يكفيكم فقط أن تكونوا من عشاق المغامرة و الرحلات المفعمة بالإثارة أو من الراغبين في إكتشاف العجائب التي ترقد في أحضان الطبيعة بأرجاء العالم حتى ندعوكم بكل سرور و حفاوة لزيارة كهوف ايران؛ زيارة تتحول دون شك الى واحدة من أحلى و أروع الرحلات طيلة الحياة و تسجل لكم اوقات تتبدل الى ذكرى لا تنسى. أينما كانت وجهة السفر في الشمال أو الجنوب أو الغرب أم الشرق تأخذ ايران في أحضانها العديد من الروائع الطبيعية التي تثير عندكم الدهشة و تجعلكم معترفين بعظمة خالقها العظيم الذي جعل العالم و لاسيما ايران لوحة ساحرة فنية و نقش فيها مظاهر عظمته من الصحاري و السهول الشاسعة الى الجبال العالية و البحار الجميلة و الغابات المخضرة و ايضا الكهوف الغامضة و المهيبة و ذلك بفضل موقعها الجغرافي و كونها هضبة واسعة محاطة بسلاسل الجبال الشامخة و المرتفعات العالية التي توجد فيها كهوف فريدة في نوعها و متميزة بين مثيلاتها العالمية و الملفتة لأنظار السياح من عشاق الطبيعة و من هواة الحضارة الايرانية بما أنّ أغلبية المغارات تعود تاريخها الى أكثر من آلاف قرون ماضية و تحكي للسائح عمّا قضي فيها من الحياة في القرون المتمادية حينما كانت أول ملاذ للانسان في ظروف و اهداف مختلفة ؛ نترككم الآن مع عدد من أغرب و أجمل مغارات ايرانية حيث تصبح أسفاركم أكثر جمالا بزيارتها:
مغارة عليصدر:من أروع مغارات العالم المائية
تعتبر مغارة عليصدر واحدة من أبهى الصور و أغرب النماذج لقدرة الله تعالى حيث تدعوكم سحرا لعيونكم الى غرب ايران و قلب جبال زاكرس الشامخة و في مدينة كبودرآهنك أي على بعد مسافة تقل عن 70 كيلومتر عن مدينة همدان السياحية الشهيرة، تطلق عليها عليصدر لأنّها تقع بالقرب من قرية لطيفة تدعى بنفس الإسم. كهف عليصدر بصفته اكبر و اجمل كهوف العالم المائية يعود تاريخه الى 70 ميليون عام ماض متميزا بميزات تحوّله الى إحدى مغارات العالم الأكثر تفردا منها الطقس البارد النقي للغاية سواء أتيتم لزيارتها صيفا أو شتاءا دون أن تجدوا فيها أي نوع من الغازات السامة التي تجعل الانسان يشعر بضيق التنفس و ذلك لأنّ الهواء فيه يتمتع بعملية تبادل جيد للغاية.
تسحر عيونكم هنا ما تشاهدون من الأسقف المرتفعة التي تغطيها أجمل أنواع الأحجار الكريستالية و الكتل الثلجية المعلقة أو الجدران المزخرفة بأروع أنواع الإستالاكميت و الإستالاجميت ذات ألوان زاهية من الحمراء و الخضراء و البنية و الارجوانية مثلما تلفت أنظاركم تصاميمها المتنوعة الخلابة التي تذكّركم بأشكال رائعة للحيوانات و الطيور أو بحالات جذابة للانسان. تضفي دهشتكم مياه صافية يمكنكم مشاهدة الاحجار المرمرية المتوفرة في أعماقها عبر عيونكم المجردة. إلتقطوا مناظر فريدة و مثيرة للإعجاب مع ركوب القوارب و تجول في بحيراتها الضخمة و أنفاقها الرائعة التي ليس هناك من يعرف الى أين تنتهي.
مغارة كرفتو؛ عرض جميل للتكيف بين الطبيعة و الانسان
مغارة كرفتو تعد حقّا أكبر مغارة ايرانية اثرية و من مغارات ايران الصخرية الفريدة في نوعها كما يمكننا أن نعتبره مثالا باهرا للهندسة المعمارية في شمال غرب ايران حيث تقع شامخة و ملفتة للأنظار في قلب الصخور المرتفعة الواقعة على بعد أقل من 70 كم عن مدينة ديواندره الجميلة كما لا تبتعد إلّا نفس المسافة عن مدينة سنندج مركز محافظة كردستان.
كهف كرفتو ذو أربعة طوابق بصفته أحد كهوف ايران الجيرية يعود تاريخ تكوينها في أحضان الطبيعة الى الفترة الجيولوجية الثالثة حيث تعرّض للتغييرات و أضيفت اليه أجواء أخرى على يد الايرانيون القدماء على أساس الأسلوب المعماري الرائع منها الغرف المتداخلة و الأنفاق و الممرات و فتحات الإنارة على السقوف و صور منقوشة على الجدران على الاخص في الطابق الثالث، و هذه تجعلها من أكبر كهوف ايران المحفورة يدويا. الشئ الذي يجعل أفواج السياح يجتذبون الي المغارة ليس فقط جمالها الطبيعي بل يعود ايضا الى كونها ملجأ للانسان لاقامته أو لعقد الطقوس الدينية و لأهداف أخرى مثل الدفاع منذ فترات قبل التاريخ و فترات تاريخية من الاشكانية و الساسانية و الفترة الاسلامية.
