الكوثر_ايران
بشأن مكانة الحج
إنّ النداء الإبراهيميَّ الرَّخيم،قد جذب هذا العام أيضًا قلوب جموعٍ من المسلمين حول العالم إلى الكعبة، أفضى إلى هذه الحشود الشعبيّة العظيمة والمتنوّعة،مستعرضًا امتدادَ الإسلام البشريَّ وقوّةَ عنصره المعنويّ أمام العدوّ والصّديق.
متى ما جرى النظر بعين التدبّر إلى اجتماع الحجّ العظيم ومناسكه المفصّلة، يبّث رباطة الجأش في المسلم، ويمنحه الطمأنينة،وينشر الرعب والرّهبة في العدو والمبغض.
لا عجبَ إنْ استهدف الأعداء والمتربّصون سوءًا بالأمّة الإسلاميّة، هذين الجانبين من فريضة الحج بهجمات التشويه والتشكيك،سواء عبر إبراز التباينات المذهبيّة والسياسيّة،أو من خلال تهميش الجوانب القُدسيّة والمعنوية.
عن حقائق الحج ومعارفه من منظار القرآن
يُقدّم القرآن الحجّ مظهرًا للعبوديّة والذكْرِ والخشوع،وتجسيدًا لكرامة البشر المتساوية وانتظام حياتهم الماديّة والمعنوية،وتجلّيًا للبركة والهداية والسكينة الأخلاقيّة والوفاق العملي بين الإخوة، ومشهدًا لبُغض الأعداء ومجابهتهم باقتدار.
إنّ التدبّر في الآيات المرتبطة بالحجّ،والتمعّن في أعمال هذه الفريضة، التي لا نظير لها، وفي مناسكها،يعرضان لنا، من خلال التركيبة العميقة للحج، هذه الأمورَ وأسرارًا ومكنونات من قبيلها.
إنّكم، أيّها الإخوة والأخوات الحجيج، تقفون الآن في ساحة التدرّب على هذه الحقائق والتعاليم الساطعة. فلتُدنوا منها فكرَكم وعملَكم أكثر فأكثر،
ولتعودوا إلى دياركم بهذه الهويّة المصقولة والممزوجة بالمفاهيم السامية؛ هذه هي الهديّة القيّمة والحقيقيّة لرحلة حجّكم.عن ضرورة أن تتعدّى البراءةُ الحُجّاجَ إلى كلّ فردٍ من الناس
فجائع غزّة المنقطعة النظير في تاريخنا المعاصر، وعنجهيّة الكيان الصهيوني عديم الرحمة وهو مظهر القسوة والعُتوّ والآيل إلى الزّوال بالتأكيد، لم تدعْ مجالًا للتهاون والممالأة لدى أيّ فرد أو حزب أو حكومة أو فرقة مسلمة.
يجب أن تتواصل البراءة هذا العام بنحويتخطّى موسمَ الحجّ وميقاتَه،إلى الدول والمدن التي يقطنها المسلمون في أرجاء العالم كلّه،
وتتعدّى الحُجّاجَ إلى كلّ فردٍ من الناس.
إنّ هذه البراءة من الكيان الصهيوني وداعميه، ولا سيّما الإدارة في الولايات المتحدة الأمريكيّة،ينبغي أن تتجلّى قولًا وعملًا لدى الحكومات والشعوب، فتضيّق الخِناق على الجلّادين.
يجب، وبكلّ الطرق، مساندةُ المقاومة الفولاذيّة لفلسطين، ودعم أهالي غزّة الصابرينَ المظلومين.
أسأل الله لهم نصرًا تامًّا وعاجلًا، ولكم - أيّها الحجّاج الكرام - حجًّا مقبولًا. ولْيَكُن دعاءُ بقيةِ الله (روحي فداه) المستجابُ سندًا لكم