واضاف جزائري ان الاعتراف بتأسيس هذا التنظيم الارهابي لا تقتصر على اعتراف ترامب، بل هناك اشخاص آخرون وهم من المسؤوليين الامريكيين، اعترفوا بذلك منتقدا بعض دول المنطقة بدعم داعش وتوفير الارضية له للتواجد في العراق وسوريا ودول آمنة اخرى.
تفاصيل اللقاء :
س: اليوم الحديث يدور عن الغاء الاتفاق النووي، أو التهديد بإلغائه من قبل الرئيس الأمريكي وأيضا عن دور الحرس الثوري والقوات المسلحة الايرانية بشكل عام في المنطقة، وخاصة الصواريخ الايرانية، كيف قرأتم في القوات المسلحة، خطاب ترامب؟
العميد: انتم تعرفون جيدا السبب الرئيسي للعداء الامريكي لإيران، لأن النظام في ايران مبتنيٌ على الثورة الاسلامية التي تحمل رسالة واضحة في اطار تعليمات الدين الاسلامي الحنيف. والاستكبار العالمي قائم على الليبرالية والديمقراطية المزعومة، وامريكا هي الاخرى قائمة على الليبرالية والديمقراطية الخاصة بها، وكلاهما يتعارضان بشكل جذري واساسي مع هذه الظاهرة الحديثة، اي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية. وإن مصدر كل عداءات الأنظمة الاستكبارية والانظمة السلطوية مع الثورة الاسلامية والمقاومة الاسلامية، في مختلف انحاء العالم، يعود الى هذه القضية الرئيسية. وبغض النظرهذه النقطة التي تُعتبر مهمة وحيوية وجذرية، فإن امريكا ومنذ انتصار الثورة الاسلامية، كافحت من أجل أن لا تكتمل الصورة الكاملة لهذه الظاهر الجديدة، او على اقل تقدير، أن لاتواصل مسيرتها المتنامية. وهذا ما جعلنا وعلى مدى حوالي اربعين عاما الماضية، أن نعتاد على عداء الاستكبار العالمي والصهيونية العالمية وامريكا. كما تعلمنا كيف نتصدى ونصمُد امام مثل هذه المواجهات والنزاعات العدائية الهمجية والمتوسطة والناعمة منها، وكيف نتعامل معها. فأمريكا، ديمقراطيون كان حكامها او جمهوريون، فكلاهما سيِّان في التنفيذ، فقد حاول الديمقراطيون حينما كانوا في السطلة الإيقاع بالجمهورية الاسلامية إلى أبعد الأشكال، وكانت الحال كما هي حينما كان يصل الجمهوريون الى سدة الحكم. ومن اجل ذلك لايفرق لنا مَن الذي يحكم امريكا، جمهوريا كان او ديمقراطيا، فالنظام الامريكي يعمل على ضرب وتحجيم النظام الاسلامي في ايران واضعافه بشتى السبل، ولا خلاف بينهما في هذا المجال. فهم يتصورون خطأ انهم ومن خلال ممارسة الضغوط والتذرع بالاتفاق النووي، قد يتمكنوا النيل من الجمهورية الإسلامية في كافة المجالات بما فيها الدفاع الاقليمي لايران. إلا اننا نعتقد ان دفاعنا الاقليمي يُعتبر جزءا من هويتنا، ومن الطبيعي اننا لانساوم عليه مع اي طرف آخر.
او مثلا النظام الدفاعي للبلاد، فهو الاخر جزءا من هويتنا الاصلية، بل يعتبر ضمير وعِرض الجمهورية الاسلامية الايرانية، فهل يُمكن لبلد ان يساوم على عرضه وطاقته الدفاعية مع طرف آخر؟ ناهيك عن ان يكون البلد، بلد مثل الجمهورية الاسلامية الايرانية، التي تعتمد الفضل الالهي، وشعبها،والملايين من عشاقها الذين يرتبطون ارتباطا وثيقا بها وبنظامها الاسلامي. اذا فأمريكا تواصل مسيرتها، وتحاول جهد امكانها وشتى انواع السبل في معاداة ايران ونظامها الاسلامي.