مغارة قوري قلعه: أكبر مغارة ايرانية في أسيا
مغارة قوري قلعه جنة خلابة لمحبي الروائع الطبيعية في أي فصل كان حيث تخلق لكم أوقات مفعمة بالإثارة و النشاط في منطق اورامانات أي قلب طبيعة مدينة كرمانشاه الأخاذة بالقرب من مدينة روانسر في غرب ايران بحيث أدرجت في قائمة آثار ايران الطبيعية الوطنية السبعة و يعود تاريخها الى 65 مليون سنة. تتميز مغارة قوري قلعه بإحتضان الأحواض ذات مياه باردة لا تتغير درجة برودتها طوال أيام السنة فضلا عن وجود القاعات العديدة التي تطلق عليها ايضا أسماء رائعة على اساس ما توجد فيها من الأشكال و الزخارف الساحرة مثلما تلفت أنظاركم جدرانها المزينة بأجمل انواع الإستالاجميت و الإستالاكميت.
من القاعات الجذابة المتوفرة في كهف قوري قلعه هي قاعة سنام الجمل التي توجد فيها أشكال تذكركم ببعض الحيوانات و بعض الشخصيات البارزة و بعض الأماكن الهامة في العالم أو قاعة بلور التي تعتبر من أروع أقسام الكهف حيث يوجد فيها حوض جميل للغاية بالإضافة الى سقفها المزخرف بالمظلات المقلوبة و القناديل الساحرة التي تنتشر منها أصوات جذابة أو قاعة عروس مع الأرضية و الأعمدة المزخرفة بالأحجار الكريستالية الساطعة المتوفرة فيها بحيث عندما تتمشّون عليها تستطيعون مشاهدة آثار أقدامكم. و أمّا الأشياء و الأواني الاثرية التي تم إكتشافها في هذه المغارة تزيد من روعتها و تحكي عن تارخها القديم العهئد العهد الساسانيين. تعالوا للتمتع بهواء جبلي نقي و مناظر طبيعية منعشة و جاذبيات تعطيكم المغارة.
مغارة كتله خور: متحف ساحر للجبص و المرآة
كتله خور تتكون من "كَتَله" بمعنى الجبل أو التل المرتفع و "خور" التي تأتي من "خورشيد" بمعنى الشمس. إذن تعني جبل تسطع من خلفها الشمس. بصفتها أحد أجمل مغارات العالم حيث تقع لافتة لأنظار السياح من أرجاء العالم في مدينة خدابنده على بعد حوالي 140 كم عن مدينة زنجان بمحافظة زنجان في شمال غرب ايران و يرجع تاريخها الى عهد الجيولوجي الثالث أي أكثر من 30 مليون سنة.
الهواء البارد يكون أول شئ يرحب بكم في كهف كتله خور و يداعب خدودكم و يزيل عنكم التعب و بعد ذلك جمال أنحاءه يضفي لكم النشاط مندهشين بما يرسم أمامكم الخالق القدير بقلم قدرته و يعجز قلم الانسان عن وصفه. المدخل الجميل و الممرات و المعابر و الجدران و السقوف التي تمت زخرفتها بنماذج أخاذة من إستالاكميت و إستالاجميت ذات ألوان خلابة فضلا عن أعمدة كلسية تجعلكم تتخيلون بأنّه هناك فنّان ماهر قام بتشييدها هنا أو المقرنصات الجيرية و الأجحار الساطعة المتكونة من البلور و القناديل الساطعة المتدلاة من السقف و ايضا الإضاءات الباهرة الرائعة الجمال؛ هذه تعتبر قليلا من الجاذبيات التی تسحر عیونکم في مغارة كتله خور حيث تحتظي بالمكانة الأولى بين الكهوف الجيرية في العالم من حيث الطوايق و من حيث جودة البلورات و تنوع القناديل و جمالها. زوروا متمتعين بالمرافق السياحية الجيدة المتوفرة بجوارها.
