الكوثر - ايران
استمرارية الحياة فيها جعلتها قرية استثنائية على مستوى العالم، فهي على عكس مدينتي "كابادوكيا" في تركيا و"داكوتا" في الولايات المتحدة، فهما وإن كانتا قريتين صخريتين، إلا أنهما مهجورتان من السكان. كما تم إدراج كَندُوان ضمن قائمة التراث الوطني الإيراني عام 1997.
البيوت الصخرية: أعجوبة طبيعية ومعمارية
ما يميز كندوان هو منازلها الفريدة التي تم نحتها داخل التكوينات الصخرية المخروطية الشكل، والتي تشكلت نتيجة النشاط البركاني لجبل سهند قبل آلاف السنين. هذه الصخور البركانية اللينة تم نحتها بعناية لتصبح منازل تصلح للسكن، مما يوفر بيئة باردة صيفًا ودافئة شتاءً.
يُعتقد أن هذه المنازل قد استخدمها السكان في الأصل كملاذات آمنة خلال الغزوات والحروب. ومع مرور الوقت، تطورت هذه الكهوف لتصبح منازل دائمة مجهزة بكل الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك النوافذ والأبواب وحتى الإضاءة الحديثة في الوقت الحالي.
اقرأ ايضاً
الحياة في كندوان
لا تزال كندوان مأهولة بالسكان، وهي من القرى القليلة حول العالم التي يعيش فيها الناس في الكهوف بشكل دائم. يعتمد السكان المحليون بشكل رئيسي على الزراعة وتربية الماشية لتأمين معيشتهم. كما يُنتجون منتجات محلية مثل العسل الطبيعي، ومنتجات الألبان، والتين المجفف، والتي تُعتبر من أشهر الهدايا التذكارية التي يمكن للزوار شراؤها.
الحياة اليومية في كندوان بسيطة وهادئة، وتتميز بتمسك السكان بعاداتهم وتقاليدهم، مما يعكس الطابع الثقافي العريق للمنطقة.
السياحة في كندوان
تعتبر كندوان وجهة سياحية رئيسية تجذب الزوار من داخل إيران وخارجها. يُعجب السياح بجمال القرية الفريد من نوعه، حيث يمكنهم استكشاف البيوت الصخرية والتجول في الأزقة الضيقة المحاطة بالصخور البركانية.
تُقدم المنطقة خدمات سياحية تشمل الإقامة في الفنادق المحلية التي تم تصميمها بأسلوب يعكس طبيعة المنازل الصخرية، مما يتيح للزائرين تجربة الإقامة في بيئة مشابهة لحياة السكان المحليين. كما تُقام في القرية فعاليات ثقافية ومهرجانات تسلط الضوء على التراث الإيراني العريق.
التراث العالمي
تسعى السلطات الإيرانية إلى تسجيل كندوان كموقع تراث عالمي لدى اليونسكو نظرًا لأهميتها التاريخية والجغرافية والمعمارية. كما تبذل جهودًا للحفاظ على البيئة الطبيعية للقرية وتشجيع السياحة المستدامة.