في ذكرى مولد بضعة الرسول صلى الله عليه وآله السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها

السبت 21 ديسمبر 2024 - 13:05 بتوقيت غرينتش
في ذكرى مولد بضعة الرسول صلى الله عليه وآله السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها

ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) تعتبر فرصة ثمينة للنساء المسلمات ليقفن على حقيقة هوية المرأة المسلمة ومكانتها السامية في نظر الإسلام وفي ضوء النظام الإسلامي.

الكوثر - اسلاميات

ولدت فاطمة الزهراء (عليها السلام) في العشرين من جمادي الآخرة سنة خمس من البعثة والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له من العمر خمسة واربعين عاماً. فأقامت بمكة ثمان سنين، وبالمدينة عشر سنين. لما حملت خديجة (عليها السلام) بفاطمة، كانت فاطمة (عليها السلام) تحدّثها من بطنها وتصبّرها، وكانت تكتم ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدخل رسول الله يوماً فسمع خديجة تحدث فاطمة (عليها السلام) فقال لها: يا خديجة من تحدثين؟ قالت: الجنين الذي في بطني يُحدِّثني ويُؤنِسني .

قال: يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني أنها أنثى، وانها النسلة الطاهرة الميمونة، وأن الله سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها أئمة، ويجعلهم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه.

فلم تزل خديجة (عليها السلام) على ذلك إلى أن حضرت ولادتها، فوجهت إلى نساء قريش : أن تعالين لتلينّ مني ماتلي النساء من النساء. فأرسلن اليها: أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا، وتزوّجت محمداً يتيم أبي طالب فقيراً لا مال له، فلسنا نجيء ولا نلي من أمرك شيئاً، فاغتمّت خديجة (عليها السلام) لذلك .

فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ، ففزعت منهمن لمّا رأتهن. قالت احداهن: لا تحزني يا خديجة، فإنّا رسل ربّك إليك، ونحن أخواتك، أنا سارة، وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة، وهذه مريم بنت عمران ، وهذه كلثم أخت موسى بن عمران، بعثنا الله اليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء، فجلست واحدة عن يمينها، وأخرى عن يسارها، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة (عليها السلام) طاهرة مطهّرة.

اقرأ ايضاً


فلما سقطت الى الارض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة، فلم يبق في شرق الارض ولاغربها موضع إلا أشرق منه ذلك النور.
ودَخلنَ عشر من الحور العين، كل واحدة منهن معها طست وابريق من الجنة، وفي الابريق ماء من الكوثر، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر، وأخرجت خرقـتين بيضائـين أشدّ بياضاً من اللبن، وأطيب ريحاً من المسك والعنبر، فلـفتها بواحدة وقـنّعتها بالثانية. ثم استنطقتها، فنطقت فاطمة (عليها السلام) بالشهادتين وقالت: أشهد أن لا إله الا الله، وأن أبي رسول الله سيدالانبياء، وأن بعلي سيد الاوصياء، وولدي سادة الاسباط.

ثم قالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهّرة زكيّة ميمونة، بورك فيها وفي نسلها، فتناولتها فرحة مستبشرة والقمتها ثديها فدرّ عليها.

كنيتها(عليها السلام)
أُمّ الحسن، أُمّ الحسنين، أُمّ الريحانتين، أُمّ الأئمّة، أُمّ أَبيها... والأُولى أشهرها.

ألقابها(عليها السلام)
الزهراء، البتول، الصدّيقة، المباركة، الطاهرة، الزكية، الراضية، المرضية، المحدّثة... وأشهرها الزهراء.
هي الكوكبُ الدّري.. والكوثرُ الفيّاضُ... تزهرُ لأهل السماء كما تزهرُ النجومُ لأهل الأرض يغضب الله لغضبها... ويرضى لرضاها إنها سيدة نساء العالمين...إنها فاطمة الزهـراء.
 
فاسمها الكامل :ـ السيدة فاطمة بنت رسول الله محمد (صلى الله عليه واله وسلم) بن عبد الله بن عبد المطلّب.
 
