وقال ذلك، الباحث الأکادیمي والأستاذ في الجامعة العالمیة للعلوم الاسلامیة في لندن، ومدیر مرکز دراسات جنوب العراق "الدکتور علی رمضان الأوسي" في حديثه مع وكالة الأنباء القرآنية إكنا مبيناً أن الفقيد آية الله هاشمي رفسنجاني كان من الأعمدة الرئيسية في خطّ الإمام الخميني(رض) الذي تبنى موضوع الوحدة الإسلامية.
وأشار مدیر مرکز دراسات جنوب العراق الى التفسير الذي تبقى من الفقيد آية الله رفسنجاني، قائلاً: ان هذا التفسير من أروع التفاسير الإجتماعية التاريخية والذي كتبه الشيخ رفسنجاني حينما كان في معتقلات الشاه المقبور لمدة خمس سنوات تقريباً ثم حرّره بعد قيام الثورة الإسلامية الايرانية وانتصارها وخرج الى النور في 22 مجلداً.
وأضاف أن هذا التفسير لديه الكثير من الإتجاهات الكلامية والعقائدية للشيخ رفسنجاني، مشيراً الى أن الفقید رفسنجاني كان يؤكد على توظيف الجانب الإجتماعي والتفسير الإجتماعي الذي أصبح مطلب كل المفسرين والمحدثين لذلك حينما يعالج الآيه 200 من سورة آل عمران المباركة ويفسّرها "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" يشرح عشرات القواعد، وهذه طريقة جديدة عند المفسر الشيخ رفسنجاني حيث يشرح فوائد في رحاب الآية الكريمة، ولذلك حينما يتناول الصبر أو المرابطه يتناول هذا المعنى بشكل واضح ويؤكد على الجانب الإجتماعي في هذا التفسير ويطلب من الأمة أن تستفيد من القرآن في هذا الإتجاه ومن هذا البُعد حتى لا يكون القرآن الكريم حديث البحوث البلاغية واللغوية والقضايا التاريخية فقط.
وقال: حينما يتناول الآية 103 من سورة آل عمران المباركة "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" كذلك يشرح الكثير من هذه الفوائد الاجتماعية ويؤكد على وحدة المسلمين وعلى التقارب فيما بينهم، وهكذا حينما يتناول الكثير من الآيات الكريمة.
وبيّن الدكتور علي رمضان الأوسي: في الجانب التاريخي أيضاً نراه لا يوقف الآية على الجانب التاريخي الجامد أو في الماضي، بل حين يتناول قصص القرآن يعكس هذه القصص على واقعنا الحياتي، وبالتالي تجده يشقّ المعاني ويعطي أبعاد تاريخية للمدينة، ويتجنب الجمود التاريخي على الآيات، ولذلك حينما يتطرق الى الآية 213 من سورة البقرة المباركة "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ"، يكشف كيف انحرفت مسيرات الأمم السابقة وأستحقت العذاب الدنيوي بسبب هذه الفروقات السلوكية أو العقائدية لدى البعض.
وأكد الباحث الأکادیمي والأستاذ في الجامعة العالمیة للعلوم الاسلامیة في لندن أن الجانب التاريخي لتفسير "راهنما"(الدليل) يحتوي على أبعاد جديدة وأن تفسير الشيخ بحاجة الى أن يطرح في الجامعات والدوائر العلمية ويكتب عنه بشكل أوضح ويمزج فكره السياسي مع فكره القرآني لنخرج ونقف على هذه المدرسة.
علماً أن الفقيد رفسنجاني كان من تلامذة العلامة محمد حسين الطباطبائي صاحب "تفسير الميزان" الذي هو رائد في مجالي التفسير الإجتماعي والتاريخي وهو سلك مسلك أستاذه وتوسع أيضاً في هذا الجانب، وساعدته تجربته العملية السياسية الميدانية، واستطاع أن يضفي معانى تاريخية واجتماعية كثيرة على تفسير القرآن الكريم.