في مؤتمره الصحفي الاسبوعي؛

بقائي :محتوى القرار المعادي لإيران الصادر عن مجلس المحافظين يُعد وصمة عارٍ على جبين مَن صاغه ودعمه

الأحد 23 نوفمبر 2025 - 09:50 بتوقيت غرينتش
بقائي :محتوى القرار المعادي لإيران الصادر عن مجلس المحافظين يُعد وصمة عارٍ على جبين مَن صاغه ودعمه

صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية،ان محتوى القرار المعادي لإيران الذي أصدره مجلس المحافظين يُعد وصمة عارٍ على جبين من أعدّه ودعمه،لانه لا يتعارض فقط مع لوائح مجلس الأمن الدولي والإجراءات السابقة للوكالة الدولية للطاقة النووية، بل إنه حتى لم يتضمن أدنى إشارة الى جوهر المشكلة واصل نشأتها؛الا وهي جريمة الكيان الصهيوني وامريكا في مهاجمة المنشآت النووية السلمية الإيرانية.

الكوثر_ايران

واستهل المتحدث باسم وزارة الخارجية، اسماعيل بقائي، مؤتمره الصحفي لهذا الاسبوع، بتقديم التعازي بمناسبة ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (ع)، وإحياء ذكرى أسبوع التعبئة وذكرى جميع شهداء إيران .مستعرضا مواقف وقرارات وزارة الخارجية الايرانية بشأن آخر التطورات الإقليمية والدولية .

وبالاشارة الى انتهاك وقف إطلاق النار مرارا وتكرارا في غزة خلال الـ45 يوما الماضية، قال بقائي: نحن في واقع الأمر نشهد استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتحمل الدول الضامنة مسؤولية كبيرة جدا، ومن الواضح أنها فشلت في إجبار الكيان الصهيوني على وقف جرائمه. 

وتابع : يواصل هذا الكيان ارتكاب جرائمه بشعورٍ من الإفلات من العقاب. وتُظهر التقارير المنشورة حول استخدام هذا الكيان للأسلحة المحظورة، وبخاصة القنابل العنقودية في جنوب لبنان، أنه لا يعرف أي حدود أو ضوابط. كما أن الأخبار المتعلقة بسرقة أعضاء جثث الأسرى الفلسطينيين تكشف أبعادا جديدة من جرائمه الوحشية.

اقرأ ايضا:

رسالة شكر من رئيس الجمهورية الى ولي العهد السعودي على الخدمات المقدمة خلال موسم الحج 

وردا على سؤال حول تفاصيل رسالة رئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية الى ولي العهد السعودي، قال بقائي: "سبق أن أعلنا موقفنا في هذا الشأن أكثر من مرة؛ فقد بيّنتُ سابقا التفاصيل كما فعل سفيرنا في الرياض. هذه الرسالة كانت ببساطة رسالة عادية جدا، تم تبادلها في إطار العلاقات القائمة بين إيران والسعودية فيما يخص تنظيم مراسم الحج."

واوضح انها تتضمن رسالة شكر من الجمهورية الإسلامية الإيرانية للسعودية على الخدمات التي قدّمتها خلال موسم الحج الماضي، كما تتضمّن إعلان استعداد إيران وأملها في استمرار هذا التعاون من أجل تنظيم موسم الحج هذا العام بشكل ناجح وعلى اكمل وجه.

وأضاف: "تجدر الإشارة الى أن موسم الحج الماضي كان مختلفا نوعا ما عن الأعوام السابقة، نظرا لتزامنه مع مواجهتنا للاعتداءات العسكرية الصهيونية، مما تسبب في مواجهة حجّاجنا لبعض الصعوبات هناك. وقدّمت السعودية وبعض الدول الإقليمية مثل سلطنة عُمان والعراق مساعدات قيمة ساعدت حجاجنا على العودة الى إيران سالمين."

 واستطرد مؤكدا ان هذا بالضبط هو السبب وراء إرسال هذه الرسالة؛ إذ قام رئيس منظمة الحج والزيارة الجديدة بزيارةٍ الى السعودية لأداء مهامه التنظيمية، وأُرسلت الرسالة في هذا السياق كتعبير عن الامتنان.

