الموسيقار الإيراني "بشير بي آزار" ضحية قمع الحكومة الفرنسية بسبب موقفه الداعم لغزة

الأربعاء 12 يونيو 2024 - 15:59 بتوقيت غرينتش
الموسيقار الإيراني "بشير بي آزار"  ضحية قمع الحكومة الفرنسية  بسبب موقفه الداعم لغزة

في الأسبوع الماضي، وفي خطوة استنكرتها العديد من الجهات كجزء بسبب القمع المستمر للحكومة الفرنسية للنشطاء المؤيدين لفلسطين في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة، تم اعتقال مواطن إيراني في فرنسا

الكوثر - ايران

.بشير بي آزار، الموسيقار البارز والشخصية الثقافية المرموقة، يقبع في سجن فرنسي منذ الأسبوع الماضي بعد اتهامه بـ "دعم الإرهاب" و "إثارة الفتنة في المجتمع" بسبب دعمه للقضية الفلسطينية ومعارضته للعدوان الاسرائيلي  الوحشي  على غزة.

بي آزار، الذي شغل مدير الإنتاج في قسم الموسيقى والأغاني في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في طهران، استدعي من قبل الشرطة الفرنسية في باريس في 4 يونيو دون أي تفسير أو مذكرة توقيف.

وبشكل مفاجئ، تم اعتقاله فور وصوله إلى مركز الشرطة ونقل إلى مركز احتجاز للمهاجرين غير الشرعيين يقع على بعد أكثر من 100 كيلومتر من مقر إقامته، وفقًا لمصادر مطلعة ومان نقله   شهود عيان.

لم تصدر أي تصريحات رسمية من الحكومة الفرنسية أو الشرطة بخصوص التهم الموجهة إلى بي آزار، وعلى الرغم  الدعوات المتكررة لتوضيح الأمر، لا تزال السلطات الفرنسية  تلتزم الصمت.

ادان العديد من المسؤولين الإيرانيين، بما في ذلك المتحدث باسم الخارجية الايرانية وكبار المسؤولين في مجال حقوق الإنسان في البلاد، واعتبروا هذا الاعتقال انتهاكاً صارخاً للحقوق الانسان.

وقام   وزير الخارجية الإيراني بالوكلة علي باقري كني ، بمتابعة القضية عبر القنوات الرسمية.

من هو بشير بي آزار؟

تتضمن التغريدة المثبتة على حساب بي آزار في "X" مقطع فيديو له يتحدث في جلسة للأمم المتحدة حول العقوبات ضد إيران، وأفعال إسرائيل في غزة، وسلبية المجتمع الدولي.

وكتب بي ازار  في تغريدته: "الصهاينة لم يكونوا قط بهذا القدر من العزلة، الكراهية، الهزيمة، والإهانة".

أثارت كلمته في الأمم المتحدة تصفيقًا كبيرًا لكنها أغضبت جماعات الضغط المؤيدة للكيان الصهيوني  في فرنسا والدول الغربية الأخرى.

بي آزار لا يعتبر ناشطًا سياسيا بل هو فنان وشخصية ثقافية تهتم بالقضايا المهمة، بما في ذلك الوضع في غزة.

ولد ونشأ بي ازار في إيران، وهو ملحن ومخرج أفلام مستقل حاز على شهرة دولية بفضل أعماله، درس في جامعة علامه طباطبائي في طهران وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 2005، ثم واصل دراساته العليا في جامعة عثمانية في الهند.

حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة عثمانية عام 2007، ثم التحق بجامعة كينغستون في لندن للحصول على درجة الدكتوراه في صناعة الأفلام عام 2011.

مسيرته المهنية

خلال مسيرته المهنية التي امتدت لعشرين عامًا، عمل بي آزار بشكل رئيسي في المؤسسات والمنظمات غير الحكومية، كان مديرًا لمؤسسة "أفق جديد" للفنون والثقافة، وأمينًا لجمعية الطلاب الإسلامية في لندن.

عمل لسنوات عديدة كمدير إنتاج في قسم الموسيقى والأغاني في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، يحظى بي آزار باحترام كبير في الأوساط الفنية والسينمائية الإيرانية، ولديه حضور نشط على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتابعه الآلاف من المعجبين.

