العلوم والتقنية في بلاد الرافدين

الأحد 16 إبريل 2017 - 10:54 بتوقيت غرينتش

علم الفلك

علماء الفلك البابليين كانوا مهتمين جدا بدراسة النجوم والسماء، ومعظمهم يمكنهم التنبؤ مسبقا بانقلاب الشمسي والخسوف. أعتقد الناس ان كل شيء كان له غرض في علم الفلك. معظم تلك متعلقة بالدين والطوالع. علماء الفلك في بلاد ما بين النهرين قد وضعوا جدول زمني مدته 12 شهرا على أساس دورات القمر. قسموا السنة إلى موسمين : الصيف والشتاء. نشأة علم الفلك، وكذلك علم التنجيم يأرخ من هذا الوقت.

خلال القرن الثامن والسابع قبل الميلاد، وضع علماء الفلك البابلي نهجا جديدا لعلم الفلك. بدؤوا يدرسون الفلسفة التتي تتعامل مع الطبيعة المثالية للكون المبكر، وبدؤوا يعملوا على منطق داخلي ضمن الأنظمة الكوكبية التنبؤية لهم. هذه كانت مساهمة مهمة في علم الفلك وفلسفة العلم، وبعض العلماء بالتالي اشاروا إلي هذا النهج الجديد بالثورة العلمية الأولى.[8] هذا النهج الجديد في علم الفلك تم اعتماده وتطويره بشكل ابعد في علم الفلك اليوناني والهلنستي.

في الزمن السلوقي وللبارثي، التقارير فلكية كانت ذات طابع علمي دقيق ؛ غير مؤكد كم سابقا معارفهم وأساليبهم المتقدمة تم تطويرها.التطوير البابلي لأساليب للتنبؤ بحركات الكواكب يعتبر حلقة رئيسية في تاريخ علم الفلك.

الفلكي البابلي الوحيد المعروف أنه دعم النموذج الشمس-مركزي لحركة الكواكب كان سلوقس من سلوقية (190 قبل الميلاد).[9][10][11] سلوقس معروف من كتابات بلوتارخ. هو أيد نظرية مركزية الشمس حيث أن الأرض تدور حول محورها والتي بدورها تدور حول الشمس. وفقا لبلوتارخ، سلوقس أثبت النظام الشمس-مركزي، ولكن ليس من المعروف ما هي الحجج التي استخدمها.

علم الفلك البابلي هو الأساس لمعظم ما تم القيام به في علم الفلك اليوناني والهلنستي، وعلم الفلك الهندي الكلاسيكي، في علم الفلك الساساني، البيزنطية والسوري ،و في علم الفلك الإسلامي في العصور الوسطى ،و في علم الفلك في آسيا الوسطى وأوروبا الغربية.

رياضيات

ا

ستخدم شعب بلاد ما بين النهرين نظام عد عشري ستيني (قاعدته 60). هذا هو المصدر للساعة الحالية المكونة من 60 دقيقه و24 ساعة في اليوم، فضلا عن الدائرة ذات ال 360 درجة. التقويم السومري أيضا يقيس أسابيع من سبعة أيام لكل اسبوع. هذه المعرفة الرياضية كانت تستخدم في صنع الخرائط.

البابليون قد يكونوا عرفوا القواعد العامة لقياس المساحات. هم قاسوا محيط دائرة كثلاث اضعاف القطر والمساحه كواحد على اثني عشر مربع المحيط، والذي من شأنه أن يكون صحيحا إذا قدرت على النحو بي 3. حجم الاسطوانة اتخذ كناتج ضرب القاعدة والطول، ولكن حجم المخروط الناقص أو الهرم المربع اتخاذ بطريقه غير صحيحه بوصفه ناتج ضرب للارتفاع ونصف مجموع القواعد. أيضا، كان هناك اكتشاف أخير الذي فيه لوح يستخدم ط(π أو pi) بقيمة 3 و1/8 (3.125 بدلا من 3.14159 ~). البابليون معروفون أيضا بالميل البابلي، قياس مسافة تساوي حوالي سبعة أميال (11 كم) اليوم. هذا القياس للمسافات في نهاية المطاف تم تحويله إلى ميل-وقني مستخدم لقياس سفر الشمس، وبالتالي، يمثل الوقت.[13]