الولايات المتحدة لا تملك الجدّية اللازمة في موضوع المفاوضات

كما أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية أيضا الى موضوع الوساطة بين إيران والولايات المتحدة، وقال: "ليس الموضوع في جوهره مسألة وساطة أو وسيط، بل يعود في الأساس الى منهجية وسياسة الولايات المتحدة. "

واكمل : الولايات المتحدة لا تمتلك الجدّية اللازمة في موضوع المفاوضات، ونهجها تجاه الحوار لا يستند إلى مبدأ التبادل الدبلوماسي المعهود، بل يرتكز على فرض الإملاءات. وطالما أصرّت الولايات المتحدة على هذا النهج، فلن تُثمر أي مفاوضات ذات معنى. وبالتالي، فإن مسألة الوساطة تبقى قضية ثانوية."

وتابع: "نحن نتمتع بعلاقة جيدة جدا مع المملكة العربية السعودية ونولي هذه العلاقة أهمية كبيرة. ونشكر السعودية وسائر الدول التي تعمل بجدٍ من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، ونثمن جهودها لاستخدام طاقاتها في تخفيف التوترات."

محتوى القرار المعادي لإيران في مجلس المحافظين وصمة عار على جبين من صاغه ودعمه

وردا على سؤال من مراسل وكالة "إرنا" حول موقف ايران من قرار الترويكا الأوروبية في فيينا، الذي دعا إيران الى متابعة المفاوضات الدبلوماسية على أساس مطالب قرارات مجلس الأمن الملغاة، والتي كانت تدعو إيران الى التفاوض مع مجموعة 5+1.

 اجاب المتحدث باسم الخارجية:"هذا القرار لا يساعد على حل المشكلة بل يعقّدها أكثر. بل ويُعد تدخلا صارخا في عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسيزيد من تقويض استقلاليتها. ولا وجود لأي نية حسنة وراء صياغة هذا القرار وطرحه."

ورأى بقائي مؤكدا على ان محتوى هذا القرار يُعدّ وصمة عارٍ على جبين من صاغه ودعمه، قائلا: "لأنه و كما سبق أن ذكرتُ ،فان هذا القرار لا يُخالف قرارات مجلس الأمن الدولي والإجراءات السابقة للوكالة فحسب، بل لم يحتوِ حتى على أدنى إشارة الى جوهر المشكلة وأصل نشأتها، الا وهي الجريمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في هجومهما على المنشآت النووية السلمية الإيرانية."

الأمن والاستقرار في المنطقة والجوار يحظيان بأهمية كبرى بالنسبة لنا

وردا على سؤال آخر من  وكالة "إرنا" بشأن التكهنات الأخيرة حول إمكانية عقد اجتماع إقليمي بمشاركة إيران وعدة دول إقليمية حول التوترات الحالية بين أفغانستان وباكستان بهدف تحقيق الاستقرار، وما إذا كانت إيران قد أعلنت استعدادها لاستضافة مثل هذا الاجتماع.
 
اوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية:" الأمن والاستقرار في منطقتنا والجوار يحظيان بأهمية كبرى بالنسبة لنا. ومنذ اللحظات الأولى لنشوب التوتر بين أفغانستان وباكستان، بذلنا جهودا كبيرة لمنع تصاعد التوتر والمساعدة في تسوية الخلافات من خلال الحوار والتفاعل بين البلدين."

وأضاف: "وقد أجرينا كذلك مشاورات مع دول إقليمية أخرى، مثل روسيا وقطر وتركيا وغيرها من الأطراف التي تلعب دورا بدرجات متفاوتة في هذا الملف."

وفي هذا السياق اختتم قائلا: "نحن نواصل جهودنا لطرح هذا الموضوع ضمن إطار إقليمي مناسب للنقاش والتشاور. وهدفنا الأساسي هو المساعدة في تقليل التوتر بين هذين البلدين الجارين والمسلمين."