حياته في فرنسا

قبل ثلاث سنوات، انتقل بي آزار إلى فرنسا لمتابعة دراسات الدكتوراه لزوجته في إحدى الجامعات الفرنسية، تعمل زوجته أيضًا كمدرسة في الجامعة، وإقامتهما في فرنسا قانونية وفقًا لأصدقائهما وعائلتهما والمسؤولين الإيرانيين. لدى الزوجين طفلان، أحدهما في المدرسة والآخر في الروضة. كانوا يسافرون بانتظام إلى إيران دون مشاكل خلال السنوات الثلاث الماضية.

 

الاتهامات الفرنسية ضد بي آزار

رفضت السلطات الفرنسية توضيح الأسباب الحقيقية لاعتقال بي آزارل لعائلته ، تم الكشف عن تفاصيل لائحة الاتهام مؤخرًا عبر المقربين منه.

اتهمت وزارة الداخلية الفرنسية بي آزار بنشر "الدعاية الإيرانية" و"استغلال العداء للصهيونية والولايات المتحدة" وهو ما يعتبرونه "تدخل سياسي ديني".

كما اتهم بالمشاركة في "النزاع في غرب آسيا  عبر القيام باعمال  ضد معارضين إيرانيين أو أهداف يهودية أو إسرائيلية"، ما يشكل تهديدًا "لسلامة وأمن فرنسا وعلاقاتها الدولية، بحسب لائحة الاتهاما الموجهة اليه.

تشمل الاتهامات الإضافية "نشر منشورات كراهية على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم حماس وحزب الله في لبنان وإهانة فرنسا"، مما يُزعم أنه يحرض على العداء الذي يمكن أن يؤدي إلى هجوم إرهابي.

بناءً على هذه الاتهامات، تصف السلطات الفرنسية بي آزار بأنه "ناقل للكراهية التي تهدد بجدية النظام العام والمصالح الأساسية للدولة"، موصية بترحيله من فرنسا.

عدم صحة الاتهامات

استنكر المعلقون والمسؤولون الإيرانيون وعائلة بي آزار وأصدقاؤه لائحة الاتهام ضد بي آزار، واعتبروها مزاعم كاذبة وذات دوافع سياسية.

في مقابلة مع وكالة مهر الإيرانية يوم الثلاثاء، أشار محمد مهدي نراقيان، الرئيس السابق لمركز الموسيقى والأغاني في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إلى أن لائحة الاتهام ضد بي آزار كتبت بشكل مستعجل وضعيف ومتناقض.

وأشار نراقيان إلى التناقضات في لائحة الاتهام، مثل التصريحات المتضاربة بشأن الوثائق القانونية لبي آزار، وأكد أن التهم لا أساس لها ومتحيزة سياسيًا.

تحليل منشورات بي آزار على "X" يظهر أنها باللغة الفارسية ولا يتابعها أي مواطن فرنسي أو يتفاعل معها، ولا ترتبط أي من منشوراته بالشؤون الداخلية الفرنسية أو الأمن الوطني.

ردود فعل المسؤولين الإيرانيين

بعد نشر خبر اعتقال بي آزار، تحركت السلطات الإيرانية بسرعة لمتابعة القضية عبر القنوات الدبلوماسية المعنية، تابعت وزارة الخارجية الإيرانية القضية عبر السفارة الإيرانية في باريس والمؤسسات الأخرى، وطالبت بالإفراج عنه.

في 7 يونيو، اتصل وزير الخارجية الإيراني علي باقري بالسفير الإيراني في باريس، محمد أمين نجاد، لمتابعة وضع بي آزار، و أكد باقري على أهمية المتابعة المستمرة والشاملة من قبل السفارة الإيرانية مع السلطات الفرنسية المعنية وتقديم الدعم القانوني والقنصلي لضمان الإفراج السريع عن بي آزار.

كاظم غريب آبادي، أمين مجلس حقوق الإنسان في إيران، وصف اعتقال بي آزار بأنه "فضيحة أخرى لفرنسا في مجال حقوق الإنسان"، وأبدى عزم بلاده على الدفاع عن مواطنيها ودعا للإفراج الفوري عن بي آزار.

وقال   المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن الوزارة بدأت جهودًا للإفراج الفوري عنه، وأشار إلى أن الموضوع نوقش مع السفير الفرنسي في طهران، نيكولا روش.

باختصار

اعتقال بشير بي آزار في فرنسا بسبب دعمه للقضية الفلسطينية ومعارضته لجرائم الكيان الصهيوني في غزة يعد انتهاكًا لحقوق الإنسان وحرية التعبير،  جهود المسؤولين الإيرانيين لمتابعة هذه القضية ودعم حقوق المواطنين الإيرانيين في الخارج تؤكد على أهمية حقوق الإنسان وحرية التعبير.