ماذا قال الشيخ ماهر حمود عن الثورة الاسلامية الايرانية؟

الأحد 12 فبراير 2017 - 11:08 بتوقيت غرينتش
ماذا قال الشيخ ماهر حمود عن الثورة الاسلامية الايرانية؟

اعتبر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، فضيلة الشيخ ماهر حمود، ان الثورة الاسلامية كرست نموذجا لنظام اسلامي عصري للدولة الاسلامية تجاوز الانتماء المذهبي .

في هذه الأيام التي يحيي فيها الشعب الإيراني وشعوب العالم ذكرى ثورة أعادت البريق للقيم الإسلامية التي نص عليها الإسلام، وشكلت منطلق لنصرة المستضعفين حيث باتت قبلة أحرار العالم والتواقين لنصرة الحق على الباطل، استصرحت وكالة " تنا " رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، حول اي نموذج كرسته دولة الامام الخميني، واين اصبحت مسيرة انجازاتها، فقال: لقد كرست الثورة الاسلامية نموذجا اسلاميا عصريا لدولة اسلامية، هذا النموذج تجاوز الانتماء المذهبي ليصبح نموذجا اسلاميا قابلا للمحاكاة، واهم ما في هذا النموذج هو انه جمع بين المرجعية الدينية المتمثلة بالقائد الاعلى ومجلس صيانة الدستور وبين الديمقراطية الغربية التي تعتمد على الانتخاب وتحكيم الشعب.

وأضاف أن هذا الجمع بين الامرين، مع تغليب لمرجعية الشريعة الاسلامية مميز جدا، وعلى العلماء والدارسين والنخب الثقافية ان ينتبهوا الى اهميته وتميزه.

وأكد الشيخ حمود ان المميز في هذه الدولة هو تركيزها على الشعارات السياسية الكبرى اكثر من الشعارات الفقهية او المذهبية، بحيث كان الشعار الاول مواجهة الاستكبار العالمي والهيمنة الاميركية على مقدرات الدول والشعوب العربية والاسلامية، كما رفعت شعار "حتمية زوال اسرائيل" وشعار "الوحدة الاسلامية"، ولقد صدقت في هذه الشعارات وثبتت عليها طوال اربعة عقود، فيما رأينا كثيرا من الثورات لم تحافظ على  شعاراتها اكثر من خمسة عشر عاما، وبالتأكيد لم يتم انجاز هذه الشعارات ولن يكون سهلا الوصول الى تحقيقها، ولكن الذي نراه ان هذه الدولة، بمؤسساتها ورجالاتها يسيرون بجدية على هذا الطريق.

ولفت الى أن السبب الرئيسي لثبات ايران على المبادئ التي رفعتها هو هذا التناغم والتواصل بين قيادة واعية قادرة ومميزة وبين شعب صبور دؤوب يؤمن بقيادته وبقدراته ويسعى الى القمة ولا يخاف الصعاب، مضيفا وقد ساهم في ذلك وجود ثروة نفطية واقتصادية تساعد على استقلالية معقولة جعلت الحصار الغربي يحقق عكس الاهداف التي قصدها.

ورأى الشيخ حمود ان التجارب العسكرية والامنية انتجت طبقة من العسكريين والامنيين واعين للمخاطر الكبرى ولا يترددون في تنفيذ ما يرونه مناسبا للحفاظ على الشعب ومكتسباته، معتبرا أنه مما لا شك ان وجود ايران في فلسطين ولبنان بشكل مباشراوغيرمباشر كان سببا في زيادة ثقة الشعب بقيادته وبالتزامها الشعارات الكبرى.

