الرئيس الايراني : العدوان الصهيوني على قطر يهدف إلى إفشال الجهود الدبلوماسية

الإثنين 15 سبتمبر 2025 - 15:18 بتوقيت غرينتش
الرئيس الايراني : العدوان الصهيوني على قطر يهدف إلى إفشال الجهود الدبلوماسية

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في القمة الطارئة لقادة الدول الإسلامية والعربية: إن العدوان الوقح الأخير على قطر كان هجومًا مخططًا له مسبقًا من قبل الكيان الصهيوني، هدفه القضاء على الجهود الدبلوماسية المبذولة لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة.

الكوثر - ايران 

 ذكر بزشكيان خلال القمة الاستثنائية التي عقدت اليوم في الدوحة للتنديد بجرائم إسرائيل، أنّ "هذا العدوان على الدبلوماسية لا يعد مجرد جريمة، بل إعلان علني وفاضح بأن القوة العسكرية هي المحدد وليس القانون".

وفي ما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية:

بسم الله الرحمن الرحيم

أود بداية أن أتقدم بالشكر للأخ العزيز الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، على عقد هذا الاجتماع، وأحيّي جميع رؤساء الجمهورية وقادة الدول الإسلامية.

العدوان الوقح الذي وقع في 9 سبتمبر 2025 على قطر كان هجومًا مخططًا له مسبقًا من قبل الكيان الصهيوني، هدفه القضاء على الجهود الدبلوماسية المبذولة لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة. هذا العدوان على الدبلوماسية يتجاوز كونه مجرد جريمة؛ إنه إعلان علني وفاضح بأن القوة العسكرية هي المحدد الآن وليس القانون. للأسف، إرهابيو تل أبيب، الذين شعروا بالحصانة بعد خيانة مماثلة للدبلوماسية في يونيو 2025 وبدء الحرب العدوانية على شعبي، أصبحوا أكثر جرأة.

اقرأ ايضا

لا يجب أن يكون هناك أي شك في أنّ هجمات الأسبوع الماضي على الدوحة كانت إرهابًا خالصًا، ودليلًا على أن نظام تل أبيب قد تخلى عن أي قيود أخلاقية أو قانونية.

ولكن دعونا نتحدث بصراحة عن كيفية الوصول إلى هذه اللحظة؛ فهذا الهجوم لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة حتمية لعقود من الحصانة التي حظي بها الكيان الصهيوني، والتي سهلتها بعض القوى الغربية. العالم شهد لفترة طويلة بناء حصن دعم حول هذا الكيان، دعماً تراكميًا عبر الفيتوات الأمريكية، والاتفاقيات التجارية الأوروبية، وشلل القضاء الدولي.

على مدار العامين الماضيين، تحملت غزة فظائع مروعة اختبرت ضمير الإنسانية؛ اليوم غزة تحترق: أكثر من 64 ألف فلسطيني استشهدوا في أقل من عامين، والأطفال يموتون جوعًا، بينما يكتفي العالم بالمشاهدة وإبداء الإدانة. وقد حكمت المحكمة الدولية بأن أفعال الكيان الصهيوني تُعد إبادة جماعية، لكن آلة القتل مستمرة، والآن امتدت إلى قطر.

أيها السادة ... علينا أن ندرك الطريق الخطير الذي نواجهه؛ فحتى عام 2025، قامت إسرائيل بقصف عدة دول إسلامية. كل هجوم لهذا الكيان يُبرر بالدفاع المشروع، ويعقب ذلك إزدواجية الغرب وادعاءات إدانات فارغة.

كما يجب أن نذكر الشركاء الذين جعلوا هذه الجرائم ممكنة؛ فعندما يحصل نظام مارق على الأسلحة والتمويل والدعم الدبلوماسي، فإنه يتعلم أنه لا حدود لجرائمه. وعندما تشل الفيتوات والمعايير المزدوجة النظام الدولي، تنتشر الحصانة كالفساد. سيذكر التاريخ خطايا داعمي هذا العدوان.

نحن مدينون للشعب الفلسطيني ولكل من يؤمن بالعدالة بأمرين: الصراحة والعمل 

من باب الصراحة، يجب القول إن جرائم الكيان الصهيوني ليست أخطاء عشوائية؛ إنها جزء من عقيدة السيطرة، التطهير، وبث الرعب، واستراتيجية تطهير عرقي، توسعية وعدوانية، تدعمها أمريكا وبعض القوى الغربية.

ومن باب العمل، يجب القول إن الكلمات وحدها لا تنهي الإبادة الجماعية؛ يجب عزل المعتدي، وقطع أسلحته وتمويله، ومساءلة قادته أمام محاكم العدالة.

لكن هذه الإجراءات لن تكون فعالة دون وحدة حقيقية؛ فالكيان الصهيوني يعتمد على تناقضاتنا وأولوياتنا المتضاربة.

الهجوم على الدوحة قلب العديد من المعادلات وأظهر أن لا دولة عربية أو إسلامية في مأمن من اعتداءات تل أبيب؛ فقد يكون الدور غدًا لأي عاصمة عربية أو إسلامية. الخيار واضح؛ يجب أن نتحد جميعًا، كما قال الرسول (ص) في فتح مكة: "المسلمون إخوة، والمسلم أخو المسلم، وهم يد واحدة على من سواهم".

أيها السادة... ليعلم الكيان الصهيوني وداعموه أنّ الهجوم على الدوحة لم يكن علامة قوة، بل نتيجة يأس وعجز؛ الكيان الواثق من موقفه لا يحتاج إلى قصف المفاوضين، لقد تجاوزتم كل الخطوط الحمراء، وتجاهلتم أي منطق أو قانون، وانتهكتم كل سلوك حضاري، لكنكم أوقظتم إرادة الأمة الإسلامية، وأصبح تمثيلكم للضحية بلا جدوى؛ العالم يراقب ويسجل ويذكر.

إسرائيل أعلنت الحرب على سيادتنا وكرامتنا ومستقبلنا؛ ونحن نعلن ردنا: لن نرهَب، لن نتفرق، لن نصمت. من رماد غزة ستنهض العدالة، ومن أنقاض المباني المدمرة في الدوحة وبيروت وطهران ودمشق وصنعاء، سيظهر نظام جديد؛ نظام قائم على الوحدة الإسلامية، لا النفاق، وعلى الأخوة والمساواة الإنسانية، لا على التفوق الصهيوني. من يسمع مناداة رجلٍ"يا لَلْمُسْلِمينَ فَلَمْ يجِبْهُ فَلَيسَ بِمُسْلِمٍ مَنْ أَصْبَحَ لا يَهْتَمُّ بِأُمورِ الْمُسْلمينَ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ". يجب أن يبدأ محاسبة المعتدين واستدعاؤهم للعدالة.