الكاشيون هم أقوام في الأصل هندوأوربية سكنوا منطقة لورستان (جنوب همدان) في أيران قبل أن يأتوا الى بابل على شكل هجرات متفرقة ليعملوا في الزراعة قبل ان يتملكوا البسا تين والأراضي والحقول لتزداد قوتهم شيئا فشيئا .....والفترة الكاشية تعد من أشد الفترات غموضا في تأريخ العراق القديم لقلة المصادر المتوفرة عنها رغم كثرة الألواح والرقم الطينية التي عثر عليها ولكنها لم تترجم بعد أذ لاتزيد عن 900 رقيم طيني عن تلك الفترة هي ما متوفر بعد ترجمتها من بين ألاف رقم الطين المخزونة في المتاحف العالميةوأهم ما وجد من رقم الطين كتب عليه ان الملوك الكاشيون (نجحوا في مسك يد الأله مردوخ) وهذه دلالة واضحة على ان حكمهم كان شرعيا في نظر البابليين ولم يعاملوا معاملة الغزاة الأجانب وخصوصا بعدما استعادوا تمثال اله بابل الرئيسي مردوخ وتمثال زوجته صربنتايم على يد الملك اكوم الثاني 1600_1585ق.م. وأعيدت تماثيل الألهة في أحتفال ضخم ألبست فيه تماثيل الالهة ملابس جديدة وزينت معابد بابل لأستقبالهما في يوم رائع بالنسبة للبابليين ونجح بذلك الملوك الكاشيون فعلا بكسب ود ابناء بابل ...
بعد ذلك وأعني بعد وفاة اكوم الثاني بحوالي 80 عام نجح الملك الكشي (اولامبورياش) في حوالي العام 1500ق.م.في دحر الملك أيا كميل ملك سلالة القطر البحري (سلالة بابل الثانية التي تحدثنا عنها في مقال سابق) وأعاد بذلك الى بابل كامل التراب السومري ...ومن بين الملوك الكاشيين كان الملك (كوريكالزو الثاني) 1345_1324ق.م.من اكثر الملوك تحمسا للبناء وهو من أسس مدينة (عكركوف) 35 جنوب غرب بغداد كعاصمة للكاشيين ولكنه ابقى على بابل كعاصمة دينية للدولة لأهمية وضع بابل ولوجود اهم المعابد للألهة الرئيسية للبابليين فيها......
وفي أواخر العهد الكشي بدأت القوة الاشورية بالتعاظم حيث هجم الملك الأشوري توكلتي ننورتا الأول 1244_1208 ق.م. على بابل في زمن الملك الكشي كاشتلياش الرابع ونصب بنفسه ملوكا كشيين تابعين له ولكن وبعد 7 سنوات استعاد البابليون استقلالهم .....ولكنهم تعرضوا لهجوم عيلامي (أيراني) هذه المرة قضى على السلالة الكشية عام 1162ق.م. ونهبت مجددا تماثيل الالهة وبالذات الاله مردوخ وزوجته صربنتايم ولكن هذه المرة الى سوسة عاصمة العيلاميين وقام الملك العيلامي بتنصيب ولده سوترك ناخنتي حاكما على بلاد بابل بالنيابة عنه ومرة اخرى واخيرة يسترد البابليون استقلالهم تحت امرة امير كشي يدعى (انليل نادين أدة) اي انليل واهب الاخوة وبقي لمدة ثلاث سنوات ألا انه لم يصمد أمام هجوم عيلامي اخير دمر البلاد عام 1157ق.م. على يد الملك العيلامي شيلاك انشو شناك وهكذا انتهت السلالة البابلية الثالثةة والى الأبد مع العلم ان عدد السلالات التي حكمت في بابل بلغ 11 سلالة حاكمة