نشهد حاليا موجة من الصحوة في البلدان الأوروبية والغربية بشأن قضية فلسطين

وردا على سؤال حول تصريحات عمدة نيويورك الجديد بشأن الإبادة الجماعية في غزة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية:" إن اعتراف دول ومسؤولين مختلفين، بما في ذلك في الولايات المتحدة، بهذه الحقيقة الجلية الا وهي أن ما يجري في فلسطين المحتلة هو إبادة جماعية؛ إنما هو تعبيرٌ عن واقع لا يمكن تجاهله.ومن الطبيعي أن يُتوقَّع من كل فرد ومن كل دولة ومن كل مسؤول أن يصرخ بهذه الحقيقة بصوت عال وواضح. "

واضاف: نشهد اليوم موجة حقيقية من الصحوة في البلدان الأوروبية والغربية؛ فرغم كل الضغوط والقيود التي فُرضت على أي انتقاد لتصرفات الكيان الصهيوني، نرى أن جماهير غفيرة في عواصم أوروبية وغربية شأنها في ذلك شأن باقي شعوب العالم ،تنزل الى الشوارع احتجاجا على الإبادة الجماعية والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني. وهذا بحد ذاته مؤشر مهم جدا على أن المجتمع الدولي قد اصبح يقظا أخيرا إزاء الجرائم التي تُرتكب في منطقتنا."

وتابع :"إنه لمن المؤكد أنه إذا لم تُكبح جرائم هذا الكيان الصهيوني وعدوانيته في منطقتنا، فإن تداعيات جرائمه ستمتد حتما الى مناطق أخرى من العالم، ولا شك في ذلك. إن طبيعة هذا الكيان العدوانية، ونهمه المفرط، وغروره العنصري، كلها تُظهر بوضوح أنه لا يرى أي بقعة في العالم من منظور الأمان من أفعاله الإجرامية."

واشار بقائي الى تاريخ الصهاينة، قائلا: " لو راجعتم سجّل الكيان الصهيوني خلال العقود الثمانية الماضية، لرأيتم أن عمليات اغتيال وتخطيط لعمليات إرهابية قد وقعت في أقصى أرجاء العالم، بما في ذلك في العديد من الدول الأوروبية."

 واكمل :"حتى الآن، توجد أراض لدولتين على الأقل في منطقتنا تحت احتلال هذا الكيان. والتهديد العلني الذي أطلقه هذا الكيان مؤخرا بأنه سيستهدف دولا أوروبية أيضا، ما هو إلا جرس إنذار واضح لتلك الأطراف التي ما زالت تواصل دعمها لهذا الكيان الإجرامي."

بعد انتهاء صلاحية القرار 2231، سيتم التعامل مع إيران كأي دولة غير حائزة للسلاح النووي

وردا على سؤال حول موقف روسيا من التعاون النووي مع إيران، قال بقائي:"فيما يخص التعاون النووي بين إيران والدول الأخرى، والموقف الذي أعلنته روسيا مؤخرا بأن التعاون النووي مع إيران يجب أن يُدار كما يُدار مع أي دولة غير حائزة للسلاح النووي."

واضاف:" نشير الى أن هذا المبدأ تم التأكيد عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2231. فقد نصّ القرار بوضوح على أنه بعد انتهاء العمل به، سيتم التعامل مع إيران تماما كأي دولة غير حائزة للسلاح النووي. وهذا يعني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتمتع بكامل استقلاليتها في التعاون والتفاعل مع الدول الأخرى في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية."

وأكمل قائلا:"لذا، فإن الموقف الروسي يتماشى مع الموقف المبدئي الذي اتخذته موسكو سابقا حين عارضت محاولات الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة إعادة فرض قرارات مجلس الأمن السابقة التي كانت ملغاة. ونحن نثمن هذا الموقف. ولا تزال المحادثات والمشاورات بين إيران وروسيا بشأن تعزيز وتوسيع التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية مستمرة بجدية، كما كانت دائما."

