كريم اهل البيت عليهم السلام في ذكرى مولده

الثلاثاء 26 مارس 2024 - 08:15 بتوقيت غرينتش
كريم اهل البيت  عليهم السلام في ذكرى مولده

بمناسبة ذكرى ولادة سبط الرسول الاعظم صل الله عليه واله وسلم الامام الحسن المجتبى عليه السلام نعرض لكم سيرة حياته المباركة

الكوثر - اسلاميات

اسمه وكنيته ونسبه(ع)
الإمام أبو محمّد، الحسن بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).

من ألقابه(ع)
المجتبى، التقي، الزكي، السبط، الطيّب، السيّد، الولي.

أُمّه(ع)
فاطمة الزهراء بنت رسول الله(ص).

ولادته(ع)
ولد في الخامس عشر من رمضان 3ﻫ، وقيل: سنة 2ﻫ بالمدينة المنوّرة.

تسميته(ع)
لمّا ولد الإمام الحسن(ع)، قالت السيّدة فاطمة(عليها السلام) للإمام علي(ع): «سَمِّهِ. فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَسْبِقَ بِاسْمِهِ رَسُولَ اللهِ(ص). فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ، فَأُخْرِجَ إِلَيْهِ فِي خِرْقَةٍ صَفْرَاءَ، فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُفُّوهُ فِي صَفْرَاءَ؟ ثُمَّ رَمَى بِهَا وَأَخَذَ خِرْقَةً بَيْضَاءَ فَلَفَّهُ فِيهَا، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ(ع): هَلْ سَمَّيْتَهُ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ‏ لِأَسْبِقَكَ بِاسْمِهِ، فَقَالَ(ص): وَمَا كُنْتُ لِأَسْبِقَ بِاسْمِهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ. فَأَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى جَبْرَئِيلَ أَنَّهُ قَدْ وُلِدَ لِمُحَمَّدٍ ابْنٌ فَاهْبِطْ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ وَهَنِّهِ وَقُلْ لَهُ: إِنَّ عَلِيّاً مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، فَسَمِّهِ بِاسْمِ ابْنِ هَارُونَ. فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ(ع) فَهَنَّأَهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَأْمُرُكَ أَنْ تُسَمِّيَهُ بِاسْمِ ابْنِ هَارُونَ. قَالَ: وَمَا كَانَ اسْمُهُ؟ قَالَ: شَبَّرُ. قَالَ: لِسَانِي عَرَبِيٌّ. قَالَ: سَمِّهِ الحَسَنَ. فَسَمَّاهُ الْحَسَنَ».

شباهته برسول الله(ص)
قال أنس بن مالك: «لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِرَسُولِ اللهِ(ص) مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِي وفاطمة».

كريم أهل البيت(عليهم السلام)

تُعتبر صفة الكرم والسخاء من أبرز الصفات التي تميّز بها الإمام الحسن(ع)، فكان المال عنده غاية يسعى من خلالها إلى كسوة عريان، أو إغاثة ملهوف، أو وفاء دين غريم، أو إشباع جوع جائع، وإلخ.

ومن هنا عُرف(ع) بكريم أهل البيت، فقد قاسم الله أمواله ثلاث مرّات، نصف يدفعه في سبيل الله، ونصف يبقيه له، بل وصل إلى أبعد من ذلك، فقد أخرج ماله كلّه مرّتين في سبيل الله ولا يبقي لنفسه شيئاً، فهو كجدّه رسول الله(ص) يعطي عطاء مَن لا يخاف الفقر، وهو سليل الأُسرة التي قال الله تعالى فيها: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾.

وآية أُخرى تحكي لسان حالهم: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وأسيراً إنّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً﴾.

وهو(ع) من الشجرة الطيّبة التي تُؤتي أُكلها كلّ حين، فمن كريم طبعه (ع) أنّه لا ينتظر السائل حتّى يسأله ويرى ذُلّ المسألة في وجهه، بل يُبادر إليه قبل المسألة فيُعطيه.

 حروبه(ع)

شارك في فتوحات أفريقية وبلاد فارس، ما بين سنة (25ـ30) للهجرة، واشترك في جميع حروب أبيه الإمام علي(ع)، وهي: الجمل، صفّين، النهروان، كما قاد حرباً ضد معاوية بن أبي سفيان، ولكن لظروف أدّت إلى الصلح معه وإيقاف القتال.

