ومن هذه الامور نستعرض لكم:
1- لغة الجسد: من ابرز المؤثرات في العلاقة بين الناس التعابير الجسدية التي يعجز اللسان في الكثير من الحالات عن تحقيق الهدف اذ لم يساعده الجسد في لغته فلو حل علينا ضيف ولو قلنا له مئة مرة: اهلا وسهلا بك.. نورت دارنا بوجه عابس؛ فمن الطبيعي جداً أن يشعر هذا الضيف بالضيق، لأن وجه الانسان هو الاقدر من بين اعضاء الجسد على التعبير الموصل للمشاعر الحقيقية، فبشاشة الوجه والنظرة المليئة بالحب والعاطفة كفيلان بجلب الآخر ومودته وإعطاء انطباع إيجابي في اللقاء الأول، ومن هنا ورد عن الامام علي (عليه السلام) البشاشة حبالة المودة ، والبشاشة فخ المودة.
ومن هنا، فإن ابتسامة الزوج لزوجته وابتسامتها له أول الاستقبال وبعده هما مفتاح المودة التي سوف تجلب لهما السعادة الزوجية.
وقد اخبر الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم ) ان تقرب الزوجين من بعضهما بلغة الجسد هو محل ومهبط لرحمة الله تعالى، فعنه (صلى الله عليه واله وسلم ) اذا نظر العبد الى وجه زوجه، ونظرت اليه نظر الله اليهما نظرة رحمة، فاذا اخذ بكفها واخذت بكفه تساقطت ذنوبهما من خلال اصابعهما .
2- الكلام الجذاب : حينما يتفاعل اللسان مع الجسد في التعبير الايجابي فإن لذلك أثر كبير في حصول المودة، ومن هنا، وفي هذا الجانب على وجه الخصوص، اكد النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) واهل بيته على امرين :
ا- التعبير العاطفي: فعن الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ) قول الرجل للمرأة اني احبك لا يذهب من قلبها ابدا.
فمن الضروري وجود هذه التعابير في الحياة الزوجية فهذه الكلمات تبقى في القلب وينبغي استمرار هذه التعابير؛ لان الحياة الزوجية إذا خلت منها تصبح مهددة بالسقوط.
ب- التعبير اللطيف: اضافة الى التعبير العاطفي فإن للعبارات الجميلة ولطافتها دور في جذب قلب الزوجة وحبها وكذلك الزوج، فعن الامام الصادق (عليه السلام): القول الحسن يثري المال، وينمي الرزق، وينسي في الاجل، ويحبب الى الاهل، ويدخل الجنة.
3- من الامور التي تجلب الحب والود بين الزوجين الهدية فعن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) الهدية تورث المودة .
4- الكرم والسخاء: ان الحب ينشأ من كمال يعتقده الحبيب في محبوبه، ومن جملة من الكمالات الانسانية الكرم، فهو يشد الانسان الى من تحلى بصفته؛ لذلك ورد عن الامام علي (عليه السلام): السخاء يكسب المحبة ويزين الاخلاق.
5- حسن الخلق: ان من اهم اسباب المودة لاسيما بين الزوجين هو حسن الخلق الذي يقع في راس القيم التي اكد عليه الاسلام فعن الصادق (عليه السلام): حسن الخلق مجلبة للمودة، وعن الامام علي (عليه السلام ) حسن الخلق يورث المحبة ويؤكد المودة .
----------
الهوامش:
المجلسي , محمد باقر , بحار الانوار, ج71, ص167
المصدر السابق نفسة , ص 75, ص39
زيد بن علي , مسند زيد بن علي , (لا ,ط) , ( لا ,ت ) دار مكتبة الحياة , بيروت , ص302
الكليني , محمد بن يعقوب , الكافي , ج5, ص569 .
المجلسي و محمد باقر , بحار الانوار , ج 68, ص310.
المجلسي , محمد باقر , بحار الانوار , ج 74, ص166.
الريشهري , محمد , ميزان الحكمة , ج2, ص1277.
الريشهري , محمد , المحبة في الكتاب والسنه , ص66.
الكليني , محمد بن يعقوب , الكافي , ج1, ص27
------------
*مركز الارشاد الاسري