و أُمّها السيّدة خديجة بنت خويلد(عليها السلام)، بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهي تلتقي بالنسب مع النبي ، وكلهم من قريش ويرجعون للنبي إبراهيم عليهم السلام .
 
وزوجها وليد الكعبة المشرفة ووصي رسول الله وخليفته امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ).

الزهراء سلام الله عليها سيدة نساء العالمين
وهي سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين, فقد أخرج النسائي وأحمد بن حنيل عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: خطب الامام عليّ عليه السّلام  السدة فاطمة الزهراء (س) فزوّجهإ أيّاها، وقال: إنّ الله أمرني أن أزوّج عليّاً فاطمة .
 
و أنّ الزهراء (عليها السّلام) كانت أصغر بنات النبيّ صلّى الله عليه وآله  .
 

ولادتها

ولدت الزهراء البتول في العشرين من جَمادي الآخرة ، من سنة خمس من البعثة .
 
والنبي ( صلى الله عليه وآله ) له من العمر خمسة وأربعين عاماً ،فأقامَتْ ( عليها السلام ) بمكة ثمان سِنين ، وبالمدينة عشر سنين .
 
يقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وأمّا ابنتي فاطمة (عليها السلام) فإنّها سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين. وهي بضعة منّي وهي نور عيني وثمرة فؤادي وهي روحي، وهي الّتي بين يدي ربّها جلّ جلاله زهر نورها للملائكة في السّماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، فيقول الله عزّ وجلّ للملائكة يا ملائكتي اُنظروا إلى أمتي فاطمة سيّدة نساء خلقي قائمة بين يديّ ترتعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، اُشهدكم أنّي قد آمنت محبيها من النّار وإنّي لمّا رأيتها تذكرت ما يصنع بها بعدي وكأنّي بها وقد دخل عليها الذلّ في بيتها وانتُهكت حرمتها وغصب حقّها ومُنعت إرثها وكُسر جنبها وسقط جنينها وهي تنادي: وامحمّداه فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية فتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرّة وتذكر قرابتي اُخرى وتستوحش إذا جنّها اللّيل لفقدي وفقد صوتي الّذي كانت تأوي إليه إذا لَهِجْتُ بالقرآن، ثمّ تُرى ذليلة بعد أن كانت عزيزة فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بملائكته فتناديها بما نادت مريم ابنة عمران: "يا فاطمة إنّ الله اصطفيكِ وطهّركِ على نساء العالمين، يا فاطمة اقنتي لربّك واسجدي واركعي مع الرّاكعين".
 
و عن أبي عبد الله -عليه السلام- عن آبائه -عليهم السلام- قال: "قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: " خُلق نور فاطمة -عليها السلام- قبل أن تُخلق الأرض والسماء، فقال بعض الناس: يا نبيّ الله، فليست هي إنسية؟! فقال: فاطمة حوراء إنسية.

كانت فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) هي نفسها أسوة في ذلك سواء في مرحلة الطفولة أو في المدينة المنورة بعد هجرة الرسول (ص) إليها، وكذلك في كافة الشؤون العامة في ذلك الزمان الذي كان فيه أبوها محوراً لجميع الأحداث السياسية والاجتماعية، حيث كان لها (عليها السلام) حضور واسع، وكانت مظهراً لدور المرأة في النظام الإسلامي. وبالطبع فإن فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) كانت قمة في هذه الأمور، ولكن سيدات أخريات كنّ في صدر الإسلام على قدر كبير من المعرفة والحكمة والعلم، وكان لهن حضور في ميادين الحرب، لدرجة أن بعض مَن كُنّ يتمتعن بقوة بدنية كانت لهن صولات وبطولات في المعارك والضرب بالسيف وسوح التضحية. ولكن الإسلام لم يوجب ذلك طبعاً على النساء، بل أسقطه عنهن لعدم ملائمته لطبيعتهن الجسدية وكذلك لعواطفهن.