قاليباف: في مواجهة الحرب المعرفية نحن بحاجة إلى الوعي الذاتي والإيمان

الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 - 17:24 بتوقيت غرينتش
 قاليباف: في مواجهة الحرب المعرفية نحن بحاجة إلى الوعي الذاتي والإيمان

قال محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي: في مواجهة الحرب المعرفية وحرب الروايات، نحن بحاجة مجدداً إلى الوعي الذاتي والإيمان. إن الطريق أمامنا أكثر تعقيداً مما مضى، وأعداؤنا والمستعمرون ما زالوا بالمرصاد.

الكوثر_ايران

قاليباف ألقى كلمة في مؤتمر «نجوم المدينة»، حيث هنأ بمناسبة ميلاد خاتم الأنبياء النبي الأعظم محمد (ص) وميلاد الإمام جعفر الصادق (ع)، كما أحيا ذكرى شهداء الثورة الإسلامية، والثورة الدستورية، والدفاع المقدس، وشهداء الدفاع الأخير الذي استمر 12 يوماً، ورحّب بأسر الشهداء والنخب والمفكرين الحاضرين في الحفل.

وقال رئيس مجلس الشورى، مشيراً إلى التجارب التاريخية لإيران مع الاستعمار والهيمنة: رغم أن بلادنا لم تخضع شكلياً للاستعمار الكلاسيكي، إلا أن الشعب الإيراني عبر التاريخ ذاق مرارة السيطرة والخيانة عبر معاهدات مذلة، وتجزيء الأراضي، واحتلالات متعددة، وحروب مفروضة، وانقلابات مدبّرة من الخارج.

اقرا أيضا:

وأضاف: إن أهم درس من التاريخ هو أن امتلاك القوة، وإن كان ضرورياً، لكنه ليس وحده وسيلة مواجهة الاستعمار، بل إن الإرادة الواعية للشعوب هي الركيزة الأساسية لمجابهة السيطرة. وكلما دخل الشعب الإيراني الميدان بوعي وإيمان، استطاع دحر الاستعمار، بدءاً من حركة تحريم التبغ، إلى الحركة الوطنية لتأميم النفط، وصولاً إلى الثورة الإسلامية والدفاع المقدس، وحتى في الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً.

وتابع قاليباف: اليوم، ومع التحديات المرتبطة بالتكنولوجيا وصناعة الرواية والاستعمار الجديد، فإننا في مواجهة الحرب المعرفية وحرب الروايات بحاجة مرة أخرى إلى الوعي الذاتي والإيمان. الطريق أصعب من الماضي، والخصوم والمستعمرون يترصدون دوماً.

وشدد قاليباف على أن قضية الاستعمار والسيطرة ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي واقع حي ومستمر في حياة الشعب الإيراني، ويجب أن تبقى دائماً موضوع تحليل ودراسة. وأكد أن هذا المسار يتطلب باستمرار اليقظة والوعي الذاتي والإيمان من الشعب الإيراني.

وقال رئيس البرلمان: إن العدو لم يعد يكتفي باحتلال الأرض، بل يسعى للسيطرة على العقول، والاستعمار الذهني هو هدفه الأساسي.

كما أشار إلى التوسع الجغرافي للكيان الصهيوني وأهمية البعد الجغرافي في سيطرة القوى الاستعمارية، مضيفاً: إن الاستعمار التقليدي والجديد وما بعد الجديد أقاموا دوماً علاقة وثيقة بين الإنسان والمكان والزمان، واليوم، في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، نرى آثار هذه السيطرة. وإن الضغوط الرئيسية على شعبنا اليوم تأتي عبر الاستعمار الذهني الذي يحاول التأثير على هويتنا وثقافتنا ولغتنا ومعتقداتنا.

وأشاد قاليباف بقيادة الإمام الخميني (رض)، قائلاً: منذ بداية الثورة، تمكن الإمام ببصيرته وإيمانه وسياسته الدقيقة من تحرير العقول والقلوب من الهيمنة، ولم يقتصر أثره على إيران فقط، بل أحدث يقظة في جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا والدول الإسلامية، وأرسى نظاماً إسلامياً قائماً على العقلانية الدينية لمواجهة الاستعمار والاستكبار.

وتابع: إن الثورة الإسلامية كانت ثمرة وعي وإيمان الشعب، وعداء الأعداء لإيران اليوم يعود إلى هذه الثورة وإلى تدين شعبنا. لقد أنشأت هذه الثورة، بفضل قيادة الإمام ودعم الشعب، نظاماً سياسياً ومدنياً حافظ على استقلال البلاد وأيقظ الأمة.

وفي ختام كلمته، وجّه قاليباف التحية إلى شهداء الدفاع المقدس ومدافعي الحرم، وقال: بفضل دماء الشهداء وتلاحم المجتمع، فإن هذه الموجة من اليقظة والوعي الذاتي تضمن انتصار الشعب الإيراني. فالله تعالى وعد بالنصر لمن يسلكون هذا الطريق.

تصنيف :