صورة نادرة.. تجمع بين السيد السيستاني والشهيد الشيخ علي الغروي

السبت 26 أغسطس 2017 - 11:29 بتوقيت غرينتش
صورة نادرة.. تجمع بين السيد السيستاني والشهيد الشيخ علي الغروي

علماء - الكوثر

صورة نادرة تجمع بين سماحة المرجع الأعلى السيد على السيستاني دام ظله وآية الله الشهيد الشيخ الميرزا علي الغروي التبريزي.

وكان آية الله الغروي من أبرز تلامذة الإمام الخوئي رحمه الله، وهو أوّل من كتب تقريرات أبحاث الســيّد الخوئي، تحت عنوان “الفقهية التنقيح في شرح العروة الوثقى”، وبث آراءه بين طلاب العلم وروّاده في حوزات العلمية، ومنه مجلد واحد في الاجتهاد والتقليد، وعشرة مجلّدات في الطهارة ومجلد واحد في الصّلاة، ولا يزال بعض مجلّداته مخطوطاً ويُعدّ هذا الكتاب مؤشّراً قويّاً لفقاهة استاذ الفقهاء السيد الخوئي قدس سره، وقد قرّظه أستاذه له بتقريظ نفيس.

كان الشهيد والعالم الكبير يولي أهمية فائقة للتدريس والتأليف والتحقيق، وكان يؤمّ المصلّين في المرقد الطاهر لأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ثلاث مرات يومياً.

وعُرف عنه التزامه بصلاة الليل وزيارة عاشوراء بعد صلاة الصبح، وكان مداوماً على زيارة مرقد الإمام الحسين عليه السلام في ليالي الجمعة، ولهذا كان يسافر اُسبوعياً الى كربلاء المقدسة.

كما عُرف عن العالم الشهيد حرصه على كيان الحوزة العلمية العريقة التي يمتدّ عمرها الى ألف عام. ولهذا كان يبذل قصارى جهده في المحافظة على هذا الكيان العريق، وصار مرجعاً في الأحكام، وتصدّى لذلك من عاصمة العلم والولاية النّجف الأشرف، فأرجعت له في التّقليد طائفة من أعيان العلماء والفضلاء في شتّى البقاع والبلاد.

وقد عبّر عنه أستاذه السيّد الخوئي رحمه الله، قبل ثلاثة عقود بعبائر التّجليل والتّقدير ما يُغني عن شهادات الفطاحل حيث قال: جناب الفاضل العلامة المحقق ركن الإسلام قرة عيني العزيز الميرزا علي التبريزي أدام الله فضله و وصف تقريراته له وصف المعجب بها .. قائلا أنّها: في غاية الضّبط والإتقان وقد أعجبني أحاطته بدقائقها واستيعابه لحقائقها، ببيان بليغ رائع واستقصاء جميل نافع . فلا غرو فإنه ممن أصاب ظني في مقدرته العلمية وكفاءته الفكرية، وقد بلغ بحمد الله الدرجة العالية في كل ما حضره من أبحاثنا في الفقه والأصول والتفسير وأنعش آمالي ببقاء نبراس العلم في مستقبل الأيّام، فلم تذهب أتعابي على تقويم الحوزة العلمية سدى.

لم يكن ليمضي شهران على اغتيال آية الله البروجردي حتى راح النظام البعثي يخطط لاغتيال آية الله العظمى الغروي، فكمن له الجلاوزة في طريق عودته من كربلاء المقدسة الى النجف الأشرف واطلقوا عليه النار، وكان معه صهره وعدّة من رفاقه سقطوا جميعاً مضمخين بدماء الشهادة وعرجت أرواحهم الطاهرة الى الرفيق الأعلى. وقد أعلن النظام البعثي في اليوم التالي أن الذين قاموا بعملية الاغتيال كانوا مرتزقة من الخارج.