س: قبل أن نأتي الى المساعي الامريكية لكن هناك تحليل يقول ان حديث ترامب بالتحديد عن حرسالثورة الاسلامية، ينبع من امرين، الاول، هو الانتقام من الحرس بسبب الهزائم التي مُني بها الامريكان وحلفائهم في المناطق التي يتحرك بها الحرس ومستشاروه، سواء في العراق كان او في سوريا او في لبنان، وحتى في اليمن، والامر الآخر، هو لضرب الوحدة الوطنية داخل الجمهورية الاسلامية الايرانية، من خلال استهداف الحرس باعتباره، نقطة قوة داخل النظام، كيف تنظر الى هذا التحليل؟
العميد: الامريكيون ومنذ انتصار الثورة الاسلامية كانت لهم جهود خاصة ازاء بعض مؤسسات النظام الاسلامي في ايران، فعلى سبيل المثال انهم ركزوا كثيرا على مؤسسة نظام "الولي الفقيه"، فهي مؤسسة حديثة المولد، ولها كلمتها الفريدة في العصر الراهن، ونحمد الله انها نجحت الى حد كبير في الثورة الاسلامية، وكذلك في نظام الجمهورية الاسلامية، وستكون لها كلمتها في المستقبل ايضا، وسنسمع الكثير عنها في كافة المجالات. والمؤسسة الاخرى هي مؤسسة حرس الثورة الاسلامية، أو التعبئة الشعبية. ونحن عندما نتحدث عن حرس الثورة، هذا يعني اننا نتحدث عن قسم كبير من ابناء الشعب الايراني. فأحد الاقسام المرتبطة بحرس الثورة هو قوات التعبئة الشعبية، ونحن لدينا الآن عشرات الملايين من قوات التعبئة في ايران.
إذاً عندما نتحدث عن الحرس، فإننا في الحقيقة نتحدث عن عشرات الملايين من ابناء الشعب الايراني، وبعبارة اخرى لايمكن ان ترى عائلة لا تمت بصلة الى قوات التعبئة الشعبية او حرس الثورة الاسلامية بشكل مباشر أو غير مباشر. فالعدو يتصور انه اذا تمكن من ايقاع الخلافات او نوعاً من الازدواجية،أو تمكن من إيجاد نوع من ثنائية القطب في المجتمع الايراني، مثلا بين الشعب والحرس، أو بين الشعب والحكومة، فإنه سيتمكن من ايجاد نوع من الخلاف والاختلاف في ايران، وقد جرَّب ذلك عدة مرات، وشهدنا عدة تجارب من العدو، وفي كل مرة نجد الانعكاسات السلبية تنعكس على العدو، قبل ان تؤثر على المجتمع الايراني. انتم انظروا الى الموجة الاخيرة التي افتعلها العدو، فقد تصور الامريكييون انهم دبروا نوعا من التحشيد الإعلامي ضد الحرس، لكن في الحقيقة ردود الأفعال الشعبية التي انعكست على العدو كانت بشكل،بحيث اننا لم نكن نتصور ان تكون ردود الفعل بهذا الحجم. ورغم الاوضاع الاقتصادية الموجودة لدينا حاليا، فقد كانت الردود ضد الاستكبار والانظمة السلطوية، حيث اعتُبِرَ ردهم ظاهرة جديدة، اي كل ما كان الامريكيون يتوقون اليه، جاءت نتائجه عكسية تماما، ولم يتمكنوا من ايجاد شرخ بين ابناء الشعب، بل ان تلاحم وتضامن المجتمع الايراني ارتقى درجة اعلى بالنسبة لما كان عليه. نعم حقا لوقيل ان الحرس مؤسسة قوية، وتستمد قوتها من الحكومة والشعب والمجتمع الايراني، وقبل كل شيئ تستمد قوتها وصلابتها من صلابة القيادة الايرانية، وتعمل وفق التعليمات الدينية، يعني في اي نقطة من العالم اذا كانت الانظمة السلطوية الظالمة تمارس الظلم والضغط على الشعوب المسلمة، فعلى كل ابناء الامة الاسلامية ان ينصروا اخوانهم ويدافعوا عن المظلومين.
