ذلك كشفت معلومات عن ان الرئيس الحريري سيزور باريس لساعات لعقد لقاء مع الرئيس الفرنسي قبل ان يعود الى بيروت لاعلان مرشحي التيار الازرق للانتخابات، عشية سفره بجولة خليجية، باتت نتائجها شبه محسومة بعد ما تسرب من الرياض عن اتجاه لاعادة تحريك المساعدات والتي قد يكون اول غيثها صرف مكرمة المليار المخصصة للاجهزة الامنية والعسكرية، والتي سبق ووضعت لائحة بالدول التي ستستفيد منها، اللافت ان فرنسا غير مشمولة ضمنها، وتتابع المصادر ان وفدا سعوديا رسميا برئاسة وزير الخارجية عادل الجبير، صديق الرئيس الحريري، وعضوية رئيس الديوان الملكي نزار العلولا سيزور بيروت نهاية الاسبوع المقبل لابلاغ المسؤولين اللبنانيين رسميا التزام المملكة المشاركة في المؤتمرات المخصصة لدعم لبنان وتقديم المساعدات له، على ان تكون هناك محطة بارزة في بكركي حيث سيحمل الوفد دعوة رسمية للبطريرك الماروني لزيارة المملكة للمرة الثانية استكمالا لجدول اعمال الزيارة الاولى.
وفي هذا الاطار اشارت مصادر مقربة من المستقبل ان ما رشح من اللقاء المطول الذي عقد في القصر الملكي بين الامير محمد والشيخ سعد خلص الى التأكيد على التجاوب ما يطلبه رئيس الحكومة لجهة دعم المملكة السياسي والإقتصادي، مضيفة إن نظرة ولي العهد كانت نفسها التي سمعها الحريري من الملك سلمان في ما خص دعم الجيش والقوى الأمنية الشرعية في لبنان،رغم ان النقاش اكثر تفصيلا ودقة ،مشيرة الى ان نتائج - اللقاء بين ولي العهد السعودي والرئيس الحريري ستترجم في وقت قريب على صعيد تمتين العلاقات بين الرياض وبيروت.
ورأت المصادر ان زيارة السفير الايراني الاستطلاعية الى بعبدا، لم تخرج بنتيجة حاسمة لجهة نتائج الاتصالات المرتقبة في الرياض،متوقعة تحركا دبلوماسيا ايرانيا سريعا في اتجاه بيروت «للملمة» اي تداعيات قد تسير لغير ما تشتهيه سفن طهران في المنطقة.
اوساط سياسية متابعة اشارت الى ان النتائج المتوقعة من الزيارة على الصعيد الانتخابي هي مجرد تمنيات واحلام عند البعض، ذلك ان الرئيس الحريري لن يخرج عن المسلمات التي اعلنها في خطابه في ذكرى اغتيال والده ولن يبدل من تحالفاته، لان ما قيل يومها كان منسقا مع طرف ثالث، وهو ما مهد للتسريع في انجاز الزيارة، معتبرة ان الرئيس الحريري نجح في اقناع القيادة السعودية بصوابية خياراته في هذه المرحلة، والتي تحظى بمظلة دولية كبيرة تبدأ من باريس ولا تنتهي في واشنطن، معتبرة ان التغيير الذي قد يطرأ هو مزيد من التصعيد الكلامي ضد حزب الله، ضمن حدود ربط النزاع القائم مع حارة حريك ضمن الائتلاف الحكومي.
ودعت الاوساط الى ترقب خطاب الحريري خلال اعلانه اسماء مرشحي التيار الازرق في كافة الدوائر والذي سيعطي مؤشرا قويا لما ستكون عليه لوائح المستقبل، والسقف السياسي الذي ستعمل تحته .
في الانتظار اتصال من بعبدا بالرئيس الحريري لاصدار بيانات يدعوان فيها الى التزام سرية التحقيق، في مسألة العيتاني- حبيش، بعد تفجير فرع المعلومات للغمه في وجه المديرية العامة لامن الدولة، والذي طالت شظاياه اكثر من شخصية سياسية من بيروت الى عكار، قبل ان يودع الحريري، بصورة سلفي على حسابه «التوتري» تجمعه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والسفير في الولايات المتحدة الاميركية الأمير خالد بن سلمان، بعد غيابه عن السمع لاكثر من 24 ساعة، الرياض عائدا الى بيروت التي تنتظر وصوله لبت مصير انتخاباتها بدءا من التيار الازرق وصولا الى مختلف القوى، في مؤشر واضح لمدى اهمية العودة السعودية الى الميدان اللبناني.
* ميشال نصر/ الديار