قضية ساخنة... الحرب الاعلامية وانتصار الرواية الفلسطينية

الأربعاء 25 أكتوبر 2023 - 11:30 بتوقيت غرينتش

بالتزامن مع العدوان الصهيوني الوحشي الجاري على قطاع غزة وباقي الاراضي الفلسطينية، فان حرباً اخرى لا تقل شدة تجري في مكان مختلف تماماً، حيث تستعر حرب شديدة بين الاف البشر حول بناء الرواية الاكثر مصداقية لكسب العالم، وميدان هذه المعركة بات يتجاوز وسائل الاعلام المرئية والمقرؤة الى الاعلام الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي التي تمثل الان مصدر في غاية الاهمية لتناقل الاخبار والروايات بل والمواقف السياسية والتاثير على الراي العام المجتمعي بكل ما لذلك من اثر واضح على الارض.

خاص الكوثر - مع المراسلين

حرب الرواية في القضية الفلسطينية ليست حديثة فقد امتدت على مدار اكثر من مائة عام منذ ان طرحت الحركة الصهيونية فكرة الوطن القومي ونفت وجود الشعب الفلسطيني وحقه في ارضه، مررواً بنفي المجازر التي ترافقت مع النكبة والترويج بدلاً منها لرواية بيع الفلسطينيين ارضهم وهي الرواية التي مازالت الفلسطينيون يعانون من اثار نشرها حتى اليوم بالرغم من تفنيدها مرات عديدة في بحوث علمية رصينة منشورة، اذ باتت هذه الكذبة سلاحاً يوجه في وجه الشعب الفلسطيني لاسيما خلال عمليات الترويج لاتفاقية التطبيع العربية مع الكيان الصهيوني.

لكن عملية "طوفان الأقصى" البطولية  اكتسبت اهمية خاصة في حرب الروايات بين مؤيدي الكيان الصهيوني من ناحية ومؤيدي القضية الفلسطينية من ناحية اخرى، وترجع اهمية معركة الرواية هذه المرة الى شدة الضربة التي تلقاها الكيان المحتل في السابع من اكتوبر الجاري جعله  مضطرب امام مؤيديه على الاقل للرد بمستوى قسوة تلك الضربة القاصمة ، فقام بارتكاب مجازر وجرائم حرب حقيقة في اراضي قطاع غزة وقام ايضاً بحشد الراي العام العالمي خلفه بدعم ومساندة من الاعلام الغربي وعدم السماح باي تعاطف مع الجانب الفلسطيني.

تجدر الاشارة هنا الى ان اسرائيل نجت في الايام الاولى من الحرب عبر آلتها الاعلامية الضخمة التي تمتلكها بشكل مباشر او تؤثر عليها بشكل غير مباشر ولاسيما في الولايات  المتحدة لتأليب الراي العام العالمي على القضية الفلسطينية ككل ونجحت في كسب التعاطف الشعبي العالمي وهو ما قابلته المقاومة الفلسطينية ودعموا القضية الفلسطينية بحرب اعلامية وشعبية مماثلة تجاوزت التوقعات الاسرائيلية كما يبدو وهو ما بات يؤدي حالياً وحتى هذه اللحظة الى تراجع الرواية الصهيونية لصالح الفلسطينية لدى الراي العام العالمي.

 

بامكانكم متابعة قضية ساخنة على الرابط التالي