وبين أسير لا يمتلك إلا سلاح الجوع والألم في مشهد بطولي رغم كل ما فيه من وجع، فإن أسرى الخدع التكفيرية مدججون بترسانة الأسلحة الأشد فتكا، لكنها أسلحة تعيسة أضاع حاملوها البوصلة، فوجهة الحرب الحقيقية ليست سوريا العروبة ولا عراق الشهامة أو اليمن السعيد، بل أولى القبلتين وثالث الحرمين وقدس الأقداس في أرض فلسطين التي يجثم على صدرها أسوأ وأنذل وأخبث وأحقر المستعمرين في تاريخ البشرية…إنها سخرية مقيتة أن يكون كل ذلك الخراب في الشام في حين ينام الصهاينة قريري العين، ومهزلة بشعة أن يكون لدى أغبياء الارهاب كل تلك الأسلحة، ولا يجد الفلسطيني إلا سكين المطبخ، ولا يجد الأسير سوى الإضراب عن الطعام، في حين يختنق شيوخ التكفير وأمراؤهم وملوكهم من التخمة.
ولكن الأمعاء الخاوية رغم قيد الأسر وتعسف المحتل، تظل أشرف من العقول الخاوية التي تعوي فيها رياح الجاهلية وتخرب أوطانها وهي ترى أنها تبني أمجاد الخالدين.
بقلم مازن الشريف+المرصد