الأسرة المسلمة بين الصلابة التاريخية والغزو الثقافي الغربي | الوجه الآخر

السبت 27 ديسمبر 2025 - 06:06 بتوقيت غرينتش

ناقش كبير الأئمة في وزارة الأوقاف المصرية سابقا الشيخ الدكتور منصور مندور إشكالية تراجع مناعة الأسرة المسلمة في العصر الحديث، متسائلا عن أسباب صمودها تاريخيًا أمام التحديات، مقابل هشاشتها الحالية أمام الغزو الثقافي الغربي، وذلك في سياق تحليل ديني-اجتماعي يربط بين الالتزام بالضوابط الإسلامية وقدرة الأسرة على الصمود.

خاص الكوثر - الوجه الآخر

يرى الدكتور منصور مندور أن الأسرة في المفهوم الإسلامي تختلف جذريًا عن التصورات الغربية، إذ تقوم على ضوابط ثابتة وقواعد راسخة مستمدة من الشريعة، ما جعلها عبر التاريخ بناءً قويًا ومتينًا يصعب اختراقه. مشيرا إلى أن مصطلح «الأسرة» في الإسلام يرتبط بمعنى الحصن والاحتواء، حيث يشكّل الرجل والمرأة نواة متماسكة ضمن إطار قيمي واضح.

واكد أن هذا البناء المتين هو ما منح الأسرة المسلمة مناعة تاريخية، حالت دون تفككها رغم التحولات الاجتماعية المتعاقبة. غير أن الابتعاد التدريجي عن هذه الضوابط، وفق المتحدث، أدى إلى إضعاف البنية الأسرية وجعلها أكثر عرضة للاختراق.

إقرأ أيضاً:

ويحذر كبير الأئمة في وزارة الأوقاف المصرية سابقا من أن الغرب يدرك جيدًا قوة الأسرة المسلمة حين تلتزم بقيمها، ولذلك يسعى إلى تفكيكها عبر أدوات حديثة، أبرزها الإعلام والشاشات الرقمية، التي باتت تدخل إلى عمق الحياة الخاصة وتؤثر في القيم والسلوكيات، خاصة لدى الجيل الصاعد.

ويخلص الدكتور منصور مندور إلى أن صلابة الأسرة أو هشاشتها ترتبط مباشرة بمدى التزامها بالتعليمات والقيم الإسلامية؛ فكلما حافظت على هذه القواعد بقيت قوية ومحصنة، وكلما ابتعدت عنها أصبحت ضعيفة، مخترقة، وفاقدة لدورها في بناء المجتمع.