وكان 37 عضواً اجتمعوا تحت مظلة الفيفا يوم الثلاثاء الماضي في مدينة زيوريخ السويسرية، لمناقشة عدد من الأمور، بينها قضية أندية المستوطنات الإسرائيلية، التي كانت بندا ضمن النقاط المتأخرة في جدول أعمال الاجتماع، والذي حضره الشيخ سلمان بصفته نائب رئيس الفيفا أيضاً، فضلاً عن أنه رئيس الاتحاد الآسيوي، الذي ينضوي تحته الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.
وكان متوقعاً أن يدفع الشيخ البحريني في اتجاه دعم المطلب الفلسطيني، باعتبار أندية المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية، وربما الطلب من الفيفا بمعاقبة الاتحاد الإسرائيلي، لكن على النقيض ترك الشيخ سلمان الاجتماع مبكراً، قبل طرح هذه القضية السياسية الحساسة، ليحرم الفلسطينيين من فرصة ذهبية لجني قرار لمصلحتهم من الفيفا.
وفي ظل غياب الشيخ سلمان عما تبقى من بنود الاجتماع، وخصوصاً غياب دفعه ودعمه لهذه القضية الحساسة، قرر الفيفا تأجيل النظر فيها مجدداً، حتى أن رئيس الفيفا جاني انفانتينو علق على هذه النقطة قائلا: «الفيفا سيحصل على تقرير يتعلق بهذه الأزمة في غضون شهر واحد، وبعدها سنصدر قرارنا»، من دون أن يشير إذا كان القرار سيصب لمصلحة أندية المستوطنات أو ضدها، علماً أن البحرين ستسضيف اجتماع «كونغرس» الفيفا المقبل بعد 4 شهور، وتحديداً في 11 مايو/ أيار، بحضور جميع أعضاء الفيفا الـ209، ومن بينهم الاتحاد الإسرائيلي، رغم بعض المعارضات في البحرين، خصوصاً بعد اعتذار ماليزيا عن عدم استضافة الاجتماع بسبب حساسية موقفها من منح تأشيرات دخول إلى أعضاء الوفد الإسرائيلي إلى بلدها.
وفي حال موافقة الفيفا على اعتبار أندية المستوطنات جزءاً من الدوري الإسرائيلي لكرة القدم، فإنها تستمر في منافاة قيمها ومبادئها، وعلى رأسها «أن الاتحاد العضو في الفيفا لا يحق له لعب مباريات فوق أراضي عضو آخر بدون موافقة الأخير على هذا الأمر».والفيفا مستمر أيضاً في الاستهزاء بمبادئه في احترام حقوق الإنسان، كما أنه يهمل إجماع مجلس الأمن على قرار 2334، باعتبار المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية، قبل أقل من شهر.
الفيفا لم يدخر فرصة في تأجيل التصويت على هذه القضية، حيث سبق له التأجيل في مايو/أيار 2015، ومايو/أيار 2016، وأكتوبر/ تشرين الأول 2016، والآن في يناير/ كانون الثاني 2017، ليجد رئيس الفيفا انفانتينو نفسه في موقف مريح لتفادي التصويت، بمساعدة الشيخ البحريني سلمان بن خليفة.
المصدر: القدس العربي