مكانة المرأة المسلمة خصَّ الإسلام المرأة بالكثير من الامتيازات التي كرّمتها ورفعت مكانتها، وكل ذلك مقابل قيامها بأمرين جليلين وعظيمين، هما: تحمّل مهمة إعداد نفسها لتكون سكناً روحياً، ومعنوياً، وحسياً لزوجها ليأوي إليها، ويخفف متاعبه وهمومه في رحاب نفسها، كونه كُلِّف بالعديد من الواجبات التي لم تكلف بها المرأة. تحمّل مخاطر الحمل، وأعبائه، ومشقة الولادة، ومسؤوليات الأمومة، وتنشئة الأولاد، وتربيتهم، وإعدادهم لتحمل المسؤولية. الامتيازات التي خص بها الإسلام المرأة أعفى الإسلام المرأة من أعباء القيادة العليا، وتبعاتها، ومسؤوليتها، وجعل كل ذلك العبء على عاتق الرجل، إلا أنه من الممكن الاستعانة بالمرأة إن أرادت ذلك، ومن دون أن تحمل نفسها فوق طاقتها. أعفاها من فريضة الجهاد والقتال، ومواجهة الأعداء، وخوض المعارك، ولا بد من الإشارة إلى أنه أباح لها فعل ذلك إن أرادت. خفف عنها عبء مسؤولية الشهادة أمام القضاء، فجعل مسؤوليتها نصف مسؤولية الرجل. أعفاها من تكاليف النفقة المرتبطة بالحياة الزوجية، وجعل عبء ذلك كله على الزوج بدءاً من المهر ووصولاً إلى احتياجات الأولاد، ودون أن يعتدي على حق المرأة. حقوق المرأة في الإسلام منح الإسلام المرأة حق المساواة مع الرجل في كل ما يتعلق بالواجبات الدينية، والعبادات، كما وخصها بالتكريم حين جعلها أماً، وجعل لها مكانةً رفيعةً في الجنة. كلّف الإسلام المرأة بنفس التكاليف التي ألقاها على عاتق الرجل، فيما عدا ما يتنافى مع طبيعتها، وتكوينها البيولوجي والفيزيائي، كالجهاد في سبيل الله. أكد الإسلام أنّ طبيعة المرأة هي نفس طبيعة الرجل، أي أنهما جاءا من بوتقة واحدة. ساوى الإسلام بينها وبين الرجل في العبادات، وأكد أن كل ما على الرجل فهو عليها دون محاباةٍ أو تمييز، فقد وجه الله الخطاب القرآني لكلا الجنسين. منح الإسلام المرأة حق الذمة المالية، حيث كفل لها حق الشراء والبيع، وإبرام العقود، ودون أي تدخل من قبل الرجل، سواء أكان أخاً، أم أباً، أم زوجاً، أم ابناً، ولا بد من الإشارة إلى أن هذا الحق كان مصادراً من المرأة قبل مجيء الإسلام، إذ كان كل شيء تمتلكه ملكاً للزوج، يتصرف به كيفما شاء.