وأشار الى أن ايران تقف اليوم في وجه العالم الغربي كله تقريبا والعالم العربي ايضا، وحتى بعض الدول العالم الثالث، لأنها تحرض الشعوب والحكومات على التمرد على الطغيان الاميركي وأكثر هذه الحكومات والملوك هم صنيعة الاميركي هذا ما يجعل العائق الرئيسي لاكثر الدول العربية التي لا تملك قرارها أن تحذو حذو ايران ، لافتا الى أن بعض الملوك والأمراء او اكثرهم وبعض الحكومات او اكثرها يأتي بهم الاميركي والبريطاني ويذهب بهم ويقرر لهم ما يريدون، فكيف يختارون لأنفسهم وشعوبهم مثل الخيار الإيراني؟ الذي يقلق العرب ويقلق اميركا وإسرائيل؟. 

وقال الشيخ حمود: ان العقيدة الاسلامية وثقافة ولاية الفقيه تلعب دورا هاما في توحيد الشعب الايراني والاستفادة من كافة طاقاته وامكانياته، ومنها الصبر وتحمل شظف العيش، والا لانتفض الشعب في وجه القيادة خلال سنوات الحصار وطالب ببعض الحقوق التي حرم منها بسبب الحصار، ولكنه فضل الصبر وتحمل المعاناة على اي شيء اخر ايمانا بالآخرة وبما وعد الله به المؤمنين. 

وردا على سؤال، برأيك اين نجحت الثورة في ايران واين اخفقت، قال نجحت ايران في الحفاظ على استقلالها ووحدة اراضيها وشعبها رغم تنوع القوميات وبعد المسافات بين مناطقها الداخلية، ونجحت في رفع معنويات الشعب الايراني وبعض الشعوب الاسلامية والعربية حيث اصبحت فكرة زوال اسرائيل تدغدغ الآمال وتحرك العواطف،  بعد ان كادت ستصبح قضية فلسطين منسية متروكة الا بالاستسلام والخضوع للمشروع الاميركي – الصهيوني ، مضيفا ونجحت في ميدان  الاقتصاد والتصنيع والحصول على حقها في النووي السلمي وفي كثير من الميادين المشابهة، ولكنها لم تفلح على صعيد تثوير العالم الاسلامي او (تصدير) الثورة بالشكل المطلوب.

وتابع ان السبب طبعا المؤامرة المذهبية التي تحاصر ايران وتتهمها بانها مشروع فارسي مجوسي صفوي، وهذا لا يعني عدم مسؤولية ايران عن بعض الامور في هذا الاتجاه، ولكن يصعب علينا تحديد مسؤولية ايران وتقصيرها في شعار الوحدة الاسلامية طالما ان المؤامرة لم تنكشف كلها ولا يستطيع احد تخيل العالم الاسلامي وموقفه من ايران فيما لو تركت الشعوب والجهات الفاعلة تأخذ قرارها بنفسها وان تشكل موقفها المبني على التجربة والقناعات بعيدا عن الكم الهائل من الاعلام الموجه والاكاذيب التي تحاصر بها ايران.

وحول اين كانت فلسطين اليوم والقدس لو لم يكن في ايران ثورة اسلامية، قال الشيخ حمود يصعب علينا ان نتخيل الوضع في فلسطين دون الدعم الايراني الصادق والسخي والمستمر، ونحن اذ نحيي الشعب الفلسطيني على بطولاته وصموده وصبره، حيث استحق ان يسمى شعب الجبارين بجدارة، ولكن هذه البطولة وهذا الصمود المميز يحتاج الى سلاح والى ذخيرة والى تدريب والى الكثير من مستلزمات الصمود، وهذا لم يوفره في السنوات الاخيرة بل ومنذ امد بعيد الا الايرانيون والجهات المرتبطة بهم، وعلى هذا الاساس نقول ان الله سخر ايران وقيادتها الحكيمة وشعبها الصابر ليشكلوا البديل عن الحكومات والجهات التي كانت تدعم مقاومة الشعب الفلسطيني قبل ان ينكفيء الجميع تقريبا الى مشاريع الاستسلام الذليلة.

المصدر: وكالة انباء التقريب