قضية ساخنة.... 23 عاما على اغتيال محمد الدرة ... الشهيد والشاهد على جرائم الاحتلال

الإثنين 2 أكتوبر 2023 - 18:58 بتوقيت غرينتش

رغم مرور ثلاثة وعشرين عاماً على استشهاد الطفل محمد الدرة في مدينة غزة فان مشاهد الجريمة لا يمكن ان يمحوها الزمن من اذهان العالم اجمع، فقد كان مشهد استشهاده مروعا.

خاص الكوثر - قضية ساخنة

لقد صدم العالم بمشاهد الاعدام الحي الذي شهدها الطفل الدرة، فقد كان يتحمي بجوار والده ببرميل اسمينتي في شارع صلاح الدين جنوبي غزة من خلال شريط فيديو صوره مراسل قناة تلفزيونية فرنسية في العام 2000، ووثق الشريط عملية اطلاق النار المقصودة باتجاه الطفل وابيه والتي انتهت بسقوط الطفل محمد قتيلا، فيما اصيب الاب بجروح خطيرة.

وكان الاب جمال الدرة  حينها متوجهاً لشراء سيارة بصحبة نجله محمد الدرة من سوق يعرف محلياً بسوق السيارات في حي الزيتونة جنوبي مدينة غزة، لكن لم يحالفه الحظ ولم يجد السيارة التي يرغب في شراءها، وقرر العودة الى منزله.

وعندما كانوا في طريق العودة وجد الاب مظاهرات ومواجهات بين شبان وقوات الاحتلال والطريق الرئيسي الى منزلهم كان مغلقاً بالكامل ما دفعهم ليسكلا طريقا اخر حتى وصلا الى مفترق طرق على شارع صلاح الدين قرب مستوطنة نتساريم صدم الاب وابنه بقوات جيش الاحتلال تطلق عليهما وابل من النيران من كل اتجاه بشكل مفاجئ  ودون سابق انذار.

لجئ الاب وابنه للاحتماء خلف برميل اسمنتي قريب بكثفة النيران وظل الدرة يصرخ على الجنود ليوقفوا اطلاق النار لكن لم يجدي نفعا واصيب جمال في بداية الحادث برصاصة في يده اليمني ثم اصيب الطفل بركبته اليمني قبل ان تقضي عليه رصاصات اصابة بطنه واخترقته.

كانت طلقات الرصاص مثل المطر، فبعد دقائق طويلة من اطلاق النار نظر الاب الى ابنه محمد الدرة فوجدة يسبح في بركة من الدماء وراسه سقط على قدمه اليمنى دون حركه ليدرك استشهاده واخذ يصرخ بعبارة اصبحت ايقونة لبشاعة الجريمة الاسرائيلية "مات الولد" "مات الولد" ورغم بشاعة ما ارتكبته قوات الاحتلال لم يكتفوا بذلك، فاطلقوا صاروخاً اتجاه جمال وابنه لكنه اصطدم بالرصيف ولم يصفهما.

وهكذا اصبح محمد الدرة الشهيد والشاهد على على جرائم الاحتلال وعلى مظلومية الطفل الفلسطيني في ظل هذا الاحتلال.