الكوثر_ايران
كما قال الامام الخامنئي: "اليوم، إن الدول المتقدّمة في العالم والقوى العالمية تعطي نفسها حقّ التدخل في البلدان الإسلامية. يأتون ويتدخلون. أمريكا على نحو، وفرنسا على نحو آخر، وذاك على نحو... إنهم يتدخلون في البلاد الإسلامية، ويعطون لأنفسهم الحق في هذا العمل. هم عاجزون عن إدارة بلدانهم ولم يتمكنوا من حل مشكلاتهم في بلادهم، ويريدون المجيء والاستيلاء على البلدان الإسلامية وحلّ مشكلاتها وفق زعمهم! حسناً، هذا يعني ضعف العالم الإسلامي والدول الإسلامية بسبب قضية فلسطين.
لو وقفت الحكومات الإسلامية بحزم في قضية فلسطين وقاومت منذ اليوم الأول، لكان الوضع في غربي آسيا، منطقتنا، مختلفاً اليوم، ولكنّا اليوم أقوى وأكثر اتحاداً، ولكان وضعنا اليوم أفضل من نواحٍ كثيرة. منذ ذلك الحين، كان مريدو الخير يقولون ذلك، ومن جملتهم كبار علماء النجف، فقد كتب كبار علماء النجف رسائل وأدلوا بتصريحات وخطابات حول قضية فلسطين وغصبها ونحو ذلك، وكذلك بعض المتلهفين وأولئك الذين كانوا حريصين حقّاً. قال شاعر عربي:
لئن أضعتم فلسطيناً فعيشكم
طول الحياة مضاضاتٌ وآلام
لقد أصاب القول. إذا تخليتم عن فلسطين، فسوف تصابون بالآلام والمعاناة وأمثال ذلك على طول الزمان. لو بادرنا منذ اليوم الأول، [لكان وضعنا أفضل].
تتحدث الجمهوريّة الإسلاميّة اليوم علناً وصراحة عما يخالج قلوب مسلمي فلسطين المظلومين. نحن لا نجامل أحداً، ونقول الحقيقة بصوتٍ عال: إننا ندعم شعب فلسطين وندافع عنه، ونصرّح أيضاً أننا ندافع عنه، وسندافع بأيّ طريقة نقدر عليها عن شعب فلسطين. هذا ما جعل الأعداء يتمحورون ويطلقون حملة التخويف من إيران، ومن ثمّ ضمَّ أولئك الذين يتوجّب عليهم كذلك دعم فلسطين - بقدرنا على الأقل - أصواتهم أيضاً إلى أصوات الأعداء في ما يرتبط بالتخويف من إيران.
الحلّ لهذه المشكلات كلّها يكمن في العودة إلى الإسلام واتحاد الشعوب المسلمة وتعاطفها مع بعضها بعضاً والتعاون بين الحكومات الإسلاميّة بالمعنى الحقيقي للكلمة، لا أن يتعاونوا ويتعاطفوا صورياً بل بالمعنى الحقيقي للكلمة. أجزاء الأمة الإسلامية كلها بحاجة إلى التعاون مع بعضها بعضاً، وقد تقع المشكلات أحياناً."