س: في هذا المجال كيف تردون على الحديث الذي يُشير الى التدخل الايراني في شؤون المنطقة، اي ان بعض الدول مثل السعودية والكيان المحتل للقدس وبعض الدول التي تدور في الفلك الامريكي،والامریکان انفسهم والاوروبیون یقولون ان الحرس الثوري والقوات المسلحة الايرانية تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الاخرى، كيف تردون على هذا الامر؟
العميد: ان اصل القضية هي ان المسلمين عليهم ان يتعاونوا فيما بينهم لدفع الظلم، وهذا اصل من التعليمات الاجتماعية في الاسلام، وبناء على هذا الاصل واستجابة للحكومات الرسمية والشرعية، وطلب الشعوب، نحن نسجل حضورنا في بعض بلدان المنطقة. فنحن نعيش في منطقة تضم الدول الاسلامية، والدول الاسلامية من الطبيعي عليها ان تكون متآخية ومتعاونة فيما بينها، واي حالة غير هذه الحالة، هي غريبة بالنسبة لها؛ وغريبة على شعوبها، وتعتبر تبعية للأجنبي، أو تكون ضمن المخططات الاجنبية للدول الاسلامية. فالدول الاسلامية عليها ان تسعى للتعاون وفق المبادئ التي تخدم مصالحها العامة، وتكون لها خياراتها الخاصة والحرية الكاملة والارادة اللازمة لتطبيق سياساتها وما تتطلع اليه على ارض الواقع في المنطقة. صحيح اننا لدينا بعض المشاكل مثل وجود بعض الدول التي يعتبر وجودها كالغدة السرطانية في المنطقة، مثل الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين، او حضور الامريكيين في المنطقة، فحقيقة الامر هذه الامور وخاصة الحضور الامريكي في المنطقة كالغدة السرطانية، فهم جاءوا من الاف الكيلومترات، الى منطقة غرب آسيا، فما الذي يبحثون عنه في هذه المنطقة؟ نحن نعتقد، على الامريكيين ان يغادروا المنطقة، كما نعتقد ان التعاون فيما بين دول المنطقة، ذلك سيحدث دون شك، فإن العالم سيشهد ان امريكا ستجر ذيول الخيبة و تنهزم من المنطقة، كما نعتقد ان الشواهد النفسية والأجتماعية والسياسية والاقتصادية، والثقافية، تؤكد ان الكيان الصهيوني سينهار لامحالة. واستنادا الى طلب الدول الشرعية، تقوم الجمهورية الاسلامية بتلبية طلباتها وتساعد شعوبها على دفع الشر عن بلدانها. فداعش هي قمة الشرارة المعروفة لدى الجميع، وقلَّما تجد في العالم شخصا واحدا، لايعتقد بأن داعش لم تعد غدة سرطانية على الوجود البشري.
