الكوثر_ايران
أثناء نقلها تغطية مباشرة، فوجئت إمامي بقصف صهيوني صاروخي استهدف مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني، ضمن تصعيد متواصل في المنطقة.
كاميرات البث المباشر التقطت لحظة انفجار في الاستديو، لم ترتبك واصلت بتها ورفعت اصبعها مرددة ان ايران لا تنكسر، غابت بين دخان الضربة ووسط تكبير الزملا في الاستديو لكن ما تبع ذلك كان استثنائيًا: سحر إمامي حاولت الاحتماء بشكل سريع، قبل أن تعود لتتماسك وتتابع تغطيتها رغم المخاطر المحيطة، في رسالة صامتة لكن مدوية عن قوة الإعلام والإصرار على نقل الحقيقة حتى في أحلك اللحظات.
من المهندسة إلى صوت الحقيقة
ولدت سحر إمامي في طهران، ودرست الهندسة الغذائية، لكنها اختارت أن تسلك طريق الإعلام، بدافع الشغف بقضايا المجتمع وصوت المواطن. بدأت مسيرتها المهنية بعد فوزها في اختبار المذيعين عام 2008، ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف عن التقدم.
عرفها المشاهد الإيراني أولًا من خلال البرنامج الاجتماعي "نرجع للبيت" على قناة طهران، قبل أن تنتقل إلى تقديم نشرات الأخبار السياسية عام 2010، حيث فرضت حضورها بثقة وهدوء.
بأسلوبها الهادئ، وابتسامتها التي لا تتخلى عنها حتى في نشرات الأخبار العاجلة، استطاعت سحر أن تحجز مكانها بين أبرز مذيعات إيران، دون اللجوء إلى صخب الأداء أو المبالغة في الظهور.
ورغم كونها أمًا لطفل، لم يمنعها ذلك من الوقوف في الصفوف الأمامية خلال التغطيات الطارئة، وهو ما ظهر جليًا في عدوان اليوم، حيث كانت داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون وقت الضربة، لتتحول من ناقلة للخبر إلى جزء من الحدث.
رسالة مهنية وإنسانية
ما قامت به سحر إمامي لم يكن مجرد "عودة إلى العمل" بعد ضربة عسكرية، بل كان فعلًا رمزيًا يحمل أكثر من معنى: الإعلام لا يُقصف، والحقيقة لا تُكمم بالصواريخ. شجاعتها على الهواء لم تكن فقط لحظة بطولية، بل دليل على التزام عميق برسالة مهنية، قلّما يصمد أصحابها تحت نيران الحرب.
وفي وقت يسود فيه الصخب والتضليل، كانت سحر إمامي الصوت الهادئ الذي قال الكثير دون أن يصرخ، ليجسد أن المذيع الحقيقي لا يقرأ النشرة فقط، بل يقف في قلب الحدث، مهما كلفه الثمن