خاص الكوثر_قضية ساخنة
وأوضح قمح أنّ لبنان يعاني تاريخيًا من فرض مهل وتواريخ خارجية عليه، معتبرًا أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يحمل خطة واضحة يسعى لعرضها على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تهدف إلى الحصول على ضوء أخضر لتصعيد عسكري داخل لبنان، مرجّحًا أن يكون هذا التصعيد عبر تكثيف الغارات الجوية وليس الذهاب إلى حرب شاملة على الدولة اللبنانية.
وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية، رغم دعمها لمسار نزع سلاح المقاومة جنوب الليطاني، لا تبدو مستعدة لمنح الكيان الصهوني تفويضًا لشن حملة عسكرية واسعة تستهدف الدولة اللبنانية، بل تركّز حاليًا على المسار التفاوضي، وتدعم ما يُعرف بآلية التفاوض، مطالبة الجانب اللبناني بتعزيز حضوره داخل هذا الإطار.
اقرأ ايضا:
واعتبر قمح أنّ ما يجري على الأرض هو شكل من أشكال “التفاوض بالنار”، حيث تتوسّع الغارات وتتكثّف، مع إدخال ساحات جديدة، بهدف فرض شروط تفاوضية قاسية على لبنان، مستفيدًا من ضعف الدولة اللبنانية والتنازلات السياسية التي تُقدَّم في الداخل.
ولفت إلى أنّ الخطاب السياسي اللبناني في المرحلة الأخيرة يتّسم بالتنازل، مشيرًا إلى تصريحات رسمية تتحدث صراحة عن اتخاذ قرار بنزع سلاح حزب الله، سواء شمال الليطاني أو جنوبه، معتبرًا أنّ هذا الخطاب يشكّل “تقديمات مجانية” للعدو الإسرائيلي، في محاولة لتجنّب الحرب أو تخفيف حدّة التصعيد.
وختم الصحفي عبد الله قمح بالتأكيد على أنّ الهدف الأميركي، برأيه، لا يتمثل في إلغاء وجود حزب الله، إذ تدرك واشنطن أنّ الحزب يشكّل مكوّنًا سياسيًا واجتماعيًا قائمًا في لبنان، بل يتمثل في إضعافه ودفعه إلى تنازلات، بالتوازي مع الضغط على الدولة اللبنانية، في إطار إدارة الصراع لا حسمه، ضمن الواقع اللبناني القائم على التوازنات والطابع الطائفي.