إيران تتعامل مع الوكالة الدولية للطاقة النووية عبر بعثتها الدائمة في فيينا

وحول جهود مصر للوساطة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال المتحدث:" لا نرى أي حاجة للوساطة مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، فالجمهورية الإسلامية الإيرانية عضو في هذه الوكالة، ونحافظ على تواصل مباشر معها عبر بعثتنا الدائمة في فيينا."

 وتابع :"كما اننا نعبّر عن مواقفنا بوضوح، سواء في المحافل العامة أو في اللقاءات الثنائية مع مسؤولي الوكالة. وطالما كنا أعضاء في معاهدة عدم الانتشار (NPT)، فإننا نعتبر أنفسنا ملتزمين بها."

وأضاف:"لكن المشكلة بدأت حينما انتهكت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني المنشآت النووية الإيرانية السلمية، مما أعاق بشكل مباشر التعاون الطبيعي بين إيران والوكالة. في الحقيقة، هم الأطراف التي يجب أن تُستدعى للمساءلة، لا إيران."

 واكمل :"مشكلتنا مع هذا القرار ومع إجراءات الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة هي أنهم يتجاهلون حقيقة واضحة ،فهم أنفسهم من يتحملون المسؤولية عن هذا الوضع. على الوكالة الدولية للطاقة النووية وأعضاء مجلس المحافظين أن يحاسبوا الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وداعمي الاعتداء على المنشآت النووية الإيرانية، لا أن يستمروا في اتهام إيران بعدم التعاون."

إيران تواصل التعاون مع الوكالة في إطار التزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار وقانون البرلمان

وردا على سؤال حول وساطة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقترحات إيران لحل المأزق النووي، قال بقائي:" لايوجد أي مأزق. نحن أعضاء في الوكالة الدولية للطاقة النووية، ولدينا مطالب مشروعة تجاه الوكالة وقيادتها."
                                                                                                                                                                                            ومضى في القول:" نتوقع من مسؤولي هذه الوكالة أن يلتزموا بواجباتهم الفنية والمهنية، ولا يسمحوا للضغوط والتأثيرات الأمريكية والأوروبية أن تحرف الوكالة الدولية للطاقة النووية عن مسارها المهني."

واردف ثائلا:" بعد ثلاث جولات من المفاوضات المكثفة، توصلنا الى تفاهم مع هذه الوكالة، تم فيه توضيح كيفية التعاون والتفاعل مع الوكالة الدولية للطاقة النووية في ظل الاعتداءات العسكرية التي نفذها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ضد منشآتنا النووية السلمية، وتم الاتفاق على أن يُستخدم هذا الإطار كأساس للتعاون المستقبلي."

وتابع:"للأسف، تحرّكت الترويكا الأوروبية الثلاث تحت تأثير الضغط الأمريكي، مما حال دون استمرار هذا التفاهم. ففي مجلس الأمن وفي الوكالةالدولية للطاقة النووية، عملوا على عرقلة هذا المسار. "

واوضح انه كما أعلنت ايران سابقا في القاهرة، فإنها تعتبر هذا التفاهم لاغيا إذا ارتكبت الأطراف المقابلة أي فعل عدواني أو غير قانوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد تم ابلاغ الوكالة الدولية للطاقة النووية بذلك بشكل صريح. 

واكد بقائي على ان الأمر واضح تماما، حيث ان إيران ستواصل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة النووية في إطار التزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار، وبمراعاة القانون الذي أقرّه البرلمان الإيراني. لذا، فإن أي محادثات مستقبلية مع الوكالة ستتم وفق هذا الإطار.
                                                                                                                                                                                            واضاف : لكن لا يمكن تجاهل حقيقة أن الإجراءات الانتقامية التي اتخذها الأمريكان والأوروبيون ضد إيران في الوكالة سيكون لها تبعات. ومن بين هذه التبعات أن التفاهم الذي توصلنا إليه في القاهرة لم يعد قابلا للتنفيذ، وقد أعلنا رسميا أن هذا التفاهم لم يعد ساريا."