يعود المقال إلى اجتماع رئيس السودان عمر البشير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو، خلال زيارته لموسكو ومناقشة إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية روسية، ثم موافقة مجلس الاتحاد الروسي، لاحقا، على هذه المبادرة.
ونقلت كاتبة المقال عن رئيس تحرير مجلة "الترسانة الوطنية"، الخبير العسكري فيكتور موراخوفسكي، إشارته، في حديثه مع "غازيتا رو"، إلى أن القواعد العسكرية خلال الفترة السوفييتية في إفريقيا كانت أكثر جدوى. وذكر مثالا القواعد البحرية السوفياتية في عدن اليمنية، وفي بربرة في الصومال، وكذلك في إثيوبيا.
وأضاف موراخوفسكي: "سمحت تلك القواعد بالسيطرة على مدخل البحر الأحمر. ويقع السودان أيضا على ساحل البحر الأحمر، ولكن إلى أقصى الشمال من خليج عدن، الذي يوفر المرور إلى المحيط الهندي". وأشار إلى أن السودان ليس لديه ميناء مجهز كفاية لاستخدامه كقاعدة عسكرية.
وقال: "إذا أقمناها (القاعدة) هناك فسوف نلتزم بدعم القوات المسلحة السودانية التي ليست في أفضل الظروف. بالإضافة إلى ذلك، فالسودان لديه صراع مع جنوب السودان. ومن غير المربح بالنسبة لنا ذلك، لا من الناحية العسكرية، ولا من الناحية الاقتصادية".
ونقلت كاتبة المقال عن الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، بوريس دولغوف، قوله للصحيفة: "من حيث المبدأ، من الضروري لروسيا أن تخلق بعض النقاط القوية في مناطق أخرى لتعزيز مصالحها. لكن إنشاء قاعدة عسكرية في بلد آخر مسألة صعبة. وعند تنفيذ هذا القرار، من الضروري أن نأخذ في الاعتبار الحالة في المنطقة وموقف البلدان المجاورة والقوى العالمية، بالإضافة إلى نفقات البناء، وعمل البنية التحتية ".
ويرى دولغوف إمكانية تنفيذ الفكرة في حال الرغبة المشتركة بين الجانبين، ولكن ليس في المدى القريب. فيقول: " من الضروري حساب كمية الأموال التي يتعين استثمارها فيها، وسيتضح أن هذه التكاليف باهظة.
ليس الأمر مجرد إقامة قاعدة في بلد آخر. فسيكون علينا أن نستثمر الكثير لدعم حكومتها... ليس لدينا مثل هذه الوسائل".
روسيا اليوم
24