الكوثر - قضية ساخنة
لكن الاهم ان الهجوم وقع رغم ان العدو استخدم جميع الوساطات الممكنة بما في ذلك التهديد في محاولة لثنيه ايران عن اطلاق عملية الرد.
وعلى مدى عدة ايام شخصت انظار العالم نحو ايران وانطلقت التحليلات من كل بقعة في العالم في محاولة للتنبؤ بالخطوة الايرانية المقبلة، ولان محور المقاومة اتقن سياسة ايقاف العدو على رجل ونصف فقد وقف العالم كله على رجل ونصف يراقب الصواريخ والمسيرات الايرانية، وهي تعبر اجواء عدة دول تحتشد فيها القواعد الغربية والامريكية، واطلقت صفارات الانذار في كل انحاء فلسطين وفتحت الملاجئ والمقرات الامنة.
بالتأكيد لن يغب عن ذهن القيادة العسكرية الايرانية ان قوى العدوان وحلفاءها سيقومون بكل ما يقدرون عليه لاحباط الرد الايراني بجزئيته العسكرية، وهذا ما اركن اليه خصوم محور المقاومة ليشككوا بفعالية الرد الايراني واهميته رغم ان ايران اعلنت مسبقا ان العملية ستكون ردا على الهجوم الغادر على قنصليتها في دمشق اي انها عملية محدودة الاهداف وليست اعلان لحرب الشاملة التي يتوقى الاحتلال لاطلاقها في المنطقة.
كان المطلوب وصول عدد من الطائرات والصواريخ الى اهدافها في اعلان واضح عن تغيير قواعد الاشتباك بين محور المقاومة والعدو بانتقال دولة اقليمية كبرى بحجم ايران من خانة دعم قوى المقاومة الى خانة المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني.
انتهى الرد الايراني ولو بشكل مؤقت لكن تبعاته سوف تستمر لوقت طويل واقرب هذه التبعات تأجيل اي عملية عسكرية باتجاه رفح وكذلك الدفع نحو اتفاق هدنة في اقرب فرصة ممكنة.
اما على المدى الاستراتيجي فان اثار هجوم الرابع عشر من نيسان ابريل لم تقل في اهميتها عن هجوم السابع من تشرين الاول اكتوبر في ضرب الفكرة التي قام عليها الكيان فهذه الارض ليست مكاناً امناً الا للشعب الفلسطيني المتشبث في ترابها وهذه المنطقة لا مكان فيها للغرباء المحتلين.