فالاحتجاجات الواسعة التي شهدها الكيان لم تتوقف عن الشارع بل امتدت الى العصيان في صفوف الاحتياط في الجيش، حيث حذر جنود الاحتياط في جيش الاحتلال من انها لم يكونوا قادرين على الخدمة في محيط يفتقر للديمقراطية قد يعرضهم للمحاكمة في المحاكم الدولية بشأن الاجراءات التي امروا بتنفيذها اثناء خدمتهم في دولة اهتز استقلالها القضائي بفعل فاعل على حد تعبيرهم.
فلا يمكن لاحد ان ينكر ان الكيان يمر بازمة خطيرة تهدد وجوده وقد اخترق الصدع المتزايد جيشه ومؤسسته الدفاعية واجهزته الامنية كما ادت الاجراءات التي اتخذتها نتنياهو الى نشوء تمرد داخل حزب الليكود الذي يرأسه هو ويرى مراقبون ان الكيان سينقلب راس على عقب بعد اسبوع من الشلل التي يهدد المحتجون بغلق كل شيء من خلاله، الامر الذي سيتسبب باضرار كبيرة للاقتصاد الاسرائيلي، لكن تلك الاضرار لن تقارن بكارثية العاهة المستديمة التي تحدثها اصلاحات نتنياهو في الاقتصاد الاسرائيلي ان تم تمريرها.
ان الضرر التي احدثته الاشهر الثلاثة الماضية من حماقة نتنياهو وغطرسته لن يتم اصلاحه بسرعة فقد سبق للاقتصاديين ورؤساء البنوك والاكاديميين وقطاع التكنولوجيا والحلفاء الدوليين ان حذروا من عواقب دفع الكيان الى مفترق طرق تاريخي بين الديمقراطية والديكتاتورية لان ذلك لن يجعل الكيان ضعيف في اعين خصومه فحسب بل سيلقي عبئ كبيراً على الاجيال القادمة التي ستضظر لدفع فاتورة باهضة لاصلاح ما افسده نتنياهو.
خلاصة القول تغييرت الاحوال وتبدلت الاوضاع وها هو الكيان الان في اضعف احواله.
اما بالنسبة لنتنياهو فهو يضع اذن من طين واذن من عجين كما يقال للتداعيات الامنية والاقتصادية الخطيرة للاصلاح القضائي التي يرغب في تمريره ولو جزء منه، وربما يعتقد ان وقف الاصلاح سيضع حد للاحتجاجات التي خرجت عن السيطرة وتجاوزت نقطة اللاعودة لكنه سيدرك بان تهوره لم يزد الكيان الا خسارة.
تابعوا قضية ساخنة على يوتيوب