اذاً مَن الذي اوجد داعش؟ بالتأكيد ان الامريكيين هم الذين اوجدوا داعش، فالمؤسِس الرئيسي لداعش وفق الوثائق الموجودة، هم الامريكيون. وحتى الامريكيين انفسهم اعترفوا بذلك اكثر من مرة، ... نعم هذه هي نفس الإعترافات الصريحة للامريكيين، ولا تقتصر على اعتراف ترامب، بل هناك اشخاص آخرون وهم من المسؤوليين الامريكيين، اعترفوا بذلك. بالتاكيد ومع بالغ الاسف ان هناك بعض الدول المتواجدة في منطقتنا، هي الاخرى ساهمت في تأسيس داعش وتنميتها، وساعدتها ضد الشعب العراقي وحتى ضد الشعب السوري، وساعدتها ايضا ضد مناطق اخرى في العالم؛ وهذا الامر لم يكن خافيا على أحد. ومن اجل ذلك ايران تلبي طلبات الحكومات الشرعية وشعوبها وتساعدهم لطرد الدواعش الوافدين على بلدانهم، وتساعد في دفع الشر عنهم. فالعراق مثلا هو بلد جارنا وبلد اسلامي، فمن الطبيعي اذا ماطلبت الحكومة العراقية الرسمية منا اي مساعدة فإننا سنلبي طلبها، ونسجل حضورنا الفاعل لمساعدتها، بل ونقدم كل ما بوسعنا لها. فقائد الثورة الاسلامية ذات يوم اعلن وبكل صراحة، نعم نحن لدينا حضور في المنطقة ونعتز بهذا الحضور ايضا. والحقيقة لم تكن غير ذلك. فعلى سبيل المثال الآن القوات التي تحارب الارهاب والاطماع التوسعية الامريكية في العراق، كلها تعتز بحضورها وتعتبر حربها هذه، حربا مقدسة. وكذلك المدافعين عن العتبات المقدسة، ومقامات اهل البيت عليهم السلام، الآن هناك مئات الالاف في العالم ينتظرون الإلتحاق بهذه القوات. نعم نحن المسلمين علينا ان نعتز بدفاعنا عن مقامات اهل البيت، فهم آل الله، وهذا ينبع من عقيدتنا الاسلامية، وحتى اذا ما اردنا ان ننظر الى هذه القضية من جانب القوانين الدولية، فحضورنا مبتنيٌ على الطلب الرسمي للحكومة السورية الشرعية، وهي التي طلبت العون والمساعدة من ايران الاسلامية اكثر من مرة، واكدت انها تريد ان يذهب مستشارونا ليساعدوا اخوانهم السوريين في دفع الشر عن البلاد. وان اي بلد آخر اذا ما طلب المساعدة، ونرى ان بإمكاننا ان نقدم المساعدة، فبالتأكيد سنقدم له المساعدة. وايران الاسلامية لاتتستر على مثل هذه القضايا. وتقول كلمتها بكل صراحة، وتعتقد ان الامبريالية والاستكبار العالمي والانظمة السلطوية يجب ان ترحل من هذه المنطقة.
س: في مسئلة خروج القوات الاجنبية من المنطقة، بطبيعة الحال هذا الخروج سوف يترك خلأً عسكرياً وخلأً امنياً، من الذي سيملأه، هل تملأه السعودية او الامارات او تركيا، أم "الاخ الاكبر"تعبر عنه بعض الادبيات الايرانية، ايران تملأه؟
العميد: ان الامريكيين هم السبب الرئيس في انعدام استتباب الامن في المنطقة. نحن نعتقد ان الامريكيين اذا خرجوا من منطقتنا، فبالتأكيد وبالتعاون فيما بين دول المنطقة يمكن استعادة الامن والسلام بشكل تام للمنطقة. وبالطبع ان اذناب امريكا اي الكيان الصهيوني، يجب ان يرحل عن المنطقة أيضا.فمنذ ان وُضعت اسس الكيان المحتل في المنطقة، لم نشهد للامن والسلام حقيقة فيها. إن شعوبنا ومجتمعاتنا ودولنا كانت ولاتزال تتورط في حروب مختلفة لاناقة لها ولاجمل، حروبا عسكرية كانت أو باقي الحروب والخلافات والاختلافات التي تُثار بين الحين والاخر فيما بينها في مختلف المجالات، ثقافية كانت او اقتصادية، او علمية أو تقنية، أو امنية. ومن اجل ذلك نقول يجب ازالة هذه الغدد السرطانية من المنطقة. اذا في الحقيقة ان الامريكيين والصهاينة، هم الموجِدون والمسبِبون الرئيسيون في انعدام الامن والسلام في المنطقة، فإذا ما خرجوا فسترى المنطقة وجه الأمن والسلام دون شك.
