شعبان، شهر مواساة المساكين والمعوزين

السبت 20 مايو 2017 - 10:53 بتوقيت غرينتش
شعبان، شهر مواساة المساكين والمعوزين

(... وارزقني مواساةَ من قتّرت عليه مِن رزقِك، بما وسّعتَ عليّ مِن فضلك) (الصلوات الشعبانية)

من الثوابت التي لا تتغيّر، هو أنّ الفرد المسلم، يجب ألّا ينظر إلى حياته بمعزل عن الحياة العامّة، بل عليه أن ينزل بعيشه إلى مستوى عموم أبناء مجتمعه.

ففي الوقت الذي يعاني عموم الناس، الفقر وشظف العيش، ما معنى أن يعيش بعض الأفراد غارقاً في النعم، متذرّعاً بقوله تعالى: ﴿قل مَن حرّمَ زينةَ الله التي أخرجَ لعباده والطيباتِ مِن الرزق﴾؟ فلا معنى لذلك حتى لو فرض أنه حصل على ثروته من مكسب حلال.

هذا الإمام الصادق (سلام الله عليه) لقد وسّع على أهله وعياله بما يتناسب مع الظرف الذي عاشه، ولكن لمّا حدث في عهده ارتفاع للأسعار وشحّ في الطعام، قال لخادمه معتِّب: كم عندنا من طعام؟

فقال معتّب: عندنا ما يكفينا أشهراً كثيرة،

قال عليه السلام: أخرجه وبِعه،

قال معتّب: وليس بالمدينة طعام،

قال (عليه السلام): بعه،

يقول: فلمّا بعتُه، قال: اشتَرِ مع الناس يوماً بيوم، وقال يا معتّب: اجعل قوت عيالي نصفاً شعيراً ونصفاً حنطة؛ فإنّ الله يعلم أني واجِدٌ [أي متمكّن] أن أطعمهم الحنطة على وجهها، ولكنّني أحببتُ أن يراني اللهُ قد أحسنتُ تقديرَ المعيشة.

وفي رواية أخرى قال (عليه السلام): اشتر لنا شعيراً فاخلطه بهذا الطعام؛ فإنا نكره أن نأكل جيّداً ويأكل الناس رديّاً. (الكافي، ج 10).

 

*المفكر الشهيد المطهري، عشرون محاضرة.