عاد الهدوء إلى المناطق اللبنانية بعد قيام الجيش اللبناني بإعادة فتح عدد من الطرق في البلاد، حيث شهدت هذه المناطق عدة تحركات غاضبة على التسريبات المسجلة لوزير الخارجية جبران باسيل وفيها انتقادات شديدة لرئيس البرلمان نبيه بري.
وأقدم عدد من الشبان على إحراق الإطارات في منطقة مار الياس في بيروت وكذلك في منطقة بشارة الخوري ومناطق متفرقة من الضاحية الجنوبية للعاصمة وأيضاً في مدينة صور جنوب البلاد وكذلك في البقاع شرق لبنان.
بدورها أكدت مصادر في حركة أمل أنّ "الحركة لم تتخذ أي قرار بقطع الطرق وأن هذه التحركات عفوية وشعبية وليست بقرار حزبي".
وكان عدد من السياسيين دخل على خط التهدئة بعد نشر التسجيلات المسربة للوزير باسيل ولهذه الغاية زار رئيس الحكومة سعد الحريري الرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري وأكد مواصلة جهوده ومساعيه للتهدئة، فيما دعا وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد زيارته بري إلى الترفّع فوق الصغائر وقال "زياراتي دائماً لدولته مفيدة للوطن ولكل اللبنانيين..هذه المرة مختلفة بعض الشيء بأنني جئت أناشد الهدوء الوطني لدولة الرئيس ومسؤوليته الوطنية عن كل اللبنانيين والترفع فوق الصغائر وعدم السماح لكلمات خاطئة صدرت عن أيّ كان بأن تتسبب بأي توتر في البلد .. دولة الرئيس دائماً يتجاوب مع التعقّل والهدوء، وأتمنّى أن يستمر هذا الجهد من كل القوى السياسية المعنية، خصوصاً أن دولته أكد على احترامه لمقامات الرئاسة الثانية والأولى وخاصةً احترام مقام رئاسة الجمهورية".
من جهته أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله أن التواصل قائم لتسوية الخلاف وأمل أن تعالج الأمور وأن يتمّ خوض الانتخابات بخطاب هادئ وجامع للبنانيين، وبدوره أكد زميله في الكتلة نوار الساحلي "أنه من غير المقبول هذا الكلام وما كان يجب أن يقال ومن المؤكد أنه سيكون هناك مبادرات للتهدئة ومن المعيب صبّ الزيت على النار وبعض الناس تُفاقم المشكلة بدلاً من تهدئة الأمور".
حزب الله: نرفض الإساءة لبري وندعو إلى معالجة الوضع بأعلى درجة من الحكمة
من جهته، علّق حزب الله في بيان له على الكلام المسرّب عن وزير الخارجية جبران باسيل، رافضاً رفضاً قاطعاً الكلام الذي تعرّض بالإساءة إلى دولة رئيس مجلس النواب شكلاً ومضموناً، ورافضاً الإساءة له من أي طرف كان.
وجاء في بيان الحزب "نؤكد على تقديرنا العالي واحترامنا الكبير لشخص ومقام دولة الرئيس نبيه بري، وهذا ما كان يعبّر عنه سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاباته ومواقفه"، مضيفاً أن هذه اللغة لا تبني دولة ولا تأتي بإصلاح بل تخلق المزيد من الأزمات وتفرّق الصف وتمزّق الشمل وتأخذ البلد إلى "مخاطر هو بغنى عنها".
كما دعا الحزب بعدما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه إلى المسارعة بمعالجة هذا الوضع القائم بأعلى درجة من الحكمة والمسؤولية.
الحريري يناشد تجاوز العاصفة وإخماد الحريق الكلامي
من جهته، قال رئيس الحكومة سعد الحريري إنه "لأمر محزن جداً أن يتداعى الخطاب السياسي إلى المستويات التي بلغها في الساعات الأخيرة، ومن المؤسف والمحزن أيضاً أن تنعكس أصداء هذا الخطاب على الشارع، وعلى وسائل التخاطب والتواصل الاجتماعي، بصورة لا يتمناها أي لبناني يراهن على سلامة البلد واستقراره".
واعتبر الحريري في سلسلة تغريدات له أن كرامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكرامة رئيس مجلس النواب نبيه بري هي من كرامة جميع اللبنانيين أفراداً ومجموعات وطوائف، وإن الإساءة لأي منهما، بأي عبارة أو خطاب أو تصريح، هي إساءة للحكومة ولمؤسسات والطوائف، وسلوك مشين ومرفوض يجب أن يتوقف.
كما ناشد الحريري كافة المعنيين العمل على "تجاوز تلك العاصفة التي هبت على البلد" وتدارك تداعياتها، خصوصاً وأن التحديات التي تواجه لبنان "هي أخطر بما لا يقاس من العنف اللفظي"، مضيفاً أن استقرار البلاد يجب أن يتقدم على أي أمر آخر، وثقته كبيرة بوجود قيادات حكيمة بوزن عون وبري، حيث تستطيع الحكومة أن تتحمّل إلى جانبها مسؤولية دفع الأخطار عن البلاد وإخماد الحريق الكلامي الذي تشتعل به المواقع والنفوس.
التيار الوطني الحر يدعو مناصريه ومسؤوليه إلى عدم الرد
إلى ذلك، أعلن التيار الوطني الحر في بيان له أن "عناصر من حركة أمل عمدوا إلى الهجوم على مقر عام التيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي ورشقوا المقر بالحجارة وحرقوا الدواليب وأطلقوا النار فاضطر عناصر حماية المقر إلى الدفاع عن انفسهم، واستدعوا الجيش الذي طوق المكان".
ودعا التيار مناصريه إلى عدم القيام بأي ردّات فعل في أي مكان وترك "معالجة الأمر للقوى الأمنية فقط"، كما طلب من مسؤوليه عدم التعليق الإعلامي على ما يجري من أحداث وترك اللبنانيين "يحكمون بأنفسهم".
ولفت البيان إلى أن "التيار يبقى أميناً على الاستقرار وحماية الوطن وإصلاح دولته".
حركة أمل: نرفض التعرض لأي مقر حزبي ونعمل على المساعدة في ضبط ردود الفعل
ولاحقاً أصدرت حركة أمل بياناً نفت فيه جملة وتفصيلاً خبر إطلاق نار على مركز ميرنا الشالوحي، مشيرةً إلى أن القوى الأمنية والجيش يعرفون من أطلق النار.
كما رفضت الحركة في بيانها التعرض لأي مقر حزبي، وقالت إنها تعمل على المساعدة في ضبط ردود الفعل على الكلام التحريضي الذي صدر، لافتةً إلى أن الأمر يتطلب قيام الجهات الحزبية الأخرى بتحمل مسؤولياتها والعمل على وقف الخطاب التحريضي.
المصدر: الميادين نت
22/101