س: سيادة العميد نعود الى سياق الكلام عن الإتفاق النووي، الآن يجري الحديث حول أن فرنسا نقلت عن الادارة الامريكية، بأن الاتفاق سيبقى في محله ولن يتم الغاؤه، لكن هناك اخبار اخرى تقول ان العقوبات التي ارادت امريكا فرضها على الحرس الثوري، فرضتها من خلال وزارة الخزانة الامريكية، ولم تُدخل وزارة الخارجية الامريكية الحرس الثوري في قائمة المنظمات الاجنبيىة الارهابية، هذا اولا، الامر الآخر كيف سيكون ردكم كقوات مسلحة، على مثل هذا الامر اذا ما اُعلن الحرس الثوري "منظمة ارهابية" خاصة وان اللواء جعفري القائد العام للحرس الثوري، قال اننا سوف نتعامل مع القوات الامريكية في المنطقة باعتبارها داعش وعليهم ان يتركوا قواعدهم الى الفي كيلومتر؟
العميد: نعم في المستقبل التاريخ سيشهد احداثا تافهة، منها هذه الدعوى التي تطرحها امريكا حاليا، لكن في المستقبل ستظهر وثائق اكثر تدل على فضح الدولة المنشِئة للارهابيين. ومَن الذي واي بلد واي مجتمع، كان اكثر المتضررين من الارهابيين. ومَن الذي يحاول فرض الارهاب على منطقة غرب آسيا، وباقي مناطق العالم من خلال الدعم والتنمية من اجل مصالحه، وكأنه يُحركها كعملاء مستأجَرين للقتال؟ وهو الذي يستخدم الإرهابيين لهذا الغرض، ومَن الذي يُقاتل هؤلاء العملاء ويُقدم التضحيات والشهداء والجرحى خلال مقارعتهم؟ ومن اجل ذلك نقول ان مستقبل التاريخ سيكون لنا دون شك، لأن هناك الكثير من الوثائق الواضحة والفاضحة، ستطفح على الساحة، بحيث ان الأجيال القادمة ستضحك من هذه المزاعم الأمريكية، وسيتعاملون معها بكل سخرية ومهزلة، وسيُقر العالم ان هذه الخطوات الامريكية هي خطوات قبيحة وشيطانية. وكما اشرتم أنا اؤكد بأننا اليوم في ظروف تسمح لنا في اي وقت آخر لتكون القوات الامريكية وعملاءها، تحت إرادتنا والخطوات التي نتخذها في الوقت المناسب. فالامريكييون هم منتشرون وبكثرة في منطقتنا، وبكل صراحة اقول ان ايران مشرفة على كل القواعد الامريكية في المنطقة لا في منطقتنا فحسب، بل ولله الحمد وبفضله، نحن نتمع بقوة تمكننا من النيل منهم مهما ابتعدوا عنا. ولكن بالتأكيد ان ايران لم ولن تكون البادئة في إشعال أي فتيل، ولن يجد اي شخص في العالم ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت هي البادئة في إشعال اي فتيل منذ تأسيسها. إذاً فمن الطبيعي اننا سندافع دفاعا مستميتا عن أنفسنا.
