تسبيح الزهراء(ع).. قصته، آثاره وأسراره

الثلاثاء 26 ديسمبر 2017 - 10:16 بتوقيت غرينتش
تسبيح الزهراء(ع).. قصته، آثاره وأسراره

حديث - الكوثر.. تسبيح الزهراء والذي يتكون من التكبير والتحميد والتسبيح له درجات عليا من الأجر والثواب.

1- روي عن الإمام الباقر (ع): "ما عُبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة، ولو كان شيء أفضل منه لنحلهُ رسول الله فاطمة. " (وسائل الشيعة 1024.(

2- قال الصادق (ع): من سبح تسبيح فاطمة الزهراء قبل أن يُثني رجليه من صلاة الفريضة غفر الله له، وليبدأ بالتكبير." (التهذيب للشيخ الطوسي2/ 105.(

3- قال الصادق (ع): "من بات على تسبيح فاطمة كان من الذاكرين لله كثيراً والذاكرات" (وسائل الشيعة 4/1026.(

 

ثواب تسبيح الزهراء ‏

تسبيح الزهراء والذي يتكون من التكبير والتحميد والتسبيح له درجات عليا من الأجر والثواب ونذكر هنا بعضها بالاستعانة بالأحاديث والروايات التالية:

1- أفضل من صلاة ألف ركعة: عن ابن خالد القماط قال: سمعت أبا عبد الله يقول: «تسبيح فاطمة في كل يوم في دبر كل صلاة أحب إلي من صلاة ألف ركعة في كل يوم» (الكافي كتاب الصلاة 343.(

2- يوجب ثقل الميزان لأعمال الإنسان: فقد روي عن أبي عبد الله أنه قال: «قال أمير المؤمنين : «التسبيح نصف الميزان، والحمد لله يملأ الميزان والله أكبر يملأ ما بين السماء والأرض»( الكافي 506(

3- يطرد الشيطان ويرضي الرحمن:

قال أبو جعفر (ع): «من سبح تسبيح فاطمة ثم استغفر غُفر له، وهي مائة باللسان، وألف في الميزان، ويطرد الشيطان ويرضي الرحمن» (وسائل الشيعة4/ 1023.(

4- تسبيح فاطمة سبيل إلى الجنة: روى عبد الله بن سنان، عن الإمام الصادق حيث قال: «من سبح تسبيح فاطمة في دبر المكتوبة من قبل أن يبسط رجليه أوجب الله له الجنة» (فلاح السائل لابن طاووس 165.(

 

قصة تسبيح الزهراء

رواية التسبيح‏ روى العلامة المجلسي في بحار الأنوار عن دعائم الإسلام أن أمير المؤمنين قال: «أرسل بعض ملوك العجم عبيداً إلى رسول الله وقلت لفاطمة إذهبي إلى رسول الله واسأليه أن يعطينا خادماً ليساعدك في أعمال المنزل فذهبت فاطمة إلى الرسول ، فقال رسول الله : «يا فاطمة أعطيك ما هو خير لك من خادم، ومن الدنيا بما فيها: تكبرين الله بعد كل صلاة أربعاً وثلاثين تكبيرة، وتحمدين الله ثلاثاً وثلاثين تحميدة، وتسبحين الله ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، ثم تختمين ذلك بـ(لا إله إلا الله)، وذلك خير لك من الذي أردتِ ومن الدنيا وما فيها، فلزمت صلوات الله عليها هذا التسبيح بعد كل صلاة، ونُسب إليها»، (بحار الأنوار85/ 336). وهناك روايات عديدة لا يسع المجال لذكرها.

 

أسرار الأعداد والترتيب في الأدعية والأذكار

إن الأدعية والأذكار والأحاديث التي تحظى بالعدد والترتيب لها أسرار غير خفية على أهل السلوك والعرفان ولكنها مستورة عن المحجوبين بالحجاب المادي.قال : «ما أخلص عبد لله عز وجل أربعين صباحاً إلا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه» (بحار الأنوار70/ 242 ). وكذلك في قنوت صلاة الوتر يستحب الدعاء لـ(40) مؤمناً وقول (300 مرة) العفو أو (70 مرة) استغفر الله ربي وأتوب إليه، إلى غير ذلك من الأمثال. وتسبيح الزهراء هو مائة مرة : 34 تكبيرة 33 تحميدة 33 تسبيحة. يقول العلامة السيد بحر العلوم في «رسالة السير والسلوك» عن سر العدد (40) «رأينا بالعين وعلمنا بالعيان أن لهذا العدد الشريف خواص خاصة ولها تأثير مخصوص في ظهور الاستعدادات والوصول إلى أقصى الكمالات عند الصعود في الدرجات والمنازل». قال الصادق : «اعلموا أن أسماء الله كنوز والأعداد ذراعها إذا قصر الذراع لم يصل إلى الأرض، وإذا طال الذراع دخل في الأرض». ويقال إن العدد مثل أسنان المفتاح إذا نقصت أو زادت لا يفتح الباب. إذن يجب المحافظة على عدد الأذكار مع أنها مستحبة وعدم الزيادة والنقصان فيها والعمل بها وبالأدعية كما أمرنا المعصومون لنستفيد منها الاستفادة المطلوبة.

