كان الحاج ملاّ عليّ الخليلي مملقاً، وزاهداً في المال، ومتقشفاً غاية التقشف، في ملبسه، ومأكله، وقد ورثت زوجته من أبيها أطياناً، وثروة، فهي ابنة السيد محمّد الرحباوي الذي قامت معركة الزگرت والشمرت بسبب مقتل أخيه السيد محمود، فوضعت كل ثروتها تحت نفوذ زوجها الحاج ملاّ عليّ ولكن زوجها لم تمتد يده اليها لزهده، ونسكه المعروف، غير انه استعان ببعض المال منها في شراء الكتب، وبذلك تألفت مكتبته الكبرى.وقد كانت هذه المكتبة تمتاز على المكتبات الاُخرى في عصرها بما كانت تضم من كتب الرجال، والتراجم، حتى لقد قيل إن كثيراً من كتب الرجال التي ورد ذكرها في بطون التواريخ والتي اعتبرت مفقودة كانت لديه منها نسخة، إذا لم تكن النسخة الأصلية نفسها، ولذلك اعتبرت مؤلفاته في الرجال من أدق، وأصح ما اؤلف في هذا الباب، وقد روى بعض أفراد اُسرة الخليلي ان الكتب التي تخص علم الرجال، أو تراجم أحوالهم وسيرتهم، وعلى الأخص رجال الحديث، والرواية، كانت وحدها تتجاوز ألف كتاب!!! وهناك نحو ألفي كتاب آخر في سائر العلوم كان قد وقف الجميع باستئذان زوجته على طلاب العلم فوزعت بعد وفاته على المدارس الدينية وطلاب العلم.أما مؤلفاته فقد انتقلت إلى ورثته ولم يزل بعضها عند أحفاده ومنها بعض مؤلفاته وحواشيه على الأسفار في بعض المكتبات الخاصة في النجف ومنها أحد مؤلفاته في الرجال وغيره في مكتبة الشيخ عليّ كاشف الغطاء.وكان تأسيس مكتبة الحاج ملاّ عليّ في حدود العشرات الاُولى من القرن الثالث عشر الهجري.