نتنياهو وتأبيد الحرب للهروب من السقوط السياسي | قضية ساخنة

السبت 27 ديسمبر 2025 - 05:32 بتوقيت غرينتش

يرى الكاتب والمحلل السياسي حسن شقير أن بنيامين نتنياهو يقود ائتلافًا يمينيًا متطرفًا في كيان الاحتلال، يقوم على خطاب الحرب الدائمة والتوسع، ويقدّم نفسه باعتباره في «مهمة إلهية» تهدف إلى حماية ما يسميه أمن "إسرائيل"، في سياق سياسي وأمني معقّد تفجّر عقب أحداث 7 أكتوبر، ويهدف أساسًا إلى ضمان بقائه في الحكم.

خاص الكوثر - قضية ساخنة

وقال شقير أن بنيامين نتنياهو يعتمد في استمراره السياسي على تحالف يميني متطرف يتبنّى فكرة الحرب المستمرة وتحقيق ما يُعرف بـ«إسرائيل الكبرى». هذا الخطاب، وفق المحلل لم يعد مجرد أداة تعبئة، بل أصبح شرطًا لبقائه في السلطة، في ظل تحميله مسؤولية مباشرة عن الإخفاق الأمني الكبير الذي مثّلته أحداث 7 أكتوبر، والتي كادت أن تؤدي إلى انهيار واسع داخل الكيان لولا الدعم الأميركي.

وأضاف: منذ تلك اللحظة، برز توجّه واضح لدى الحكومة الصهيونية نحو توسيع دائرة الصراع في المنطقة، ليس فقط لأهداف عسكرية، بل لـ«غسل عار» ذلك الإخفاق وتحقيق ما يمكن تسويقه كنصر استراتيجي. ويُلاحظ أن نتنياهو لا يسعى إلى إنهاء الحروب، بل إلى إدارتها بوتيرة متفاوتة، بما يضمن بقاء حالة التهديد الأمني قائمة.

إقرأ أيضاً:

وتابع المحلل السياسي أن هذا الواقع يُستخدم داخليًا لدفع المستوطنين إلى الالتفاف حول الحكومة، عبر الإيحاء بأن الأمن لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال استمرار هذا الائتلاف اليميني. وفي الوقت نفسه، يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة داخل الكيان، مع مطالبات بتشكيل لجنة تحقيق رسمية ومحايدة، وهو ما يحاول تفاديه عبر السعي لتشكيل لجان تخضع لتأثيره المباشر.

واختتم حسن شقير حديثه: تتقاطع هذه المعطيات مع ملفات قضائية وسياسية مفتوحة تنتظر نتنياهو، ما يفسّر تمسّكه بالسلطة وسعيه الدائم إلى تأجيل أي استحقاق قد يقوده إلى الإدانة. وفي هذا السياق، تُفهم محاولاته لإبقاء المجتمع الإسرائيلي في حالة خوف أمني دائم، خصوصًا مع اقتراب أي انتخابات محتملة، بهدف حشد الأصوات وضمان استمرار هيمنة التيار اليميني المتطرف داخل فلسطين المحتلة.