السعودية تعي تماما حجم الخلافات القائمة بين حلفائها في لبنان..كيف؟

الخميس 5 أكتوبر 2017 - 10:36 بتوقيت غرينتش
السعودية تعي تماما حجم الخلافات القائمة بين حلفائها في لبنان..كيف؟

لبنان - الكوثر السعودية تعي تماما حجم الخلافات القائمة بين حلفائها في لبنان فالوضع القائم بين الحريري وريفي وصل الى حد من الصعب ان يتم فيه شفاء الجرح.

ينتظر المراقبون في لبنان وخصوصاً قوى الثامن من آذار استكمال الدعوات السعودية للشخصيات اللبنانية بالرغم من كون استقبال الدكتور سمير جعجع والنائب سامي الجميل كممثلين عن القيادات المسيحية المناوئة لسياسة حزب الله والمقاومة وقوى الثامن من آذار على حد سواء، الا ان السؤال المركزي المطروح والذي يطرح جملة من علامات الاستفهام يتمحور حول شكل ومضمون واسماء الشخصيات السنية في البلاد، وبالرغم من تأكيد قيادات سنية ان اية دعوة لم توجه حتى الساعة الى اي شخصية من هذه الطائفة، وان الامر لم يحصل حتى الساعة لاعتبارات عدة وفي طليعتها العوائق التالية:

اولاً: ان القيادات التي من المفترض دعوتها على الصعيد السني تتمحور حول الرئيس سعد الحريري وهو الان رئيساً للحكومة والرئيس فؤاد السنيورة والرئيس نجيب ميقاتي بالاضافة الى الوزير الاسبق اشرف ريفي، وهذه القيادات وان كانت لديها اهمية خاصة في العلاقة مع الرياض، الا ان الخلافات تنخر جسدها، وتعتبر اوساط وزارية مطلعة ان امكانية دمج هذه القيادات وفق تطلعات داخلية لبنانية ليس من السهل حصولها بالرغم من كون معظمها تدين بالعلاقة المتينة مع المملكة السعودية، ولكن هل يستطيع المسؤولون في السعودية توحيد وجهات النظر لهذه القيادات وفق قواسم مشتركة اقلها اعادة نهضة الشارع السني من الارهاق الذي يعاني منه منذ سنوات، وبالتالي امكانية التعويل على بعض الشخصيات منهم من اجل اعادة الاستنهاض التي تنوي المملكة القيام بها من اجل مواجهة الموقف الايراني والتموضع الجديد القائم في المنطقة بعد سلسلة من التحولات الجذرية في سوريا والعراق لصالح محور الممانعة، وتلفت هذه الاوساط الى ان هناك تبايناً واضحاً بين هذه الشخصيات تجاه هذا المشروع الجديد باستثناء قلة منهم يمكن الاعتماد عليهم اما عن فعل قناعة او لاختلاف في الرؤية حول اصل هذه المواجهة ونتائجها.

ثانياً: تجزم هذه الاوساط الوزارية ان الدعوة سوف توجه بالتأكيد الى بعض القيادات وليس بالضرورة كافة الاسماء التي تم ذكرها مع اضافة اسماء وان انهاء زيارة الملك السعودي الى روسيا سوف تشكل فرصة لتبيان حقيقة مجمل اسماء الشخصيات التي ستدعى الى المملكة.

ثالثا: وتشير هذه الاوساط الى ان دعوة الرئيس الحريري سوف تتم ليس كسابقاتها بفعل كونه رئيساً لحكومة لبنان مع ترجيح ان يصل موفد سعودي الى بيروت حاملاً الدعوة بفعل عدم الانتهاء من عملية تعيين السفير السعودي الجديد الى لبنان وان الرياض تعي هذا الامر وتبحث عن مخارج للانتهاء من امر الدعوة.

رابعاً: لا شك ان دعوة بعض القيادات السنية والمسيحية الى السعودية لا تصب فقط في خانة لململة قوى الرابع عشرمن اذار على ابواب الانتخابات النيابية لان المملكة تعتبر هذا الامر تفصيلاً امام المواجهة الحقيقية التي تريدها مع ايران وحزب الله في لبنان وحلفائهما وهذا الامر واضح من خلال تصريحات المسؤولين السعوديين مؤخرا تجاه محور الممانعة والذين يعتبرون ان مسألة المواجهة من الواجب خوضها خصوصاً على الساحة اللبنانية مع ان هذه الاوساط الوزارية تجد صعوبة في ميزان التكافؤ بين الطرفين السعودي والايراني في لبنان والذي يميل الى الكفة المناوئة للرياض.

خامساً: تؤكد هذه الاوساط ان المملكة السعودية تعي تماما حجم الخلافات القائمة بين حلفائها في لبنان فالوضع القائم بين الحريري وريفي وصل الى حد من الصعب ان يتم فيه شفاء الجرح مع ان هناك قيادات مستقبلية توجه الانتقاد الى الحريري على خلفية ادائه في الحكم لانها تعتبر انه ووفق تعبيرها يقدم تضحيات من اجل استمرار وضعية التسوية القائمة على حالها، الا ان هذه الاوساط تجد ان هناك من في تيار المستقبل متحمساً للمسار السعودي الجديد على الساحة اللبنانية كي لاتبقى في الموقف الرمادي ولتجد مخرجاً لها مع الاشارة الى ان مصادر في الثامن من آذار تخشى من ان تكون هناك رغبة سعودية بخربطة الوضع في لبنان.

عيسى ابو عيسى

الديار