الكوثر_ يوم النكبة
يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة في 15 أيار/ مايو من كل عام، بينما يحتفل الصهاينة قبلها بيوم بذكرى تأسيس دولتهم المزعومة.
هكذا بدأت الحكاية الأليمة؟
شكلت النكبة آخر محطة في مسلسل التدبير الذي قاده العالم الغربي لتوطين اليهود في أرض فلسطين.
كانت البداية في عام 1799، عندما دعا نابليون بونابرت خلال الحملة الفرنسية على مصر، إلى إنشاء وطن لليهود على أرض فلسطين، إلا أن خطته لم تلق النجاح في حينه، لكنها شكلت شارة الانطلاق.
ففي القرن التاسع عشر كرر البريطانيون الدعوة ذاتها، خلال المؤتمر الصهيوني، بهدف إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين.
كان لسقوط الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، الأثر البارز باتجاه تنفيذ المخططات تلك، إذ عمل الانتداب البريطاني في فلسطين على تهيئة الظروف كافة للمخطط الأكبر، الذي يذوق الشعب الفلسطيني ويلاته حتى يومنا هذا.
وعد بلفور
عام 1917، صدر وعد بلفور، الوعد الذي منح بموجبه من لا يملك -وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور- أرض فلسطين لمن لا يستحق -اليهود- لإنشاء “وطن قومي للشعب اليهودي”.
وشكّل الوعد المشؤوم، بداية لنقل اليهود من شتى أقطار الأرض إلى فلسطين، بمساعدة الانتداب البريطاني، الذي بدأ فعليًا بمواجهة التحرك الشعبي الفلسطيني ضد مخطط احتلال أرضهم.
ففي عام 1936، اندلعت ثورة شعبية على أرض فلسطين، سرعان ما سحقتها القوة البريطانية، بعد سنتين من انطلاقها.
استمر بعد ذلك تنفيذ المخطط الأكبر، وفي الـ29 من نوفمبر/تشرين الثاني 1947 أقرت الأمم المتحدة خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية. شكل اليهود حينها ثلث السكان في فلسطين، أغلبيتهم قدموا من أوروبا خلال السنوات القليلة التي سبقت قرار التقسيم.
وعلى الأرض، كان اليهود يسيطرون على مساحة لا تتعدى 6% فقط من دولة فلسطين التاريخية، إلا أن الخطة المقترحة من قبل الأمم المتحدة خصصت لهم 55% من المساحة.
رفض الفلسطينيون والعرب الخطة المقترحة، بينما وافقت عليها الحركة الصهيونية، كمبدأ، إلا أن أطماعها بالاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية استمرت.
وقوع النكبة
مع بداية عام 1948، نشطت العصابات الصهيوينة في الأرض المحتلة، وبدأت بتنفيذ مجازر بحق السكان الأصليين من الفلسطينيين، بتواطؤ بريطاني، مما أدى إلى حدوث الهجرة الكبرى