شخصية السيدة أم البنين تجلٍّ للولاء والتربية الإيمانية التي أنجبت أبطال كربلاء | ثامن الحجج

الخميس 4 ديسمبر 2025 - 08:23 بتوقيت غرينتش

أشاد الباحث الإسلامي الشيخ علاء الشيخ بالمكانة التربوية والروحية الرفيعة للسيدة أم البنين عليها السلام، مؤكداً أن دراسة سيرتها تتجلّى من خلال قراءة شخصية أبنائها الذين قدّموا أروع صور التضحية والولاء في معركة كربلاء.

خاص الكوثر _ ثامن الحجج

وأوضح الشيخ علاء الشيخ أن أمير المؤمنين عليه السلام حين تحدّث عن السيدة أم البنين إنما قدّم لها تعريفاً “عهديّاً” يرتبط بأبنائها الأربعة: العباس وعبد الله وجعفر وعثمان، الذين وقفوا مدافعين عن الإسلام والحق وعن الإمام الحسين عليه السلام يوم الطف، وهو ما يعكس عظمة تربيتها ومكانتها الإيمانية.
وأشار إلى أن التاريخ قد أغفل الكثير من تفاصيل حياتها، إلا أن شخصيات أبنائها تكشف بوضوح مستوى التربية التي غرستها في نفوسهم من النبالة والشجاعة والشهامة، وهي صفات تجلّت بشكل واضح في بطولاتهم بكربلاء.
وتحدث الشيخ علاء الشيخ عن البعد الإنساني والأخلاقي لدى السيدة أم البنين، مبيناً أنها كانت تتعامل بحنان بالغ مع السيدة زينب عليها السلام وأولاد السيدة الزهراء عليهم السلام، وتسعى لحماية مشاعرهم من أي أذى، بل كانت تربي أبناءها على أنهم “خَدَمٌ لأبناء الزهراء”، وأن يقدموا أنفسهم دونهم، وهذا ما ظهر جلياً في وقفتهم يوم عاشوراء.
كما شدّد على أهمية الألفاظ والتعابير التي استخدمها أهل البيت في التعامل مع بعضهم، مستشهداً بمخاطبة العباس عليه السلام لأخيه الحسين بعبارات “سيدي ومولاي”، حتى في لحظات الشهادة، وهو ما يعكس عمق الأدب والاحترام الذي تربت عليه هذه الأسرة الطاهرة.
وختم الشيخ علاء الشيخ بالقول إن السيدة أم البنين تمثل نموذجاً للولاء والعطاء والإيمان الخالص، إذ تخَلَّت عن كل ما تملك في سبيل الدين ورضا الله، وكانت مثالاً يحتذى في التضحية والمعرفة والارتباط الوثيق بالعترة الطاهرة.