من زوجاته(ع)
أُمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي، أُمّ بشير بنت أبي مسعود عُقبة بن عمرو الخزرجي، خَولة بنت منظور الفزارية، جُعدة بنت الأشعث الكندي.

من أولاده(ع)
1ـ الحسن المثنّى، قال عنه الشيخ المفيد(قدس سره): «فَكَانَ رَجُلاً جَلِيلاً رَئِيساً فَاضِلاً وَرِعاً».

2ـ الحسين الأثرم، قال عنه الشيخ المفيد(قدس سره): «كَانَ لَهُ فَضْلٌ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذِكْرٌ فِي ذَلِك‏‏».

3ـ القاسم، خاطبه الإمام الحسين(ع) بعد استشهاده يوم الطف: «بُعْداً لِقَوْمٍ قَتَلُوكَ، وَمَنْ خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيكَ جَدُّك‏».

4ـ عبد الله، خاطبه الإمام الحسين(ع) بعد إصابته يوم الطف: «يَا ابْنَ أَخِي، اصْبِرْ عَلَى مَا نَزَلَ بِكَ، وَاحْتَسِبْ فِي ذَلِكَ الخَيْرَ، فَإِنَّ اللهَ يُلْحِقُكَ بِآبَائِكَ الصَّالِحِين».

5ـ زيد، قال عنه الشيخ المفيد(قدس سره): «كَانَ جَلِيلَ الْقَدْرِ، كَرِيمَ الطَّبْعِ، ظَلِفَ النَّفْسِ، كَثِيرَ الْبِرِّ، وَمَدَحَهُ الشُّعَرَاءُ، وَ قَصَدَهُ النَّاسُ مِنَ الْآفَاقِ لِطَلَبِ فَضْلِه».

6ـ فاطمة «زوجة الإمام زين العابدين».

عمره وإمامته(ع)
عمره 47 عاماً، وإمامته 10 سنوات.

استشهاده(ع)
استُشهد في السابع من صفر 50ﻫ، وقيل: في الثامن والعشرين من صفر بالمدينة المنوّرة، ودُفن بمقبرة البقيع.

كيفية استشهاده(ع)
قُتل مسموماً على يد زوجته جعدة بنت الأشعث الكندي، بأمر من معاوية بن أبي سفيان.

قال الشيخ المفيد(قدس سره) «وضمن [أي: معاوية] لها أن يزوّجها بابنه يزيد، وأرسل إليها مائة ألف درهم، فسقته جعدة السم»13)، ففعلت وسمّت الإمام الحسن(ع)، فسوّغها المال ولم يزوّجها من يزيد.

 من وصاياه(ع)

1ـ قال(ع): «الْمِزَاحُ يَأْكُلُ الهَيْبَةَ، وَقَدْ أَكْثَرَ مِنَ الهَيْبَةِ الصَّامِت‏».

2ـ قال(ع): «الْفُرْصَةُ سَرِيعَةُ الْفَوْتِ، بَطِيئَةُ الْعَوْد».

3ـ قال(ع): «عَلِّمِ النَّاسَ عِلْمَكَ، وَتَعَلَّمْ عِلْمَ غَيْرِكَ، فَتَكُونَ قَدْ أَتْقَنْتَ عِلْمَكَ، وَعَلِمْتَ مَا لَمْ تَعْلَم‏».

4ـ قال(ع): «الْقَرِيبُ مَنْ قَرَّبَتْهُ المَوَدَّةُ وَإِنْ بَعُدَ نَسَبُهُ، وَالْبَعِيدُ مَنْ بَعَّدَتْهُ المَوَدَّةُ وَإِنْ قَرُبَ نَسَبُهُ، لَا شَيْ‏ءَ أَقْرَبُ إِلَى شَيْ‏ءٍ مِنْ يَدٍ إِلَى جَسَدٍ، وَإِنَّ الْيَدَ تَغُلُّ فَتُقْطَعُ، وَتُقْطَعُ فَتُحْسَم‏».

5ـ قال(ع): «لَا أَدَبَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ، وَلَا مُرُوَّةَ لِمَنْ لَا هِمَّةَ لَهُ، وَلَا حَيَاءَ لِمَنْ لَا دِينَ لَهُ، وَرَأْسُ الْعَقْلِ مُعَاشَرَةُ النَّاسِ بِالجَمِيلِ، وَبِالْعَقْلِ تُدْرَكُ الدَّارَانِ جَمِيعاً، وَمَنْ حُرِمَ مِنَ الْعَقْلِ حُرِمَهُمَا جَمِيعاً»).