فالمرأة صاحبة الخلق الرّفيع هي المرأة صحيحة العقيدة مع ربّها ، فهي تؤمن بقضاء الله و قدرته ، و هي مؤمنةٌ بأنّ هذه الحياة إنّما هي دار ابتلاء ، و قد ضربت عددٌ من النّساء قديماً أروع المثل في الصّبر و الإيمان ، فانظر إلى إمرأة ابراهيم عليه السّلام هاجر كيف صبرت و رضت بأمر الله حين تركها إبراهيم و ابنها إسماعيل بأرضٍ غير ذي زرع بدون ماءٍ حتّى أتاه أمر الله ، و انظر إلى أم أيوب الأنصاري حين مات ابنها ، فتجمّلت في تلك الليلة و تعطّرت لزوجها و هي راضيةً بقضاء ربّها ، بل و حين قضى زوجها وطره منها أخبرته بموت ابنها بأسلوبٍ فذّ يمثل أعلى مراتب الإيمان و التّسليم بقضاء الله . و المرأة صاحبة الخلق مؤتمنةٌ على أسرار بيتها و زوجها ، حافظةٌ للغيب ، لا تنشغل بالقيل و القال و كثرة السؤال ، قليلة الكلام إلا بما قلّ و دلّ ، لا تغتاب و لا تنمّ و لا تتجسّس و لا تشمت ، بعيدة عن السبّ و اللعن و آفات اللسان ، حافظةٌ لحقّ زوجها عليها ، ودودٌ ، ليّنة العريكة ، سهلة الجانب ، تألف و تؤلف ، و هي المرأة التي تزيّن شفاهها بذكر الرّحمن ، و تكحّل عينيها بغضّ البصر ، و تنوّر وجهها بقيام الليل و التّهجد لربّها سبحانه .