مكتبة اليعقوبي

الأحد 16 إبريل 2017 - 10:55 بتوقيت غرينتش

في النجف الأشرف

واليعقوبي هذا شيخ الخطباء البحاثة الشيخ محمّد عليّ بن الشيخ يعقوب الحلي، وكان أبوه أبرز خطباء المنابر الحسينية في الحلة، فجمع أكثر مما يستطيع أحد أن يجمع من آثار السلف من نصوص أدبية، وشعر منقول على الألسن، وقد نشأ ابنه الشيخ محمّد عليّ على سجيته، وكانت وظيفته الخطابية بالاضافة إلى ملكاته الأدبية تتطلب مثل هذا الانهماك منه، فتألفت لديه مكتبة من المخطوطات التي يعود الفضل إليه وحده في جمعها، وحين انتقل إلى النجف نقل هذه المكتبة معه، ولم يكن بيته الواقع في أحد الأزقّة الضيقة من حدود محلة الحويش والبراق، ليساعده على صف كتبه فخزنها في صناديف وأكياس إلى جانب ما تيسر له من الرفوف، وعند انتقاله إلى بيته الأخير في شارع آل الأعسم في محلة البراق هيأ لها مكاناً خاصاً، واقتصرت صناديقه على الكراريس، والنصوص الأدبية والشعرية التي حصل عليها في بيوت الاُسر القديمة، وتعتبر مكتبة هذه أثمن مكتبة شعرية لاحتوائها على عدد جداً كبير من الشعر الضائع للشعراء المغمورين وغير المغمورين، وانحصرت عنده دواوين ذات قيمة كبيرة حرص عليها زمناً طويلا حتى تناول حرصه هذا بعض الاُدباء في مقالات نشروها في جريدة (الهاتف) النجفية عن صندوقه، وآخذوه على حرصه، وحملوا عليه طالبين فتح هذه الصناديق واخراج كنوزها إلى عالم الطباعة، وما زال به الاُدباء يضايقونه فيما ينشرون عنه في جريدة (الهاتف) حتى اندفع يخرج من صندوقه هذا بعض التراجم وبعض الشعر الضائع وينشره في الهاتف.تقول النشرة التي أصدرتها جمعية الرابطة الأدبية وأغلب تلك الدواوين المخطوطة التي تضمها مكتبة اليعقوبي كان قد سهر الليالي الطوال في جمعها من مظانها وبذل من الجهد الشيء الكثير في تدقيقها، وتنسيقها، وتبويبها، والتعليق عليها، وترجمة أعلامها، وسرد الحوادث التأريخية المذكورة فيها.وحين بيعت كتب الشيخ محمّد السماوي كان نصيب اليعقوبي من الدواوين المخطوطة كبيراً من الشراء، أما عدد كتبه فلم يتجاوز (3500) كتاب، والمخطوط لا يقل عن (500) وجلّه بين نادر ويتيم ليس له نظير، وأغلب محتويات هذه المكتبة مصادر أدبية، ومجاميع ودواوين شعرية ويعتبر تأسيسها قبيل منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وهي الآن بعد وفاة اليعقوبي تحت حوزة ابنه الشيخ موسى اليعقوبي.ومن أهم ما اشتملت عليه مكتبته من المخطوطات التي تم طبعها بعد تلك الحملة من جريدة الهاتف هي:1 ـ (البابليات) وهي موسوعة أدبية تأريخية تقع في أربعة أجزاء تبحث عن شعراء الحلة واُدبائها منذ أول تمصير الحلة حتى اليوم وقد طبعت سنة 1370 هـ.2 ـ (الجعفريات) وهي مجمونعة شعرية للميرزا جعفر القزويني وقد طبعت سنة 1369 هـ.3 ـ (ديوان الشيخ عبدالحسين شكر) وقد طبع سنة 1374 هـ.4 ـ (ديوان الشيخ عباس الملاّ عليّ) وقد طبع سنة 1374 هـ.5 ـ (ديوان الشيخ يعقوب) وقد طبع سنة 1382 هـ.6 ـ (ديوان الشيخ محمّد حسن أبي المحاسن) وقد طبع سنة 1383 هـ.7 ـ (ديوان الشيخ صالح الكواز) وقد طبع سنة 1384 هـ.8 ـ (ديوان الحاج حسن القيم) الحلي وقد طبع سنة 1385 هـ وكان أكبر الفضل في بعث هذه الدواوين التي لم يمتلكها أحد كاملة غير مكتبة اليعقوبي يعود إلى توفيق الفكيكي الذي آخذه على حرصه في تلك المقالات التي كتبها عن (صندوق اليعقوبي) في جريدة الهاتف.أما الدواوين والمجاميع الشعرية التي لم تزل مخطوطة في مكتبة اليعقوبي فهي كثيرة جداً، ومنها:1 ـ (ديوان الشيخ ميرزا رشيد الهندي).2 ـ (ديوان سبط ابن التعاويذي) وفيه من القصائد اليتيمة على ما روى الراوون شيء غير قليل.3 ـ (ديوان السيد صادق الفحام).4 ـ (ديوان الشيخ عليّ الناصر).