مغارة نمكدان: أطول مغارة ملحية في العالم
على بعد 90 كيلومتر عن جزيرة قشم و على طول الشاطئ الجنوبي يدعوكم أحد معالم ايران الشعبية لإلتقاط اوقات تملأها الإثارة؛ مغارة نمكدان بصفتها الأطول بين مثيلاتها عالميا بحيث يصل طوله الى أكثر من 6400 متر. إستمتعوا بالتمشّي من الطريق الشاطئي متمتعين من رائحة البحر و نسيمه البارد لمسافة حوالي كيلومترين حتى تلمح لكم قبة يبلغ ارتفاعه الى 237 متر عن مستوى البحر و هي تأخذ في أحضانها أحد أجمل و أروع كهوف ايران و أكثرها إثارة لإهتمام السياح أي كهف نمكدان الملحي؛ فور الوصول الى مدخل الكهف تسحر عينكم القناديل الرخامية و البلورية التي تزين السقف بالإضافة الى المياه الملحيةى التي تتدفق على أرضية الكهف و تبدو على شكل بحيرة ذات ماظر جميلة و هي تجري على مدار ايام السنة.
تعالوا و تمتّعوا بزيارة مغارة نمكدان (المملحة) في جنوب ايران و على شواطئ الخليج الفارسي المرجانية المدهشة في جزيرة قشم يا هواة إكتشاف المعالم الطبيعية و الجيولوجية الفريدة في نوعها حيث تكون مثالية لكم ايضا إن تكونوا من اللذين يعانون من مرض الربو و ضيق التنفس لأنّ البقاء فيها يساعدكم في التخلص من أتعاب هذا المرض بالإضافة الى أملاحها التي تكون من أفضل الأملاح جودة لمختلف الأهداف الطبية لا سيما لممارسي الرياضة.
د
مغارة سهولان: ثاني أروع مغارات ايران المائية
من عجائب الخلق وسط طبيعة خلابة؛ مغارة سهولان حيث تجذب أفواج السياح الى شمال غرب ايران أي محافظة اذربيجان الغربية و على بعد حوال 40 كيلومتر عن مدين مهاباد متميزة بتاريخ عريق يعود الى 70 مليون سنة. درجة الحرارة دخل المغارة تتراوح. درجة الحرارة داخل المغارة تتراوح بين 10 الى 13 درجة بحيث ينتابكم الشعور بالنشاط و الحيوية حينما يصطدم نسيم الهواء بخدودكم و يداعبها؛ مظهر من مظاهر الخلق على سفوح جبال كوتر حيث تحتضن مناظر طبية تسلب عنكم الألباب و تحل محلّها الإثارة و البهجة بينما لا تستطيعون النطق إلّا ب"سبحانه و تعالى"؛ الأسقف المرتفعة المزينة بأنواع ساحرة من الاستالاجميت و الاستالاكميت و قناديل ذات أشكال رائعة و بحيرات تجري فيها المياه الصافية تركبون القوارب و تتجولون عليها مستمتعين بجمالها حيث أصبحت ملاذا آمنا للخفافيش النائمة في الهدوء و الحمامات البرية التي بنيت لبيضها عشّا و تحافظ عليها بجواركم.
الجبال الشاهقة المحاطة بمزارع القمح التي ترقص فيها سنابل مع نسيم الريح و الوديان المخضرة و هواء معتدل هي التي تدعوكم لتزوروا في أحضانها كهف سهولان أحد أجمل جهوف ايران المائية.
مغارة جما الثلجية:شتاء بارد وسط صيف حار
في محافظة جهارمحال و بختياري بصفتها واحدة من أجمل المناطق الجبلية وسط هضبة ايران المركزية ذات طقس لطيف و طبيعة عذراء و بالقرب من مدينة جلكرد توجد مغارة طبيعية تدعى مغارة جما الثلجية و تعدّ من أروع مغارات ايران التي تجتذب بها العديد من السياح من عشاق المعالم الطبيعية الفريدة في نوعها أو من الباحثين عن رحلات الإصطياف الممتعة و الإجازات المنعشة في أحضان طبيعة بكر.
حينما تنزعجون بحرارة الصيف تدعوكم مغارة جما الثلجية الى حضنها حيث تحتضن كميات هائلة من الثلوج ذات مناظر أخاذة و هواء لطيف بحيث ينتابكم الشعور بالبرد و تتخيلون أنفسكم وسط الشتاء فضلا عن كونها اكبر مصدر للمياه العذبة في ايران والتي تتدفق منها نبع ينتهي الى سد كوهرنك.
هذه و لم تزل هناك العديد من المغارات و الكهوف الطبيعية التي يعتبر كلٌّ منها لوحة فنية فائقة الجمال تحافظ عليها ايران في أحضانها و أرجاءها المختلفة منها مغارة جال نخجير الواقعة وسط ايران في محافظة مركزي حيث يعتبر إحدى أقدم المغارات في العالم و تقدم للسائح مناظر ساحرة من الصخور و الأحجار الكريستالية العائدة تاريخها الى ملايين آلاف سنة أو مغارة بروا بمعنى (مليئا بالمياه) حيث تكون من أعمق كهوف العالم و يمكنكم زيارتها بالقرب من مدينة كرمانشاه بين جبل بيستون و جبل طاق بستان أو مغارة الخفافيش بصفتها الوحيدة من نوعها في ايران حيث تعرض لكم متحفا طبيعيا مثيرا للإهتمام و ...نأمل أن نتمكّن يوماًما من تقديمها اليكم.