س: سيادة العميد تؤكد بعض الاخبار ان هناك اجتماعا لرؤساء الاركان يُعقد في واشنطن، وهذا الإجتماع تشارك فيه دول الناتو، واربع دول عربية، إثنان منها لديها معاهدة سلام مع الكيان الغاصب لفلسطين، والإثنان الآخران هما الامارات والسعودية، اضافة الى هيئة الاركان لجيش العدو الاسرائيلي، انتم كقوات مسلحة، ما الذي تعتقدون ان يتمخض عن هذا الاجتماع وكيف تنظرون اليه والذي إستمر حتى الاربعاء؟
العميد: ان هذه الإجتماع لم تكن قضية مستحدَثة، فالعلاقات التي تربط بعض الحكام العرب وباقي دول المنطقة بالكيان الصهيوني تبعا للسياسة الامريكية، امرٌ طبيعي. لأن جذور بعض الحكومات عندما تعود الى الامريكيين، او الى بعض الدول السلطوية، فمن الطبيعي ان تكون لها مثل هذه التبعات، ولكن بما ان المجتمع العربي والشعوب الاسلامية للمنطقة، لديهم نفور تأريخي من الصهاينة، وان هذا النفور متجذرٌ في قلب وعروق الشعوب الاسلامية، فالحكومات تسعى لأن تبقى هذه العلاقات وهذا التعامل مع الكيان الصهيوني يبقى مستترا. وهذا نوع من الاضداد ومع بالغ الاسف فان المسلمين وشعوب المنطقة، يرزحون تحت نير انظمة، لم تنبُع من صميم الشعوب، بل انها تعتمد الآخرين قبل ان تعتمد على شعوبها. فإذا أوقف الأجانب دعمهم يوما واحدا عن هذه الانظمة، فإنها لن تقاوم وسوف تنهار. وبعض الاحيان ومن أجل ازالة قُبح بعض الاعمال المحضورة، فإن مثل هذه الأنظمة لا تتورع من القيام بالكشف عن مثل هذه العلاقة السرية مع الكيان المحتل. أما قراءتي أنا من المجتمع العربي الكبير، انه لن يسمح بمواصلة مثل هذه العلاقات والمداولات مع الكيان الصهيوني، وقد نشهد مظاهر صورية، مثل ما نشاهده الآن على الساحة، لكنها لايُمكن ان تستمر على الامد البعيد. فهم منذ سنوات يعملون على استبدال العدو بالصديق في المنطقة، وبدلا من أن تُصب الجهود على الكيان الصهيوني، فإنهم يُحاولون افتعال عدو جديد، فعلى سبيل المثال انهم يحاولون تهويل الخطر الايراني المزعوم،أو نشر التشيع في المنطقة، لكن شعوب المنطقة تشاهد قبل غيرها، ان البلد الوحيد الذي تُركز وسائل الإعلام الغربية وذيولها الرجعية في المنطقة عليه، وتُحاول ان تُقدمه كعنصرٍ غريب على المنطقة، اي تحاول تخويف الآخرين من ايران والشيعة، إلا ان الشيعة الآن يُقدِّمون الدماء تلو الدماء من اجل اهل السُنة، الآن الشيعة يُقاتلون في مناطق لصالح اهل السنة، حتى يبدأو وكأنهم غير معنيين بتلك المناطق. انهم يُقاتلون ويُقدمون الشهداء، والجرحى، وتُقطع رؤوسهم، والشعوب تُشاهد هذه التضحيات بأُمِّ عينها. فشعوب المنطقة ترى بأم عينها كيف ان ايران تقاتل من اجل تحرير الشعب العراقي الشقيق من مخالب الاستكبار والصهاينة، والارهابيين دون ان تتوقع اي مقابل منه. وفي اي وقت يُعلن الشعب العراقي استغناءه عن تضحيات الشعب الايراني فإن ايران ستعود بمستشاريها الى داخل حدودها. فهؤلاء لايمكن ان يفرضوا سياساتهم على شعوب منطقتنا. صحيح ان بين الحين والآخر تظهر مثل هذه المحاولات، لكن الجهود الرئيسية التي تُبذل الآن في الاجتماعات الحالية كالإجتماع الذي اشرتم اليه قبل قليل، هو انهم يدرسون كيف يتمكنوا ونظرا للأوضاع التي تحيط بشعوب المنطقة من اجتياز هذه المرحلة، ليتمكنوا من اتخاذ خطوة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانيةعسى ان تكوه هذه الخطوة تؤثر على ايران على المدى البعيد.
