خاص الكوثر - فلسطين
وقال الدكتور الهمص من داخل مجمع ناصر الطبي في خان يونس: إننا نعيش مأساة حقيقية، المستشفيات اليوم تعمل فقط بنسبة 15 إلى 20 بالمائة من طاقتها، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل الكهرباء، إذا لم يدخل الوقود فورا، سنفقد مئات المرضى داخل أقسام العناية المركزة والحضانات، ممن يعتمدون كليا على أجهزة التنفس والكهرباء للبقاء أحياء.
وأطلق تحذيرا بالغ الخطورة من انهيار تام للمنظومة الصحية، بعد نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، ما أدى إلى توقف المستشفيات عن العمل بنسبة تصل إلى 80 بالمائة، وتركها عاجزة عن إنقاذ آلاف الجرحى والمصابين الذين يتدفقون يوميا نتيجة الحرب.
اقرأ ايضاً
وأكد أن الوضع داخل المستشفيات يفوق الخيال، مضيفا: الطواقم الطبية تغرق في رائحة الدماء والعرق، من كثرة الإصابات التي تصل إلى مجمع ناصر من مراكز توزيع المساعدات أو من مناطق القصف، والاستقبال مليء بالجرحى. وحده قسم الاستقبال يضم الآن 57 مريضا، بينهم 17 تحت التخدير الكامل والتنفس الصناعي، ولا يوجد سرير واحد شاغر في العناية المركزة.
وأوضح أن أغلب الأقسام تعمل في الظلام أو بإضاءة خافتة، وسط إجراءات تقنين صارمة للكهرباء، حتى يحافظ على الحد الأدنى لتشغيل أقسام العمليات والتخدير والعناية المركزة.
وأضاف: إن الاحتلال الصهيوني يعلم أن الوقود الذي دخل غزة قد نفد تماما، ويمنع منظمة الصحة العالمية من الوصول إلى مخزون يقال إنه يحتوي على مليون لتر. لا يوجد لدينا أي بديل آخر. إذا انقطعت الكهرباء، ستموت الأرواح، وسنواجه مجزرة صحية غير مسبوقة.
ولم تقتصر الأزمة على المستشفيات فقط، إذ أشار الدكتور الهمص إلى أن قطاع المياه والصرف الصحي أيضا على وشك الانهيار.
وقال: إننا نحن في عز الصيف، وهناك عجز مائي بنسبة 95 بالمائة. لا مياه للشرب، ولا للنظافة الشخصية، ولا للاستحمام. محطات التحلية متوقفة، وأطنان من النفايات تتكدس قرب المخيمات، وتنذر بكارثة وبائية وصحية وشيكة.
وختم مدير المستشفيات الميدانية في غزة حديثه بنداء إنساني عاجل: الحل الوحيد هو وقف هذه الحرب فورًا، وإدخال الوقود والمياه والمواد الطبية والنظافة إلى غزة فورا، لإنقاذ حياة أكثر من 2.2 مليون إنسان قبل أن يفوت الأوان.