 

شرح أذكار التسبيح‏

1- الله أكبر: يعني أنه أكبر وأجل من أن يوصف، ولا يجوز قول أنه أكبر من كل شيء فهذا المعنى يحدد الله عز وجل فقد روي عن أبي عبد الله أنه قال: في جوابه لرجل يقول أن معنى الله أكبر أنه أكبر من كل شيء فقال : «حددته» فقال الرجل وكيف أقول؟ فقال : «الله أكبر من أن يوصف». (معاني الأخبار للشيخ الصدوق(

2- الحمد لله: يعني الشكر والمدح والثناء: يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته: الحمد لله تعالى بمنزلة الثناء عليه أمام الفضيلة وهو أخص من المدح وأعم من الشكر، فكل شكر هو حمد وليس كل حمد شكراً والحمد أيضاً مدح، ولكن ليس كل مدح حمداً، (المفردات: مادة الحمد ص‏)130.

3- سبحان الله: التسبيح يعني تنزيه الله سبحانه من كل صفة غير محمودة. يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته: السبح: المر السريع في الماء وفي الهواء، يقال: سَبَحَ سبْحاً وسباحة، والتسبيح تنزيه الله تعالى، وأصله المر السريع في عبادة الله تعالى وجعل ذلك في حبل الخير، كما حبل الأبعاد في الشر، فقيل: أبعده الله». (المفردات (مادة سبح) ص‏226). سُئِلَ أبو الحسن علي بن أبي طالب عن معنى التسبيح فأجاب : «هو تعظيم الله عز وجل وتنزيهه عما قال فيه كل مشرك...» ( معاني الأخبار 9.(

 

شروط التسبيح‏

1- التوجه والخشوع في التسبيح: الخشوع هو شرط مهم في جميع العبادات حتى المستحبة منها وفي تسبيح الزهراء بالطبع مؤكد، وبدون الخشوع يصبح التسبيح لقلقة لسان ولا يستفيد الشخص من بركاته لأن قلبه لا يتوجه إلى الله عز وجل ولا يحصل على الكمال ما دام قلبه مشغولاً عن ذكر الله. يقول الإمام الخميني قدس سره عن الآداب القلبية لتسبيح فاطمة : «كما ذكرت في آداب التسبيحات الأربعة يجب في تسبيح فاطمة أيضاً التبتل والتضرع والانقطاع والتذلل في القلب، ومع التكرار يتعود القلب على هذه الحال وإيصال الذكر من اللسان إلى القلب حتى يذوب القلب في الذكر والتوجه إلى الله». (الآداب المعنوية للصلاة ص‏408.(

2- المباشرة بالتسبيح بعد الصلاة: ومن شروط التسبيح الإتيان به مباشرة بعد الفراغ من الصلاة أي بعد التسليم مباشرة ولهذا أسرار وفوائد أيضاً. يقول الشيخ البهائي في هذا الشأن: «... وليكن جلوسك في التعقيب متصلاً بجلوسك في التشهد وعلى تلك الهيئة من الاستقبال، والتورك، واترك في أثنائه الكلام والتلفت ونحوهما، فقد روي «أن ما يضر بالصلاة يضر بالتعقيب» (مفتاح الفلاح 178و وسائل الشيعة:6/ 458.(

3- الموالاة في التسبيح: أي عدم الفصل والقطع بين الأذكار وهذا سر من أسرار هذا التسبيح المبارك. يروي الشيخ الكليني في كتابه فروع الكافي، عن محمد بن جعفر أنه قال: «أنه كان يسبح تسبيح فاطمة فيصله ولا يقطعه». (فروع الكافي (كتاب الصلاة) ص‏342.(

4- من شك في التسبيح يبني على الأقل إن لم يتجاوز المحل، فلو سها فزاد على عدد التكبير أو غيره رفع اليد عن الزائد وبنى على (34) أو (33)، والأولى على نقص واحدة ثم يكمل العدد بما في التكبير والتحميد دون التسبيح (تحرير الوسيلة:1/ 184). قال الصادق : «إذا شككت في تسبيح فاطمة الزهراء فأعده» (الكافي (كتاب الصلاة) ص‏342).

المصدر: موقع يازهراء