نسبه وولادته
هو السيد عبد الاعلى السبزواري خلف العلامة السيد علي رضا نجل عبد العلي بن عبد الغني بن محمد الذي تصل شجرة عائلته المباركة الى محمد العابد بن الامام موسى الكاظم عليه السلام.
كان والده معروفاً بالزهد والورع وهو من علماء سبزوار، ويعد ايضاً من اساتذة الحوزة العلمية في النجف الاشرف.
ولد السيد عبد الاعلى قدس سره في مدينة سبزوار في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة عام ١٣٢٨ الموافق ١٩١٠م. ونشأ في كنف ابيه وتحت رعايته.
دراسته وأساتذته
تعلم قدس سره القرآن والكتابة في سن مبكرة، ثم درس الأوليات في النحو والصرف والمنطق وبعض المتون الفقهية في سبزوار، عند ذلك قرر والده ارساله الى مدينة مشهد المقدسة وهو في سن الرابعة عشرة لدراسة مرحلة السطوح. ثم سافر إلى النجف الاشرف لاكمال دراسته الحوزوية. وما إن وصل إلى النجف الاشرف حتى أخذ يحضر دروس أساتذتها المعروفين، نذكر منهم:
- محمد حسين الغروي الاصفهاني (الكمباني).
- أبو الحسن الموسوي الاصفهاني.
- محمد حسين الغروي النائيني.
- محمد حسين كاشف الغطاء.
- على القاضي الطباطبائي.
- أبو الحسن المشكيني.
- ضياء الدين العراقي.
- محمد جواد البلاغي
- عبد الله المامقاني
تلامذته
بعد أن نال السيد السبزواري درجة الاجتهاد استقل بالتدريس في مسجده الذي كان يقيم به صلاة الجماعة بمحلة الحويش في النجف الأشرف، فتخرج عنده العديد من الفضلاء، منهم:
- جمال الدين الحسيني الاسترابادي
- عبد العزيز الطباطبائي اليزدي
- أبو الحسن مجتهد المزارعي
- حسين الراستي الكاشاني
- السيد علي السبزواري (ابنه)
- محمد تقي الجعفري
- نور الدين الواعظي
- علاء الدين الغريفي
- قربان علي الكابلي
- محمد الشيخ منصور الستري
مؤلفاته
ترك السيد عبد الأعلى تراثاً علمياً من خلال مسيرته العلمية الطويلة، وخلّف لطلبة العلم كنوزاً تغنيهم وتكفيهم المؤونة في البحث والتحصيل، كما تكشف عن همته العالية وسعة علمه، وتراثه العلمي، منها:
- إفاضة الباري في نقض ما كتبه الحكيم السبزواري
- مباحث مهمة فيما تحتاج إليه الأمة
- مواهب الرحمن في تفسير القرآن
- رفض الفضول في علم الاصول
- حاشية على تفسير الصافي
- حاشية على العروة الوثقى
- حاشية على جواهر الكلام
- حاشية على بحار الانوار
- جامع الأحكام الشرعية
- حاشية وسيلة النجاة
- منهاج الصالحين
وغير ذلك الكثير.
علمه ومرجعيته
يعرف علمه في الفقه من خلال موسوعته الفقهية الاستدلالية التي تقع في ثلاثين مجلداً، والتي تمتاز باحتوائها على الكثير من الفروع الفقهية النادرة واستعراضها للمسائل المستخدمة مع سلاسة البيان ووضوح العبارة، ويعود السبب في ذلك إلى علو مقامه في الفقه.
يقول عنه بعض العلماء: "إنه أصبح قادراً على معرفة الروايات المضمرة من أي معصوم صدرت" (ويقصد بالمضمرة -هنا- الروايات التي لم يذكر من أي معصوم صدرت)
آلت إليه المرجعية بعد وفاة آية الله السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره، فأخذ الكثير من المؤمنين يرجعون إليه في تقليدهم، إلا أن ذلك لم يدم طويلاً بسبب وفاته.
شهرته بالأخلاق والعرفان
اشتهر السيد السبزاوري قدس سره بين الناس بأنه من أهل التقوى والورع وأصحاب السير والسلوك إلى الله تعالى فقد كان عابداً متهجداً مواظباً على قراءة القرآن والأدعية المأثورة والأذكار المتداولة التي يحيي بها الأسحار وكان يؤكد على الصلاة في أول وقتها ويواظب على النوافل حتى إذا حال بينه وبين النوافل حائل قضاها، وكان لصلاة جعفر الطيار مكانة خاصة عنده وكذلك كان يواظب على قراءة آية الكرسي وأول سورة الحديد وآخر سورة الحشر، أما الدعاء فكان لا يترك دعاء ورد عن الأئمة إلا وقرأه، وللحرز اليماني عنده شأن. ومن الأذكار التي كان يواظب عليه قول "لا إله إلا الله" عشرة الآف مرة يومياً وكان يكثر من الذكر اليونسي سجوداً ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) وكان محباً لصلاة الليل المباركة لدرجة أنه أدخل في موسوعته الفقهية كيفية صلاة الليل مع أدعيتها بالتفصيل، ولما سئل عن ذلك قال: لعل الله يوفق من يطبعها. كما كان قليل النوم محافظاً على الطهارة في كل الأوقات، وكان يحب العزلة ولا يميل للاختلاط، كثير الصمت والتفكر. أما علاقته بأهل البيت عليهم السلام فهذا له شأن آخر فقد خرج ماشياً وهو في العشرين من عمره من مشهد الإمام الرضا عليه السلام إلى مرقد الإمام علي عليه السلام في النجف الأشرف.
كراماته
من كراماته المشهورة أن أجرى عملية جراحية لعينيه ورفض حقنه بإبرة البنج لأن هذا يترتب عليه أحكام شرعية والتي منها إبطال الوكالات التي أعطاها السيد، فاشتغل أثناء إجراء العملية بالتسبيح وذكر الله. ومن كراماته أن قافلة الحج التي كان يسير فيها تاهت في منطقة عرعر ونفد الماء من القافلة. فاعتزل السيد القافلة وانقطع إلى الله بصلاة جعفر الطيار ومتوسلاً بالحجة عليه السلام وإذا برَجُلين قد أقبلا إلى القافلة وقاموا بملء قربهم ماء ثم أرشدوهم إلى الطريق. وفي أحدى المرات أضاع السيد قطعة قماش فيها جواز سفره ومبلغاً من المال وكان متوجهاً لحج بيت الله وعند دخوله الحرم توجه إلى الله بصلاة جعفر فإذا بشاب أقبل إليه فقال له: سيد عبد الأعلى هذا ما تبحث عنه.
ويروى عنه كرامات أخرى، أبرزها شفاؤه للمرضى بإذن الله واطلاعه على بواطن النفوس واستجابة دعائه.
وفاته قدس سره
كانت وفاته في صباح السادس والعشرين من شهر صفر عام ١٤١٤ه.
وقد شيع جثمانه الشريف من حرم أمير المؤمنين عليه السلام ومولى المتقين، حيث صلى عليه آية الله علي البهشتي، ثم دفن بجوار المسجد الذي كان يصلي فيه في شارع الرسول من محلة الحويش في النجف الاشرف.