س: اشرتم في اكثر من مكان في كلامكم الى العراق، اريد ان اسأل عن التهمة التي تُطرح ضد القوات المسلحة الايرانية، حيث يُقال انها كان لها دور في إعادة الإنتشار العراقي في منطقة كركوك على الاقل جماعة قيادة الاقليم الكردي تدعي وتطرح هذه المزاعم، هل لديكم ردا على هذا أم تؤكدون هذه المزاعم؟
العميد: ان سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية فيما يخص الخطوة التي خطاها الاقليم الكردي في العراق، واضحة وضوح الشمس، ولن نخفي شيئا ازاء ذلك. فما هي سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية؟ اولا جميع دول المنطقة يجبأن لا تسمح لأي تسلل او نفوذ او تجزئة تُجرى في البلدان الاسلامية والمنطقة. واعتقد ان هذه السياسة تقبلها كل شعوب المنطقة ونخبها. وان اي تجزئة تُعتبر تسللا، ونافذة لتوغل الكيان الصهيوني والاستكبار العالمي والصهاينة الذين، منذ عشرات السنين يحاولون تجزئة البلدان الاسلامية، وان وثائق هذا النوايا منتشرة ومعروفة وبالتأكيد انكم اطلعتم عليها، وفيما يخص الحدث الذي حدث في الاقليم الكردي العراقي، والذي عارضه الكثير من اكراد منطقتنا الواعين، فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية ايضا اعلنت موقفها منه وبكل صراحة، ولم تكتف بالإعلان فقط، بل انها بذلت قصارى جهودها لتحول دون وقوع هذاالحدَث، وتواصلت مرارا مع مختلف أقسام الأكراد، وتفاوضت معهم، ونصحتهم بالتخلي عن هذ الخطوة، ويجب ان لايسمحوا لحدوث أي ثغرة تفسح المجال للتسلل الاجنبي للمنطقة، كما تفاوضنا مع الحكومة العراقية، والحكومة العراقية بدورها طلبت مرارا من ايران ان تمنع وقوع مثل هذه الخطوة، وان نُساعدها على منع حدُوثِها. وكان كل همِّ ايران وغمِّها ان لايحدُث هذا الحدَث المشؤوم والسيئ، كي لايتضرر اي طرف من الأطراف المعنية. ولاسمح الله ان يتصدع اخوتنا الكُرد، جراء هذه الخطوة. ومن حُسنِ الحظ، باتت الامور كما كنا نتوقعها، فكان البعض يتوقع حدوث حرب، تأتي على الأخضر واليابس وتُدمِّر الكثير من الجانبين، ومن الآن فصاعدا علينا جميعا، ان نعمل من أجل الحؤول دون وقوع اي جدث آخر، وبكل هدوء نحاول إرجاع الامور الى ما كانت عليه قبل هذا الحدَث، والحكومة الشرعية العراقية يجب ان تبقى ذات سيادة على كل ارض العراق. نعم ان العراقيين طلبوا منا المساعدة لتنفيذ القانون وبسط سيادتهم، ونحن مازلنا نسعىلنتمكن من تطبيق ذلك وبمساعدة الشعب العراقي بأكراده وبعربه، وتركمانه. ونحن لا نفرق بين كل قوميات الشعب العراقي، وكلهم نعتبرهم أبناء الشعب العراقي، كما اننا لدينا الكثير من القوميات في ايران، فمنهم الأكراد والعرب والتركمان والترك واللوريين، لكننا نُطلق عليهم جميعا ابناء ايران الاسلامية، فكل اطياف الشعب العراقي هم ابناء العراق. ويجب المحافظة على عزة وشموخ الشعب العراقي بكل اطيافه، عربا كانوا او اكرادا، شيعة كانوا او سُنة. واعتقد ان هذه الامور،هي من اوليات التعليمات التي يهتم بها ديننا الاسلامي الحنيف. والجمهورية الاسلامية الايرانية من الناحية العملية تُواصل هذه الخطوات، ونأمل ان لايحدُث اي حدَث سوء في المنطقة.