الطب

أ

قدم النصوص البابلية في الطب تعودإلى فترة بابل القديمة في النصف الأول من الألفية الثانية قبل الميلاد. معظم الكتابات البابلية طبية واسعة النطاق، هو الدليل التشخيصي الذي كتبه الطبيب ايساجيل-كين-ابلي من بورسيبا، [14] خلال عهد الملك البابلي أداد -ابلا-ادينا (1069-1046 قبل الميلاد).[15]

جنبا إلى جنب مع طب مصر القديمة المعاصر، البابليين أدخلوا مفاهيم التشخيص، توقعات طبيه، الفحص البدني، والوصفة الطبية.بالإضافة إلى ذلك، قدم الدليل التشخيصي طرق العلاج والعلاج والمسببات المرضية واستخدام المنهج التجريبي، المنطق والعقلانية في التشخيص، والتوقعات والعلاج. النص يحتوي على قائمة من الأعراض الطبية وغالبا ما تكون هناك ملاحظات تجريبية مفصلة جنبا إلى جنب مع قواعد منطقية مستخدمة في الجمع بين الأعراض الملوحظه على جسم المريض مع التشخيص والتكهن.[16]

الأعراض والأمراض للمريض عولجت من خلال وسائل علاجية مثل الضمادات، الكريماتو الحبوب. إذا كان المريض لا يمكن شفاءه جسديا، الأطباء البابلي غالبا كانوا يعتمدون على طرد الأرواح الشريرة لتطهير المريض من أي لعنة. دليل التشخيص لايساجيل-كين-ابلي كان يستند إلى مجموعة من البديهياتالمنطقية والافتراضات، بما في ذلك الرأي الحديث أن عن طريق الفحص والتفتيش من أعراض المريض، فمن الممكن تحديد مرض المريض، أسبابه ،تطوراته المستقبلية ،و فرص شفاء المريض.[14]

ايساجيل-كين-ابلي اكتشف مجموعة متنوعة من العلل والأمراض، ووصف أعراضها في دليل التشخيص. وتشمل هذه الأعراض لأصناف عديدة من الصرع وعلل ذات الصلة بالإضافة إلى التشخيص والتكهن لهم.[17]

التقنية

شعب بلاد ما بين النهرين اخترع العديد من التقنيات بما في ذلك المعادن والاعمال النحاسيه ،الزجاج وصنع المصابيح ،النسيج، التحكم في الفيضانات، تخزين المياه، والري.

كانوا أيضا من أول شعوب العصر البرونزي في العالم. في وقت مبكر استخدموا النحاس ،البرونز والذهب، ولاحقا استخدموا الحديد. القصور تم تزيينها بمئات الكيلوغرامات من هذه المعادن المكلفة للغاية. كذلك تم استخدام النحاس ،البرونز والحديد للدروع وكذلك لأسلحة مختلفة مثل السيوف ،الخناجر ،الرماح، والصولجانات الحربية.

أقدم نوع من المضخات هو المسمار أرخميدس (الطنبور)، أول من استخدمه هو سنحاريب ملك آشور، لأنظمة المياه في حدائق بابل المعلقة ونينوى في القرن السابع عشر قبل الميلاد، ووصف لاحقا بتفصيل أكبر من قبل أرشميدس في القرن الثالث قبل الميلاد.[18] في وقت لاحق خلال فترات بارثيا أو الإمبراطورية الساسانية ،تم صنع بطارية بغداد، والتي قد تكون أول البطاريات، في بلاد ما بين النهرين.