س: (آخر سؤال) اللقاءات التي تمت بين هيئات العامة بين كل من العراق وتركيا وايران كانت للواء باقري، زيارة الى تركيا، كما زار رئيس الاركان التركي، ايران الاسلامية، ورئيس الاركان العراقية زار ايران ايضا، فما هو الهدف من هذه الزيارات هذا اولا، وهناك اخبار تقول ان قوات النخبة في هذه الدول الثلاث، سوف تبدأ بمُلاحقة الحزب العمال الكردستاني التركي وايضا "البيجاك"، فهل لهذه الاخبار من صحة؟
العميد: الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الآن في موقع تشعر فيه بالمسؤولية وكأنها يجب ان تؤدي رسالة ما، فعلينا جميعا ان نقوم بأعمالٍ تخدم امن واستقرار المنطقة، السلام والطمأنينة يجب ان يسودا المنطقة، ونعتقد ان هذا الامر لصالح الجميع.ومن هذا المنطلق ننطلق بهذا الإتجاه، نعم ان تركيا بلدٌ قوي ومؤثرٌ في المنطقة، ولديها شعب كبير، وفيهم الكثير من النخب الإسلامية، فهم اخوتنا قبل كل شيئ، وعلينا ان نسعى لتوسعة هذا الامن الجماعي في المنطقة، فنحن لدينا سابقة فيما يخص الاحداث المريرة، بين تركيا وسوريا، ولدينا تحفُظّاتٍ جادة عليها، و يجب ان نسعى للحد من تكرار ماحدث من احداث سيئة حدثت في الماضي.
إذاً احدى القضايا التي مطروحة لدينا الآن هي قضية الارهاب وسوريا، اذاً علينا اجتثاث الإرهاب من سوريا، وعلينا ان نجتمع مع تركيا، ونتفاوض معها. بالتأكيد ان علاقاتنا وتعاملنا مع تركيا اكثر مما يقتصر على التفاوض بشأن الارهاب، نحن لدينا حدودا طويلة مع تركيا وبالتاكيد ان هذه الحدود تحتاج لأمن واستقرار، يجب ان نعمل على تطوير وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي مع تركيا، وكلما توسَّع نطاق التعاون الاقتصادي بين الدول الاسلامية، فبالتأكيد سيعود نفع ذلك على الجميع. والقضايا السياسية والقضايا الدبلوماسية والعلمية والتعليمية، وقضايا البحوث والدراسات، وهناك الكثير من البرامج والمخططات بيننا وبين تركيا، الامر الذي قد لايحتمله البعض، ولايرضى باستمرار هذا التواصل بين البلدين، ويسعون بين الحين والآخر النيل من هذه العلاقة او الاساءة اليها، او ايجاد ثغرةٍ فيها، لكن ومن حُسن الحظ ان الزيارة التي كانت لسيادة رئاسة الاركان الايرانية الى تركيا، والزيارة المتقابلة التي قام بها زملاءنا الاتراك لإيران، في الحقيقة انها تمهد لتوثيق علاقاتنا والرقي بمستواها يوما بعد آخر، ونأمل ان نتمكن ان نخطو خطوات متشابهة فيما يخص إرساء الامن والسلام في المنطقة، ويكون لنا دور اكثر تأثيرا من قبل انشاء الله.
س: فيما يتعلق بشأن هذا الخبر، بأن حزب العمال الكردستاني وحزب بيجاك كيف هو تعاونكم حاليا؟
العميد: فيما يخص قضايا الارهاب وجماعات المعارضة التركية، نحن لم يكن لنا حديث جاد مع الاتراك في هذا المجال، فقضية البيجاك هي شأن داخلي لتركيا، ونحن نأمل ان تتمكن الحكومة التركية من حل قضاياها الداخلية ومشاكلها مع الجماعات الكردية ومع المجتمع الكردي الكبير انشاء الله.
س: سيادة العميد مسعود جزائري المتحدث باسم القوات المسلحة الايرانية اشكرك جزيل الشكر على اجابتكم على هذا الكم من الاسئلة وكما اشكر مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، وحتى لقاء آخر استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.